تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الإثنين، ما بين؛ حرص الدولة على مساندة السودان ودعمها للانتقال السياسي السلمي للحفاظ على الأمن والسلامة والاستقرار، واستمرار إيران في التصعيد المستمر واستعراض لقدراتها الوهمية في تدمير الآخرين، إضافة إلى التحديات التي تواجه بعض الدول العربية ومحاولات دول أخرى التدخل في شؤونها.
وتحت عنوان “دعم كامل لخير السودان”، أكدت صحيفة “الاتحاد”حرص الإمارات على مساندة السودان في كل ما فيه الخير لشعبها الشقيق، والأولوية للحوار بين السودانيين في هذه المرحلة الحساسة، سعياً إلى تحقيق الوفاق، وتعزيز الاستقرار والبناء، وبدء مرحلة جديدة مزدهرة بخطى واثقة تجاه المستقبل.
وأضافت “أن الموقف لم يتغير منذ بدايات الأزمة في السودان، فالتوجيهات التي أطلقها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، منذ أبريل الماضي للتواصل مع المجلس الانتقالي، وبحث سبل المساعدة في دفع الأمن والاستقرار والتنمية، من خلال توازن قائم على تشجيع الشعب والجيش لتجاوز التحديات، ترسخت في تناغمها مع ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، من دعم الإمارات الكامل للسودان الشقيقة، والوقوف إلى جانبها في كل ما يحفظ أمنها واستقرارها، ويحقق طموحات الشعب في التنمية والتطور، ويؤدي إلى الانتقال السياسي السلمي في إطار التوافق والوحدة”.
وقالت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها: “إن رسالة الإمارات إلى ضيف الإمارات، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس المجلس العسكري الانتقالي، واضحة في حرصها على مساندة السودان في كل ما فيه الخير، انطلاقاً مما يجمع البلدين من علاقات أخوية متجذرة على المستويات كافة، رسالة لا تحمل سوى الإيمان بأن لغة الحوار والتسامح قادرة على تذليل كل الصعاب، والنظر إلى مستقبل يعمه التقدم والتنمية والوفاق”.
من ناحيتها وتحت عنوان “دعم إماراتي مطلق للسودان”، قالت صحيفة “الوطن ” تاريخنا حافل بالدعم الحقيقي للأشقاء، وهذا ما يتضح جلياً خاصة في أوقات المحن العصيبة التي عانت منها عدد من الدول، فكان خيارنا نابعاً من واجبنا القومي وتوجهنا الراسخ لدعم الشعوب على تصحيح البوصلة وعدم الغرق في الأزمات وضرورة الحفاظ على وحدتها الوطنية وحرصاً على تجنب أي مضاعفات قد تنتج عن الأحداث الكبرى التي تمر بها الدول أو الشعوب، ولاشك أن السودان من الدول الغالية التي تجمعه مع الإمارات علاقات قوية ومتجذرة تعود لعقود طويلة، ميزها التعاون الأخوي المثمر بين الشعبين الشقيقين.
وأضافت الصحيفة: “أنه في الوقت الذي حاولت فيه عدد من الأطراف صاحبة الأجندات العبثية استغلال المستجدات السودانية، والتدخل كعادتها، كانت الإمارات سباقة بتأكيد الأهمية الكبرى للحفاظ على الأمن والسلامة والاستقرار ودعم الانتقال السياسي السلمي، في محطة مفصلية وفارقة وشديدة الأهمية بتاريخ السودان الحديث، وهذا ما أكده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقبال سموه الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، مؤكداً الدعم الكامل للأشقاء على الصعد كافة، فضلاً عن الثقة بقدرتهم على تجاوز المرحلة الحالية، وتحقيق الانتقال السياسي السلمي ضمن التوافق الوطني، والتوجه إلى المستقبل بروح واحدة”.
وأشارت إلى أن الإمارات دائماً تنصح الأشقاء عبر استشراف التطورات الممكنة، والتنبيه على التحديات وبل ومن مضاعفات سلبية قد تظهر في حالة غياب التوافق، وتأكيدنا دائماً أن سيادة أي دولة وعدم التدخل في شؤونها يجب أن يكون مصاناً، وهو ما رسخ مكانة الدولة وسياسة قيادتها الرشيدة في وجدان جميع الدول على المستويين الرسمي والشعبي، لأننا نريد الخير والاستقرار للجميع، ونؤمن إيماناً عميقاً أن سلامة أية دولة من سلامة المنطقة برمتها، وعلى هذا الأساس كانت سياسة الدولة التي تتسم بالشفافية والوضوح حاضرة دائماً.
