من المقرر أن يتم منح جوائز نوبل لهذا العام بظروف مختلفة عن السنوات الماضية، نظراً للتحدي الخاص الذي تفرضه جائحة كورونا على المنظمين والهيئات المانحة للجائزة.
وقال لارس هيكينستين، المدير التنفيذي لمؤسسة نوبل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)” خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، كنا قلقين من أننا لن نتمكن حتى من اختيار أي فائزين هذا العام”.
وتدير المؤسسة أصول رجل الصناعة ومخترع الديناميت السويدي الفريد نوبل، صاحب فكرة منح الجوائز في مجالات الأدب، والطي، والفيزياء والكيمياء والسلام.
وقال هيكينستين: “نحن ندافع عن المعرفة والعلم والسلام- وهذه أمور ربما تحمل أهمية خاصة هذه الأيام”.
وسوف يحصل الفائزون بجوائز نوبل هذا العام على قدر أكبر من المال. وقالت المؤسسة إن قيمة كل جائزة سوف تصل إلى 10 مليون كرون (1.1 مليون دولار) مقارنة بـ 9 ملايين كرون خلال الأعوام الماضية.
لقد أدت الجائحة إلى فرض بعض التعديلات على الجوائز الشهيرة، حيث تم تقليص حجم احتفالات توزيع الجوائز المقررة في العاشر من كانون أول/ديسمبر المقبل في أوسلو وستوكهولم بسبب الجائحة.
فقد جرى إلغاء إقامة مآدب العشاء للفائزين بالجوائز، كما أن الفائزين في مجالات الطب والفيزياء والكيمياء والأدب والاقتصاد سوف يتسلمون جوائزهم في بلادهم وليس في ستوكهولم.
وسوف يتم دعوة عدد محدود من الضيوف لحضور مراسم تسليم جائزة نوبل للسلام في أوسلو، على الرغم أنه لم يتضح حتى الآن ما إذا كان الفائز أو الفائزون سوف يحضرون.
ويبدأ أسبوع توزيع جوائز نوبل، مثل الأعوام الماضية، بالإعلان عن الفائز بجائزة نوبل في الطب يوم الاثنين الخامس من أكتوبر الجاري، تليها جائزة نوبل في الفيزياء في السادس، ثم الكيمياء في السابع، والأدب في الثامن، والسلام في التاسع من الشهر الجاري.
وسوف يتم الاعلان عن جائزة نوبل في الاقتصاد، التي لا تعد من جوائز نوبل الاصلية، في 12 من الشهر الجاري.
وكانت الأكاديمية السويدية قد أعلنت العام الماضي عن فائزين اثنين بجائزة نوبل للأدب، هما المؤلفة البولندية أوليجا توكارتشوك عن عام 2018 والمؤلف النمساوي بيتر هاندكه عن عام 2019، وذلك عقب أن تم إرجاء الاعلان عن الجائزة عام 2018 بسبب فضحية تتعلق بالاعتداء الجنسي وتضارب المصالح.
وأبلغت الأكاديمية السويدية وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن في هذا العام يتنافس 197 مرشحا على جائزة نوبل للأدب، من بينهم 37 لم يتم ترشيحهم من قبل. ويصعب تخمين من سوف سيفوز بالجائزة لأن الأكاديمية لا تنشر قائمة مختصرة للمرشحين. وكان من ضمن الشخصيات السابقة التي مثل فوزها بالجائزة مفاجأة المغني وكاتب الأغاني الأمريكي بوب ديلن عام 2016.
ويشار إلى أن الترشيحات والمشاورات المتعلقة بجميع جوائز نوبل سرية منذ 50 عاما.
وبطريقة ما، أصبح مزيد من المعلومات متاحا بشأن جائزة نوبل للسلام، حيث أن بعض من يقومون بالترشيح – وهم أشخاص بينهم نواب برلمانيون، وأكاديميون وفائزون سابقون بجائزة نوبل للسلام- يعلنون عن مقترحاتهم بالنسبة لترشيحاتهم.
وتلقت لجنة نوبل النرويجية، التي تختار الفائز بجائزة نوبل للسلام، 318 ترشيحا هذا العام لأفراد ومنظمات، وهو رابع أعلى عدد ترشيحات يتم تسجيله منذ منح أول جائزة عام 1901.
ومن بين الـ 211 المرشحين للجائزة الناشطة السويدية في مجال المناخ جريتا ثونبيرج. وكان قد تم ترشيح ثونبيرج / 17 عاما/ العام الماضي أيضا لأنها كانت دافعا لحركة عالمية تدعو لاتخاذ إجراء لمواجهة تغير المناخ.
ورشح نواب في النرويج والولايات المتحدة الأمريكية نشطاء مطالبين بالديمقراطية في هونج كونج،كما رشح نواب بحزب اليسار الألماني مسرب المعلومات الأمريكي إدوارد سنودين، لكشفه برامج مراقبة واسعة النطاق في أمريكا، ومؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانج، ومحللة المعلومات الاستخباراتية السابقة بالجيش الأمريكي تشيلسا مانينج، التي عملت مع أسانج لتسريب وثائق سرية عام 2010.
وكانت اللجنة المؤلفة من خمسة أعضاء قد اختارت رئيس وزراء إثيويبا آبي أحمد للفوز بجائزة نوبل للسلام عام 2019 لجهوده لإحلال السلام الإقليمي.
وبناء على المراهنات على شبكة الانترنت، يبدو أن ثونبيرج مرشحة قوية لهذا العام، بالإضافة إلى منظمة الصحة العالمية لجهودها في مواجهة جائحة كورونا، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
ولم يعرف ما إذا كان قد تم ترشيح ترامب هذا العام. وقال عدة باحثين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا) إنهم متشككون بالنسبة لفرص فوز ترامب بالجائزة.
وقال دان سميث، مدير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام “لا أعتقد أن هناك فرصة بالنسبة لفوز ترامب”بسبب انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 واتفاق باريس للمناخ.
وأضاف أنه من الممكن أن تدرس لجنة نوبل منح جائزة لحقوق الانسان أو تغير المناخ، حيث إن هناك بعض الدلائل على إحراز تقدم “في عالم الصراع والسلام والأمن”.
وأضاف أن هناك “صلة واضحة بين تغير المناخ والسلام” بسبب التأثير على الاستقرار السياسي ورفاهية الشعوب. ومن الممكن أن يكون هذا دافعا وراء منح جائزة لثونبيرج أو لغيرها من النشطاء والمنظمات.
وأشار هينريك أوردال، مدير معهد أوسلو لأبحاث السلام، إلى إمكانية دراسة منح جائزة للصحافة وحرية الاعلام، مشيرا إلى لجنة حماية الصحفيين ومقرها نيويورك.
وقال لـ (د.ب.ا) ” الصحفيون غالبا ما يكونون في الصفوف الأمامية، يغطون أنباء الحرب والسلام” مضيفا أن المجتمع الدولي في حاجة ” لمعلومات دقيقة” للتقييم والتعامل مع الصراعات.
واقترح بيتر والينستين، الأستاذ المتخصص في بحوث السلام والصراع بجامعة اوبسالا، منح جائزة لوسائل الإعلام المستقلة” التي غالبا ما تتعرض للضغط وفي ظل الجدل بشأن” الأخبار الزائفة” أو لمنظمة الشفافية الدولية التي تكافح الفساد”.