ترجمة: أسماء صبحي
انضمت مجموعة من الطالبات السعوديات بجامعة الأميرة نورة بالرياض، إلى مشروع خاص من قبل ماركة الملابس المحتشمة “رينا” لتصميم مجموعة كاملة تم إطلاقها في اليوم الوطني السعودي.
واستندت المجموعة المكونة من 17 قطعة إلى الشوارع وحركة المرور والعمارة والأبراج والأضواء والطبيعة ونمط حياة الناس في عاصمة المملكة العربية السعودية، الرياض.
وتم تقسيم المجموعة إلى قسمين، الأول هو “Open Circle” وهي قطع ملابس نهارية يمكن ارتداؤها من قبل الجميع كل يوم، بينما تم تسمية المجموعة الأخرى باسم “Weekend in Riyadh” وهي قطع ملابس نوم تهدف إلى التميز في الحياة الليلية الصاخبة في الرياض.
وعلاوةً على ذلك، فإن المواد المستخدمة في المجموعة صديقة للبيئة.
وذهب طلاب تصميم الأزياء، إلى تصميمات مختلفة لليوم الوطني بدلاً من الالتزام باللون الأخضر والمطبوعات التقليدية، وتوصلوا إلى مجموعة متنوعة من التصاميم العملية الحديثة ذات اللمسة السعودية.
سر اختيار الرياض
وقالت الطالبة مها القميزي: “اخترنا الرياض لأنها المدينة التي جمعتنا معًا كطلاب من مناطق مختلفة في جميع أنحاء المملكة، وهي المكان الذي تعرفنا فيه على بعضنا البعض، وقبل كل شيء هي عاصمة المملكة العربية السعودية”.
وتابعت: “استلهمت قطعي من رحلة عائلية إلى حديقة الثمامة، وهي منطقة محجوزة شمال الرياض”.
وأضافت: “جذبت النباتات المحلية انتباهي، ولم أر أي شخص يخاطبها في تصميماتها من قبل، لقد اخترت الزهور مثل قرن الظبي والخزامى وقمت بإدراجها في قطعي”.
وأوضحت: “بدأنا العمل في المشروع منذ أوائل يناير؛ وشكّل التوفيق بين العمل الجامعي والمشروع تحديًا، لا سيما مع تفشي فيروس كورونا”، مضيفةً: “لقد تعلمنا الكثير من الأشياء الجديدة التي لم نكن نعرفها من قبل خلال دراستنا؛ ومع ذلك، بذلنا قصارى جهدنا وعلى الرغم من أن الأمر لم يكن سهلاً، فقد كانت تجربة مفيدة للغاية”.
وقالت: “أعتقد أن الأحلام الكبيرة لها بدايات صغيرة، وهذه البدايات هي التي تجعلنا في الواقع الأشخاص الذين نريد أن نكون”.
تجربة ثرية
واتفقت معها زميلتها حصة الخميس حيث قالت، “لقد كنت متحمسة وخائفة في نفس الوقت عندما عرفت لأول مرة أن القسم اختارني للمشروع، كنت غارقة في فكرة العمل مع علامة تجارية فعلية ذات مدى ووصول دولي”.
وأضافت: “ومع ذلك أصبح الأمر أسهل مع مرور الوقت، وكلما عرفنا المزيد عن المشروع أصبحنا أكثر راحة، لقد كانت تجربة ثرية وأنا ممتنة لإتاحة هذه الفرصة لي”.
وتابعت: “قطعي مستوحاة من شوارع الرياض ومعمارها وهي ملائمة لأي مناسبة”.
وأشارت: “إنه فستان أبيض طويل، ويزداد الطلب عليه لأن الاتجاه الآن هو الفساتين الطويلة الخفيفة التي ترتديها الفتيات تحت عباءاتهن”، موضحةً: “إنه مناسب أيضًا للسيدات في منتصف العمر وأي شخص آخر يرتدي قطعًا عصرية متواضعة”.
وتأمل الخميس أن تُكون لها علامتها التجارية الخاصة ذات يوم، قائلةً: “لن تكون فقط عصرية ولكن أيضًا ذات قضية إنسانية، أريدها رد الجميل للمجتمع، ومساعدة الإنسانية، وإيصال الرسائل الإيجابية وإعطاء صوت لمن لا صوت لهم، ستكون من الناس إلى الناس”.
تمثيل الحياة الليلية
أما أفنان العبيد، التي اختارت تمثيل الحياة الليلية وعطلة نهاية الأسبوع في الرياض، قالت: “صممت قطعتين، إحداهما عباية أنيقة والأخرى فستان بلون أخضر نيون عصري يعكس أيضًا أضواء الرياض وحياة نهاية الأسبوع”.
