ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأحد، على انتهاء عملية التصويت في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي بنجاح، مشيرةً إلى أن العملية الانتخابية كانت عرساً ديمقراطياً تميز بحسن التنظيم والتزام الناخبين و المرشحين التام بالقواعد الانتخابية ما يعكس إحساسهم العميق بالمسؤولية.
وتحت عنوان “يوم إماراتي” قالت صحيفة “الاتحاد”: “يوم إماراتي بامتياز، سطر فيه المواطنون أنموذجاً للشعوب التي تبني وتستثمر في المستقبل، عبر توجههم بكثافة، ومن مختلف الفئات العمرية، إلى صناديق الاقتراع لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019 الذي يُجسِّد مرحلة جديدة وشاهداً على نجاح برنامج التمكين السياسي”.
وأشارت إلى أنه كان للإمارات تجربة خاصة في هذا الصدد، استطاعت من خلالها التدرج للوصول إلى مرحلة من تعميم الوعي السياسي بأهمية اختيار الأنسب لإشغال مقاعد المجلس، نظراً لأهمية الدور المُلقى على عاتق المؤسسة البرلمانية في تبني القضايا وطرحها، وإيجاد الحلول لها في إطار من المسؤولية الوطنية.
وذكرت أن زيادة الوعي السياسي، تزامنت مع تطور عام في مجريات العملية الانتخابية، فهي كانت مميزة بجميع المعايير الدولية لإجراء الانتخابات، وخلقت أجواء من الخصوصية للناخب للإدلاء بصوته بكل يُسر، وحالت دون التأثير على إرادة الناخب، سواء عبر ضبط الخطاب للمرشحين إعلامياً أو في مراكز الاقتراع.
وأكدت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها أنه لا يوجد خاسر اليوم، فالثناء لكل من لم يحالفه الحظ من المرشحين القادرين على خدمة وطنهم، كل في موقعه، ومبارك للفائزين الذين تقع على عاتقهم مسؤولية ترجمة شعاراتهم ووعودهم الانتخابية إلى واقع ملموس، واستمرار التواصل مع قواعدهم الانتخابية، لتحقيق كل ما يخدم الوطن والمواطن.
من جهتها وتحت عنوان “انتهى العرس ليبدأ العمل”، قالت صحيفة “البيان”: “انتهى، أمس، العرس الانتخابي في دولة الإمارات، الذي أقبل عليه عدد كبير من المرشحين والناخبين، ما يعد نمواً وتطوراً في الحياة السياسية، كما يعكس وعياً سياسياً ملحوظاً لدى شعب الإمارات يؤكد ثقة القيادة الرشيدة فيه وفي ولائه لوطنه والتفافه حول قيادته”.
وأكدت أن التجربة البرلمانية الحديثة في دولة الإمارات قد قطعت أشواطاً طويلة لم تقطعها ولم تصل إليها حتى الآن برلمانات عريقة لدول كبيرة وقديمة، يكفينا أن نعرف أن بعض هذه البرلمانات العريقة لا يوجد فيها من النساء سوى قلة قليلة معدودة على أصابع اليد الواحدة، بينما هي في مجلسنا الوطني تساوت في العدد بالرجال، لتنطلق المنافسة بينهم في خدمة الوطن والمواطن. نحن جميعاً ننظر بكل التقدير إلى المجلس الوطني الاتحادي، وما يقوم به من عمل وجهد كبير في خدمة القضايا الوطنية الداخلية والخارجية منذ تأسيسه عام 1972.
وأضافت لقد أكد هذا المجلس بالفعل قبل القول إنه صوت الشعب والمعبر عن طموحاته وتطلعاته، وذلك بفضل دعم القيادة الرشيدة له ومنحها إياه كل الظروف المناسبة لأداء مهامه الرقابية والتشريعية على أكمل وجه، مشيرةً إلى أن العملية الانتخابية في دولة الإمارات مرت بنظام وشفافية ونزاهة عالية تعكس مستوى التحضر والرقي والوعي، التي وصل إليها شعب الإمارات، الذي خرج بالأمس يلبي نداء الوطن والمصلحة العامة، وليختار أعضاء فاعلين ومساهمين رئيسيين في خدمة الوطن والارتقاء بالمواطن.
