رحل الموسيقار المصري بليغ حمدي، قبل 27 عاماً عن عالمنا، تاركا وراءه عالما مازال الجميع يكتشف كواليسه يوما تلو الآخر، لواحد من أبرز العلامات الموسيقية التي جاءت في تاريخ الوطن العربي.
وولد بليغ حمدي عام 1931 في شهر أكتوبر، وسيطرت عليه الموسيقى منذ صغره، وكرس لها حياته التي لم يكن فيها ما يشغله عن الإبداع، حتى أنه لم يتمكن من الحصول على شهادة جامعية، وهرب لسنوات من استكمال دراسته بكلية الحقوق، وظلت شقيقته تتقدم بالشهادات الصحية التي تمنحه مهلة أخرى، ولكنه في النهاية لم يستكمل دراسته.
كواليس عديدة يرويها الناقد الفني طارق الشناوي لـ “العربية.نت” حول حياة بليغ الشخصية، ذلك الفنان الذي قدم العديد من الألحان، حيث عمل مع أم كلثوم وعبد الحليم ووردة ونجاة وغيرهم من النجوم.
وقدم لحن “تخونوه” لعبد الحليم ولحن “حب ايه” لأم كلثوم، كما أعد لشادية العديد من الأغنيات والتي كان أبرزها “يا حبيبتي يا مصر”، بالإضافة للعديد من الأغنيات التي صارت علامة من علامات الموسيقى، إلا أن العديد من المواقف كانت تؤكد أن ذلك الفنان لم يكن إلا شخصا بوهيميا لا تحركه إلا اللحظة، كما يقول الشناوي، ويستشهد بما حدث بينه وبين أم كلثوم حينما كانت هناك بروفة تجمعهما ولم يذهب، وقرر أن يسافر يومها إلى المغرب.
وفي اليوم المقرر للزواج بينه وبين وردة سافر إلى لبنان ونسي أن هناك موعدا يجمعه بالسيدة التي ظل يحبها حتى وفاته، وهكذا كانت شخصية بليغ.
وكشف الشناوي عن موقف حدث بين عمه مأمون الشناوي وبليغ حمدي، حيث كان من المفترض أن هناك موعدا يجمعهما للعمل على أغنية، لكن وقتها نسي بليغ الموعد وجلس مع وزير البترول الإماراتي مانع سعيد العتيبة، الذي كان يكتب أشعارا غنائية.
وحينما علم مأمون الشناوي بما حدث، أرسل إليه تليغرافا قال له فيه “انتظرتك ولم تأت.. لعل المانع عتيبة”، بما يوحي أنه علم بالسبب الذي جعله ينسى الموعد المتفق عليه، هذه الأمور كان لها طابع سلبي على نهاية بليغ حمدي، وهو ما يتذكره الشناوي بقضية المغربية سميرة مليان التي أٌلقي بها عارية من شرفة منزل الموسيقار في قضية هزت مصر.
وتسببت الحادثة في سفر بليغ حمدي إلى الخارج ووفاته في سن مبكرة، حيث أشار الشناوي إلى أن بليغ دائما ما كان يترك منزله لأصدقائه دون أن يكون هناك تحكم في الأمور، وحينما كان يشعر بالنعاس يتركهم ويغادر إلى غرفته، وكان يعتبر أن أصدقاءه هم أصحاب المنزل، وهو ما تسبب في تلك القضية التي كان مسؤولا عنها من الناحية القانونية رغم كل القصص والشهادات التي خرجت عن تلك الليلة.
وأوضح الشناوي أن شقيق بليغ الأكبر مرسي سعد الدين روى له من قبل ما حدث بين بليغ وسامية جمال، حيث أحبها بليغ وطلب أن يتزوجها، فاصطحب شقيقه الأكبر من أجل خطبتها، وبالفعل قاموا بشراء الشبكة الخاصة بالزواج، إلا أن بليغ تراجع بعدها دون أن يكشف عن السبب ولم يتزوج.
وأشار الشناوي إلى أن الفنانة عفاف راضي هي أكثر المتضررات من زواج بليغ ووردة، خاصة وأن تلك الزيجة عرقلت مشروع عفاف راضي الغنائي الذي كان يتبناه بليغ حمدي، ولكنه بعد زواجه من وردة، وجه كامل طاقته الفنية ناحية زوجته التي كانت بطبعها تحب الاستحواذ، معتبرا أن تلك الزيجة أثرت على أكثر من مطربة أخرى بنسب متفاوتة.
واختتم الشناوي حديثه بكون الموهبة ترتبط بالتصرفات الطائشة، وعلينا في بعض الأحيان أن نقبل بذلك الأمر، خاصة وأن تلك الأمور التي وصفها بـ “الشطحات” هي ما يكون شخصية الفنان.