وتابعت: “الأشقاء في السودان تكون لهم مواقف مشرفة وأصيلة، من خلال تأكيدهم الراسخ على أن أية دولة يمكن أن تعادي مصالح دول الخليج العربي لم ولن تكون لها علاقات مشتركة مع السودان، كما أن مشاركة الأشقاء في ملاحم تحرير اليمن تعكس قوة الروابط والعمل المشترك لأمن وسلامة المنطقة كما يؤكد التوجه العربي الراسخ للخرطوم في التكاتف مع أشقائها الحقيقيين المدركين أن مصلحتهم تكمن مع من يريد خيرهم لا من يخطط للتدخل في وطنهم لتحقيق أطماعه وأهدافه الخبيثة”.
وأكدت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها، أن السودان سيتجاوز الأيام الدقيقة التي يمر بها، وسيكون جميع أبناء شعبه وجيشه على قلب واحد لتحقيق الأهداف الكبرى من حيث الانتقال السلمي وتحصين الجبهة الداخلية، كما ستبقى الإمارات كعهد الشعوب العربية بها، حريصة على مصالحهم محترمة قراراتهم داعمة لكل ما يجلب الخير والسلامة لبلادهم وشعوبها.
من جانب آخر، وتحت عنوان “التصعيد نهج إيراني”، قالت صحيفة “البيان”: “إنه في الوقت الذي يراقب العالم كله تطورات الأحداث والتصعيد المستمر في المنطقة، لا يتوقف سيل التصريحات التصعيدية الذي يمارسه النظام الإيراني، والتي يقدم فيها استعراضاً غير واقعي لقوته المزعومة، وقدراته الوهمية على تدمير الآخرين، ولا تتوقف لغة التهديد والوعيد من إيران تجاه جهات عدة، وليس فقط الولايات المتحدة”.
وأشارت إلى أن هذا الأمر يؤكد أن هذا النظام منذ بدايته في إيران، وهو يعيش على التآمر والحروب والصراعات، ولديه في العديد من الدول، أدواته وأذرعه ومليشياته التي تنفذ توجيهاته، في إطار منظومة مترابطة لزرع الفوضى والاضطرابات في المنطقة، وهذا ما نلاحظه الآن، على الرغم من دعوات جهات عديدة للتهدئة والحوار، وتفادي الصدام، وعلى الرغم من نبرة الهدوء في التصريحات الأمريكية التي تدعو إيران للحوار، وتؤكد أن واشنطن لا تريد الحرب.
وأضافت “أنه بدلاً من أن تبذل إيران مساعيها للتهدئة، تتمادى في إشعال المنطقة، من خلال أذرعتها وميليشياتها في اليمن والعراق وغيرها، وهو ما بدا وواضحاً في الأحداث الأخيرة من ضرب السفن بالقرب من شواطئ الإمارات، وقصف خطوط النفط السعودية، وأخيراً، إطلاق صاروخين باليستيين باتجاه مكة المكرمة، ومدينة جدة، وهي الأحداث التي لا يمكن استبعاد إيران عنها، لأنها تنفذ من قبل جهات موجهة منها، وتأتي في توقيت يخدم مصالحها وتوجهاتها للتصعيد بوهم الردع”.