من جانبها وتحت عنوان “العرس الانتخابي”، أكدت صحيفة “الوطن” أن الإمارات تقدم تجربة فريدة في المحافل كافة، ولاشك أن المسيرة العريقة للمجلس الوطني الاتحادي وما يحظى به من مكانة وتقدير عاليين لم يكن الإنجاز الوحيد، بل أتت التجربة الانتخابية لـ”الوطني الاتحادي 2019″، من حيث كونها تعكس خصوصية المجتمع الإماراتي لتبين الأهمية التي يحظى بها المجلس ودوره في مواكبة السياسة الخارجية للدولة كدبلوماسية برلمانية فضلاً عن كونه مؤتمناً على اقتراح القوانين والتواصل مع شرائح المجتمع كافة، وذلك بفضل دعم ورعاية وتوجيهات القيادة الرشيدة التي عملت على دعم مسيرة “الوطني الاتحادي” وقدمت كل ما من شأنه جعل التميز سمة بارزة لعمل المجلس وآلية العمل وكان آخرها العملية الانتخابية التي تمت إدارتها بكل كفاءة وعكست المستوى الحضاري الراقي الذي تمت فيه سواء داخل الدولة أو خارجها.
وذكرت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد أهمية الانتخابات وما تعكسه من نضج التجربة السياسية، إذ قال سموه: ” نبارك للفائزين في انتخابات المجلس الوطني، خطوة جديدة اكتمل بناؤها بمشاركة وطنية فاعلة جسدت نضج تجربتنا السياسية.. انتخابات 2019 إضافة مهمة لتمكين المجلس من أداء دوره المساند والداعم للسلطة التنفيذية في سبيل تعزيز مكتسباتنا وتحقيق طموحاتنا نحو مستقبل أفضل لوطننا “.
وأضافت لقد كانت العملية الانتخابية عرساً ديمقراطياً بكل ما للكلمة من معنى، وتمت بنجاح كبير عكس الوعي الوطني والسياسي والإيمان التام بأهمية ودور المجلس، وامتازت بحسن التنظيم وتقديم كافة التسهيلات لإتمام التصويت بالطريقة التي تليق بالمستوى الراقي وما يجسد من خلاله سواء الناخبون أو المرشحون الالتزام التام بالقواعد الانتخابية ومما يعكس بشكل جلي الإحساس التام والعميق بالمسؤولية من قبل الناخب والمرشح على حد سواء، خاصة أن النجاحات الكبرى التي حققتها الدورات السابقة تحتاج من يكون قادراً على الاستفادة منها والإضافة إليها وتعزيز الإنجازات.
وأوضحت أن القيادة الرشيدة قدمت للمنطقة والعالم نموذجين على دعم التجربة البرلمانية في الإمارات، تمثلتا في تعزيز التمكين السياسي لجميع الشرائح وكان من نتائج هذا الدعم الوطني وصول أول امرأة إلى رئاسة سلطة تشريعية في المنطقة والشرق الأوسط ، والثاني كان القرار الصادر عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله” بجعل المرأة تشغل نصف مقاعد المجلس، وفي الحالتين فإن ذلك دليل تام على الأهمية التي تضعها القيادة على دور المرأة والثقة التامة بقدراتها ومساواتها بين الجميع في الحقوق والواجبات.
وقالت اليوم الذين نجحوا في نيل ثقة الناخبين وفازوا في الانتخابات، لا يمثلون ناخبيهم أو مدنهم فقط، بل كل منهم يمثل جميع ناخبي وشعب الإمارات، وبالتالي فإن عظم الأمانة يقتضي منهم أن يكونوا عند حسن ظن الجميع وأن يبذلوا قصارى جهدهم للوفاء بوعودهم الانتخابية وأن يكونوا على قدر المسؤولية الوطنية المناطة بهم، وأن يمثلوا الدولة بشكل مشرف في كل المحافل ويعززوا جهود الدبلوماسية البرلمانية التي بات لها دور ومكانة كبيرتين حول العالم.
وقالت صحيفة “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “مبارك للوطن ولمن فازوا بثقة الناخبين هذا الحدث التاريخي المشرف الذي ترسخ من خلاله الدولة مكانتها كصانعة للتميز وفق أعلى المعايير المتبعة وبما يواكب تطلعات شعبنا ويوافق سمات مجتمع الدولة الأصيل”.