يواجه الفرنسي الشاب كيليان مبابي نجم فريق باريس سان جيرمان نظيره البرتغالي المخضرم كريستيانو رونالدو نجم فريق يوفنتوس الإيطالي، للمرة الأولى في مشوارهما، في مباراة دولية، بقميصي منتخبي بلديهما، بعد مواجهتين على صعيد الأندية، تفوق خلالهما رونالدو بقميص فريقه السابق، ريال مدريد الإسباني.
ويحتضن ستاد “دي فرانس” بالعاصمة الفرنسية باريس مواجهة أصحاب الأرض أمام المنتخب البرتغالي، في التاسعة إلا ربع مساء اليوم الأحد، في قمة المجموعة الثالثة بالمستوى الأول، في دوري الأمم الأوروبية، والتي تضم إلى جانبهما منتخبي السويد وكرواتيا.
حامل اللقب
ويتصدر المنتخب البرتغالي حامل اللقب المجموعة برصيد ست نقاط، متفوقًا بفارق الأهداف على أبطال العالم، الذين حققوا الفوز أيضًا في مواجهتي الجولتين الأولى والثانية بالدور الأول للبطولة القارية.
لكن رغم أهمية المواجهة تنصب الأنظار على مواجهة فردية استثنائية، خاصة بعدما نشأ مبابي وسط معرفة العالم أجمع بمدى تأثره بكريستيانو رونالدو، الذي كان ملهمه في صباه، وقدوته في عالم كرة القدم.
مبابي في 13 عاماً
واشتهرت صور مبابي في عمر 13 عامًا، محاطًا بصور رونالدو التي كانت تملأ جدران غرفته، عندما كان يخطو خطواته الأولى في عالم كرة القدم، كما أكد مدى تأثره بالنجم البرتغالي في حوار مع صحيفة “ماركا” الإسبانية، عندما صرح بأن رونالدو كان بطل طفولته، وأنه لا ينسى لحظة مقابلته عندما زار مقر تدريبات ريال مدريد في صغره.
وأظهر مبابي قدرًا كبيرًا من التواضع، وكذلك العقلية الاحترافية، عندما سُئل عن نجمه المفضل بين رونالدو والأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة الإسباني، ومطالبته باختيار أحدهما ليدعم صفوف فريقه، حيث أجاب دون تردد: “سأختار الجلوس على دكة البدلاء، لكي يلعب كلاهما في الفريق، هذا سيرفع حظوظنا في الفوز.”
كما تحلَّى مبابي بالذكاء ذاته في حوار مع صحيفة “لاجازيتا ديللوسبورت” الإيطالية مطلع العام الحالي، حيث رد على سؤال عن ملهمه الأبرز بين رونالدو وميسي على صعيد المسيرة الكروية، فأكد أن الوقت قد فات ليكرر مسيرة ميسي، لأن النجم الأرجنتيني لعب مسيرته كاملة بقميص فريق واحد، على عكس رونالدو الذي يعد القدوة الأبرز للنجم الفرنسي.
وقال مبابي في تصريحاته للصحيفة الإيطالية: “لأكرر مسيرة ميسي، كان يجب أن أبقى في صفوف موناكو، لذلك من الناحية المنطقية يجب أن يكون قدوتي هو رونالدو”.
مسيرة مبابي
وبدأ مبابي البالغ من العمر 21 عامًا مسيرته الاحترافية بقميص موناكو عام 2015، كأصغر لاعب في تاريخ الفريق، ولعب معارًا بصفوف باريس سان جيرمان في موسم 2017/2018، قبل الانتقال بشكل نهائي عقب نهاية الموسم، مقابل 145 مليون يورو، بالإضافة إلى 35 مليون يورو كحوافز إضافية شملها التعاقد.
بينما بدأ رونالدو البالغ من العمر 35 عامًا مشواره الاحترافي بقميص فريق سبورتنج لشبونة البرتغالي عام 2002، وانتقل منه إلى صفوف مانشستر يونايتد الإنجليزي في العام التالي، قبل الانتقال إلى ريال مدريد عام 2009، ثم الاستقرار في يوفنتوس بعد تسع سنوات.
ويبدو مبابي قريبًا للغاية من انتقاله الثاني، حيث يعد اللاعب مرغوبًا بشدة في نادي ريال مدريد، ليصبح نجم الحقبة المقبلة بعد رحيل رونالدو الذي لم ينجح أحد في تعويضه حتى الآن، رغم تعاقد نادي العاصمة الإسبانية مع البلجيكي إيدين هازار من صفوف تشيلسي، كما ألمح اللاعب نفسه في مناسبات عديدة إلى أنه اقترب بشدة من الرحيل عن صفوف باريس سان جيرمان.
رغم تأثره الكبير برونالدو، لكن مبابي أكد أيضًا أنه لاعب محترف، وأن مرحلة إعجابه بالنجم البرتغالي لا تتجاوز حدود الملعب، حيث شدد قبل مواجهة ريال مدريد مع باريس سان جيرمان في دور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا عام 2018 على أنه سيذهب إلى ملعب سانتياجو برنابيو في العاصمة الإسبانية لتحقيق الفوز على رونالدو وفريقه. لكن تلك المواجهة صبت تمامًا في صالح رونالدو، حيث فاز ريال مدريد ذهابًا وإيابًا بثلاثة أهداف مقابل هدف وهدفين مقابل هدف، وسجل رونالدو ثلاثة أهداف خلال المواجهتين، كما صنع هدفًا.
وأراد ديدييه ديشان المدير الفني للمنتخب الفرنسي، رفع الضغوط عن نجمه الشاب قبل المواجهة الهامة، وأكد خلال المؤتم الصحفي الخاص بالمواجهة أمس السبت أن الوقت لا يزال مبكرًا للغاية لوضع مبابي في مقارنة مع رونالدو.
كأس العالم 2018
وأضاف المدرب الذي قاد منتخب بلاده لتتويج بكأس العالم 2018 في الأراضي الروسية: “نعم رونالدو هو ملهمه، لكنني أعتقد أن رونالدو كان ولا يزال ملهمًا للعديد من اللاعبين الشباب”. وواصل ديشامب: “من الصعب مقارنتهما، رونالدو يلعب منذ سنوات طويلة في أعلى المستويات، كما أنهما في عمر مختلف، أعتقد أن المقارنة ستكون أفضل عندما يكون مبابي في العمر الذي يبلغه رونالدو الآن.”
وتم تتويج رونالدو بالكرة الذهبية كأفضل لاعب في العالم خمس مرات، كما ساهم في تتويج ريال مدريد بدوري أبطال أوروبا أربع مرات، كما قاد مانشستر يونايتد للإنجاز ذاته مرة، بينما فاز مبابي بجائزة “كوبا” التي تقدمها مجلة فرانس فوتبول لأفضل لاعب شاب في العالم عام 2018، وساهم في بلوغ باريس سان جيرمان نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في تاريخه في الموسم الماضي.