وأضافت: “أردنا أن نصنع قطعًا تمثل اليوم الوطني من خلال تمثيل الشعب السعودي مع مراعاة أسلوب العلامة التجارية أيضًا، وفي الوقت نفسه، أردنا أن يكون الأمر غير عادي وأكثر جاذبية للشباب”.
كما شجع هذا المشروع العبيد على امتلاك علامتها التجارية الخاصة ذات يوم، موضحةً: “كانت هذه تجربة فريدة لا تقدر بثمن علمتني الكثير عن عالم الأعمال وكيفية التصميم للجماهير، والتي لم أكن أعرف الكثير عنها”.
فهم سوق العمل
واتفقت رانيا المرواني مع العبيد قائلةً: “لقد تغيرت تصوري للعمل الاحترافي كثيرًا، لقد تعلمت كيف أفصل نفسي عن العمل، وكيف أعرف وألبي احتياجات العملاء وفهم تفضيلاتهم”.
وتابعت: “لم نكن نعرف كيفية التعامل مع المصانع، فقد ركزت تصميماتي كطالبة على ما سأرتديه شخصيًا وما لا أرتديه، ولكن بعد هذه التجربة، تعلمت كيفية مراعاة تفضيلات العملاء، وساعدني ذلك على فهم أهمية امتلاك علامات تجارية محلية خاصة بنا تمثلنا وتطور الصناعة”.
وفضلّت المرواني إعادة تصميم الأزياء التقليدية بطريقة حديثة، لذلك اختارت تقديم تصميم جديد بسيط لسروال شيروال مع قميص أبيض عادي، مشيرةً: “إنه بسيط ومريح ويمكن ارتداؤه كل يوم”.
مجموعات نهارية
وصنعت جميلة الشهري قطعًا لمجموعات النهار وملابس النوم، قائلةً: “ركزت أزيائي على الأناقة بالإضافة إلى التطبيق العملي والملاءمة لجميع الفئات العمرية، علاوة على ذلك، أخترت الألوان التي تناسب ألوان البشرة العربية”.
وأوضحت الشهري، أن محاولة عمل تصميمات للجمهور المحلي والعالمي تجربة كبيرة، مضيفةً: “رينا هي علامة تجارية ضخمة تستهدف العملاء المتواضعين في السوق الدولية، ويعد السوق الشامل والأزياء السريعة تجربة جديدة تمامًا بالنسبة لنا؛ إنه يختلف عما درسته والذي ركز بشكل أساسي على المجموعات الحصرية”.
وتابعت، إنها فخورة بكونها جزءًا من مثل هذه المبادرات وتأمل أن يكون هناك المزيد من المبادرات مثل هذه التي تستهدف الطلاب لرفع قدراتهم وصقلها والمساعدة في إنتاج مواهب أقوى في القوى العاملة في الدولة.
كما قدمت نصائح للطلاب قائلةً: “أعتقد بقوة أن العمل الجاد يؤتي ثماره، فالصبر والعمل الجاد سيكسب الطلاب حتما الاحتراف الذي يحتاجونه وفرصًا جيدة لا يمكن تصورها؛ هم فقط بحاجة إلى بذل قصارى جهدهم”.
هدف المشروع
وأشار عبدالعزيز العبد الكريم ، عضو مجلس إدارة شركة العبد الكريم وشركاه المالك للعلامة التجارية رينا، إلى أن هدف المشروع هو رد الجميل للمجتمع والاحتفال باليوم الوطني السعودي التسعين من خلال تسليط الضوء على المواهب والعمل الجاد للشباب السعودي.
وقال: “منحت رينا الطلاب فرصة عظيمة لتجربة حياة مصمم محترف من خلال هذا المشروع، لقد أطلقنا على كل تصميم اسم المصمم؛ أردنا منحهم التقدير الذي يستحقونه وبناء ثقتهم في قدراتهم”.
وأضاف: “نحن سعداء للغاية وفخورون بنتائج هذا المشروع؛ لقد عملنا بجد في المشروع لمدة ستة أشهر، وحضروا عددًا من ورش العمل وعملوا مع فريقنا متعدد الجنسيات على جميع التفاصيل، نحن نهدف إلى تنفيذ مشاريع مماثلة في المستقبل”.
وتابع: “ستصبح المجموعة متاحة على الإنترنت وفي متاجر Rina اعتبارًا من يوم الأربعاء”.