وقالت في ختام افتتاحيتها: “إنه من المثير للسخرية والدهشة، أنه في ظل هذه الأعمال التصعيدية، تتهم طهران الرياض بإشعال الفوضى، بسبب دعوتها إلى عقد القمتين الطارئتين الخليجية والعربية في مكة، فيما تهدف السعودية منهما، إلى إظهار الموقف الخليجي والعربي الموحد، بمواجهة التخريب وإذكاء نار الفتن في الأقطار العربية، من قِبل نظام الملالي في إيران”.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “الشعوب العربية تهزم مخططات العدوان” قالت صحيفة “الوطن”: “أتى إعلان فصائل متشددة تسيطر على محافظة إدلب في شمال غرب سوريا أنها تتلقى دعماً وتسليحاً من تركيا، ليبين محاولة النظام التركي إبقاء المدينة تحت سيطرة أتباعه الذين يتمول منهم، وإدلب يسيطر عليها ما يسمى بـ “هيئة تحرير الشام” التي تتكون من اندماج عدد من الفصائل التكفيرية وخاصة جبهة النصرة الإرهابية التي هي “القاعدة”، وذلك بعد أن قام النظام التركي بتدجين آلاف المسلحين ليحاربوا تحت إمرته في الشمال السوري والمناطق الكردية بالتحديد، مؤكداً استمرار الرهان التركي على كل تنظيم يسير عكس التاريخ ويستقوي على المدنيين بالوحشية ويحاول تبرير ما يقوم به عبر الدخول زوراً وبهتاناً تحت عباءة الدين، علماً بأن ما تقوم به في سوريا ليس جديداً، بل يعود لقرابة 9 سنوات عبر تسهيل دخول جميع المرتزقة والإرهابيين القادمين من مختلف بقاع الأرض أملاً في خدمة مشروع توسعي الذي اعتقدت أن الأحداث التي هزت عدداً من الدول العربية هي الفرصة التي يمكن اقتناصها لتحقيق المآرب والأهداف التوسعية، تماماً كحال إيران وأجندتها وبرنامجها”.
وأشارت إلى أن ليبيا شبيهة بسوريا في ذات الأمر حيث تم الإعلان عن ضبط أكثر من شحنة سلاح مصدرها تركيا ومرسلة إلى الفصائل والتنظيمات الإرهابية التي تسيطر على العاصمة الليبية طرابلس، خاصة بعد تحرك الجيش الوطني وبدء عملية واسعة لتطهير العاصمة وغرب ليبيا من سطوة المليشيات الإرهابية التي تقبض عليها بالحديد والنار، كما يدرك أردوغان أن نجاح مهمة الجيش الوطني الذي يلقى تأييداً دولياً واسعاً يعني انهيار مخططه وبتر كل الأيدي التي تتدخل لخدمة مشروع الهيمنة والسيطرة.
وأضافت: “السودان الشقيق كحال الدول التي عانت، حيث أتى إعلان المجلس العسكري عن نيته عدم إقامة أي علاقات مع أي دولة تعادي مصالح دول الخليج العربي أو مصر، خاصة أن أردوغان في عهد البشير كان يعتقد أن السودان سيكون قاعدة لتوسيع نفوذه والانطلاق نحو إفريقيا، لكن الموقف الجامع برفض أي وجود تركي مما جعل أردوغان يائساً اليوم وهو يرى الموقف السوداني الجديد والنابع من عروبته وأصالته، كما أن تركيا حتى اليوم عاجزة عن نسيان دور مصر التي دقت مسماراً كبيراً بنعش مخطط تركيا وأتباعها التوسعي عبر المراهنة على جماعة “الإخوان” الإرهابية”.
وقالت الصحيفة: “اليوم تركيا وقطر وإيران تدرك تماماً أن كل رهاناتها خسرت وأن مشاريعها في السيطرة والهيمنة على قرارات عدد من الدول العربية قد تبددت وباءت بالفشل، وباتت مسألة الهزيمة التامة قريبة، وحينها سيجد أردوغان على غرار حليفه النظام الإيراني في مواجهة الغضب الداخلي المتصاعد جراء السياسات التي باتت تلقى استياء واسعاً ترجمته آخر انتخابات بلدية في تركيا، وأعطت مؤشراً عن حجم الهالة التي يحاول أردغان إحاطة نفسه بها”.
وقالت “الوطن”، في ختام افتتاحيتها: “الدول العربية ملك لشعوبها وأبنائها ومستقبل أجيالها، وليست لكل طامع وغاز وحامل أجندة هيمنة، كما بينت سنوات عديدة من الأحداث الكبرى أن الشعوب العربية لا تريد عثمانياً جديداً ولا فارسياً بأي حال من الأحوال ولن يكون لأي مخطط توسعي وعدواني وجود على أرض الواقع”.