رعاية الأبناء تُعد في المقام الأول لدى كل أسرة، فطالما ما يتسببن في مشكلات تستوجب أسلوباً علمياً للسيطرة عليها بحكمة لإكساب الأطفال الثقة بأنفسهم، وبناء جيل مليء بالطاقة والإيجابية، ولكن من أصعب المشكلات التي قد تواجه الآباء مع ابنائهم هي “العدوانية”، فدائماً ما يسعى الطفل العدواني لإلحاق الأذى بغيره مبادراً معتدياً، وقد يكون هذا الأذى نفسياً أو جسمياً أو مادياً مما يشكل أزمة للوالدين وقلقاً وإزعاجاً وربما حرجاً داخل نطاق الأسرة والأقارب، ولأن كل طفل يولد صفحة بيضاء والآباء هم من يضعون عليها أساليبهم التربوية وعاداتهم وقيمهم فالطفل العدواني وراءه أسباب، وله ملامح، وطرق للعلاج كثيرة وضعها المختصون معنا الدكتورة فؤادة هدية الخبيرة بمعهد الطفولة بعين شمس.
مظاهر العدوان وعلاماتها
1- يمارس أسلوب القهر على الآخرين الأصغر منه والأكبر أحياناً.
2- يتصف بالأنانية وحب الذات، والشعور بالغيرة من الآخرين الأفضل والأكثر تميزاً أو تفوقاً.
3- يقذف الأشياء بالبيت هنا وهناك ويقوم بتحطيمها، يخرب كل شيء يقع بين يديه.
4- لا مانع لديه من السرقة أو ضرب من يخالفه الرأي بل يقاتله بلا خجل.
5- وأخيراً الطفل العدواني يتصف بسوء التصرف أمام نفسه وأفراد عائلته بشكل مخجل.
مشاكل الطفل العدواني
يُسبِّب الطفل ذو السلوك العدواني الكثير من المشكلات والمضايقات لوالديه وللآخرين من حوله وهذه المضايقات تدفع الوالدين لمزيد من العقاب والغضب الشديد والانفصال عن هذا الطفل، وهذا يزيد في حدة المشكلة، وقد يخلق ذلك نوعاً من العزلة للأسرة فتقل صداقاتهم وزوارهم بسبب ما يسبب هذا الطفل من أذى لأطفال الأصدقاء والأقرباء.
أسباب عدوانية الطفل
1- ترجع في كثير من الأحيان إلى عدوانية أحد الوالدين على الآخر، أو على الأبناء أو على الآخرين.
2- كثيراً ما يشجع الآباء الابن على العدوانية؛ ظناً منهم أنه لكي يعيش بين الناس لا بد أن يخافوا منه.
3- وسائل الإعلام من فضائيات والنت والأفلام والأغاني تزين العنف والعدوان وتمجده أحياناً.
4- العدوانية تنتج من عصبية الطفل وسرعة انفعاله عند استفزاز الآخرين له.
متى يصبح الطفل عدوانيا؟
1- لرغبته في السيطرة على الآخرين بالمدرسة أو النادي أو الشارع.
2- ربما نتيجة لكثرة استخدامه للأدوية التي تحد من نشاطه الحركي والانفعالي.
3- الطفل العدواني هو من يفتقد غياب أحد الأبوين للسفر أو الطلاق أو التباعد النفسي.
4- بالتدليل المفرط والحماية الزائدة.
5- يعتاد الطفل على طاعة أوامره، وإذا لم تلب رغباته ثار وغضب واعتدى.
6- بسبب المشاعر النفسية الأليمة؛ كالشعور بعدم الأمان وعدم الثقة أو الشعور بالنبذ والإهانة والتوبيخ أو الشعور بالنقص.
7- مرات كثيرة يكون الطفل عدوانياً بسبب رغبته في جذب انتباه الآخرين.
علاج ظاهرة الطفل العدواني
1- عدم العنف والعدوانية في معاملة الابن أو أي من أفراد البيت، وهذا لا يتعارض وضرورة الحزم أحياناً، وبخاصة إذا توقعنا إيذاء وأضراراً.
2- إبداء الرفض لما يفعله الابن بتعبيرات الوجه، فضلاً عن عدم استحسان ذلك، والفرحة به كما يفعل البعض.
3- الاعتدال في معاملة الابن، والعمل على إرضائه وإسعاده وإبداء الانتباه له والاهتمام به، مع عدم التسيب في معاملته.
4- العدل بين الأبناء في الماديات والمعنويات، وعلاج أسباب الغيرة أو الحقد بين الأبناء بعضهم البعض أو بين أبنائنا وأبناء الآخرين.
5- تشجيع الابن على حسن التصرف في شتى الأمور وتدريبه وعدم السخرية منه لو أساء التصرف.
إبعاد مشاهد العنف
1- التلفاز أو الألعاب الإلكترونية- عن الأطفال، أو وضحي موقفك وملاحظاتك عليها.
2- أشغلي وقت طفلك بالرياضة والألعاب العنيفة المباحة؛ حتى يفرغ طاقته العدوانية بداخله.
3- العمل على توفير البيت الواسع للأبناء، أو إكثار التنزه والخروج بهم إلى الحدائق ومدن الألعاب.
4- علاج العصبية عند الابن بالتحاور، وبيان حكم الغضب عندنا، والعرض على طبيب نفسي إذا تطلب الأمر.
5- مساعدة الطفل على حسن اختيار الصديق بمراقبة تصرفاته وردود أفعاله؛ حتى لا يقلده الطفل.
6- عدم السخرية والاستهزاء من الابن.
7- عدم إظهاره بمظهر العاجز، وعدم تشجيعه على العنف.
8- النفقة على الطفل وعدم البخل عليه وحرمانه، مع إقامة حوار معه حول حقوق الإخوة والتعاون واحترام الكبير.
9- لا مانع من ترديد بعض القيم ودمجها في حكاية، كف الأذى، العفو عند المقدرة، وتقديم الأمثلة له.
10- الحرص عند إعطاء الأدوية للطفل، فلا تستخدم إلا بمشورة الطبيب، وبالكمية والطريقة المحددة.
11- الحرص على وجود الأبوين مع الأبناء، ودوام متابعتهم وتوجيههم أكبر وقت ممكن.