تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، ما بين؛ إنطلاق عملية التصويت في اليوم الرئيسي لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019 عبر 39 مركزا انتخابيا موزعة على كافة مناطق الدولة، وحرص قيادة الدولة الرشيدة على بناء الإنسان المواطن، وتنمية مواهبه وتمكينه من أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية الحديثة، إضافةً إلى اتفاق تشكيل اللجنة الدستورية السورية وقرب بدء أعمالها لصياغة دستور للبلاد.
فتحت عنوان “الوطن ينتخب” قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن مؤشرات مهمة وكافية حملتها مرحلتا التصويت في الخارج والمبكر لانتخابات المجلس الوطني الاتحادي، لتدلّلا على مدى وعي المواطن، ناخباً ومرشحاً، بأهمية الإقبال على عملية المشاركة السياسية، ونجاح مرحلة التمكين التي أطلقتها القيادة الرشيدة منذ ما يزيد على 14 عاماً”.
وأضافت أنه وفي ظل هذه المؤشرات الإيجابية التي تدعمها إجراءات انتخابية ضامنة لسير العملية بيسر وسهولة في إطار من الشفافية، ينتخب الإماراتيون اليوم مجلسهم الوطني الاتحادي الرابع، وهم أكثر قدرة على تحديد من يمثلهم في البرلمان، ويتطلعون لتدعيم مسيرتهم الوطنية بأصحاب الكفاءات والمبدعين والقادرين على الإنجاز.
وأكدت الصحيفة أن مسار العملية الانتخابية منذ بدايتها، أثبت التزام الإماراتيين المحافظة على صورة بلادهم المشرقة، بما أظهروه من رقي في العلاقة بين المرشح والناخب والتي تقوم في أساسها على مقياس خدمة الوطن، جميع الوطن، دون النظر إلى المناطقية أو القبلية أو الأغراض الشخصية، وهي معايير لم تكن يوماً موجودة بين ظهرانينا.
وقالت “الاتحاد” إن المشاركة الواسعة من مختلف الفئات، ومنها المرأة التي حظيت بنصف عدد مقاعد المجلس، ستساعد على فرز مجلس يمثل الجميع، ويكون قادراً على تعزيز أوجه الحياة المختلفة، اقتصادياً واجتماعياً، ويوظف أدواته التشريعية بشكل يعكس ثقة المواطن بقيادته، وإيمان القيادة بقدرة أبنائها وإمكاناتهم في تعزيز المسيرة الوطنية.
من ناحيتها وتحت عنوان “أرض الكفاءات والمواهب”، أكدت صحيفة “البيان” أن دولة الإمارات حققت إنجازات كبيرة شهد لها العالم كله، ولم تكن لهذه الإنجازات أن تتحقق لولا توجيهات القيادة الرشيدة في الدولة وإصرارها على بناء الإنسان المواطن، وتنمية مواهبه وتمكينه من أحدث وسائل التكنولوجيا العالمية الحديثة، مشيرة إلى أن دولة الإمارات تبنت منذ تأسيسها نهجاً قائماً على الاستفادة من مخرجات التكنولوجيا الحديثة وأدوات الثورة الصناعية الرابعة، بهدف تعزيز قدرات العنصر البشري المواطن للمشاركة بفاعلية في هذه الجهود.
وأضافت: “ها هي توجيهات القيادة تبني على هذا النهج وتطوره للنهوض بكل القطاعات الحيوية ونقلها إلى مراحل متقدمة من التطور من خلال تنمية الإنسان وجعل الإمارات أرض المواهب والكفاءات”، مشيرةً إلى حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم خلال حضوره تخريج 65 منتسباً للدفعة الأولى من برنامج الثورة الصناعية الرابعة، من نخبة الكفاءات والخبرات الوطنية، حيث قال سموه ” إن تمكين الكوادر الوطنية وتزويدها بالمهارات والخبرات اللازمة لامتلاك أدوات الثورة الصناعية الرابعة، يمثل محوراً لتوجهات دولة الإمارات وأولوية حكومية وممكناً أساسياً لصناعة المستقبل”.
من جهة ثانية، أكدت صحيفة “الوطن” أن الحل السياسي وبتوافق عالمي يمكن أن ينقذ سوريا ويضع حداً لويلاتها وآلامها وما عانته منذ قرابة تسع سنوات، والتوافق على الدستور يمكن أن يشكل عملية دفع قوية لجهود إنجاز الحل السياسي الذي تتفق عليه جميع شرائح الشعب السوري، لأن الانخراط في تفاهم وطني سوري جامع سوف يكون البناء عليه ممكناً، أما الرضوخ لأي وضع دون قناعة فسيبقي النار تحت الرماد.
وقالت الصحيفة تحت عنوان “اللجنة الدستورية السورية”: “بعد عامين من الشد والجذب، رأت اللجنة الدستورية السورية المكلفة بعقد مباحثات مطولة لصياغة دستور جديد، النور، بانتظار عقد أول اجتماع عسى أن تكون فرصة لكسر الجمود بين الفرقاء، بحيث يتم تشكيلها من 150 عضواً، 50 منهم يمثلون النظام ومثلهم من المعارضة والباقون يتم تحديدهم من قبل الأمم المتحدة، على أن تبدأ الاجتماعات بهدف التوافق على دستور جديد يكون كفيلاً بالدخول في مرحلة جديدة”.
وأضافت: “ورغم أن التوافق على الدستور الجديد يعتبر خطوة مهمة، لكن البعض لا يزال يفكر بعقلية 2011 عندما بدأت أزمة سوريا وسرعان ما تحولت إلى حرب حمالة أوجه ما بين الداخل والخارج، كان الشعب السوري ضحيتها الأولى فضلاً عن ما لحق البلد من دمار هائل يحتاج الكثير لتعويض ما التهمت نيران الحرب التي بالكاد تضع أوزارها، وبالتالي فإن أي لجنة دستورية يتم الحديث عنها يجب ألا تكون في سبيل تحقيق مآرب خاصة وأهداف ضيقة، أو وضع شروط تعجيزية، لأن الهدف منها الشعب السوري في الدرجة الأولى ووحدة الدولة ومنع تقسيمها، لأنها تمر بفترة لا تقل خطورة عن السنوات التي كانت فيها الحرب على أشدها، مع نية أردوغان نهش مناطق واسعة من شمالها بحجج واهية كثيرة، وهو إن تمكن من تحقيق مآربه فهذا سيكون كارثة بالنسبة لسوريا”.
واختتمت الصحيفة افتتاحياتها بالقول: “المهم في سوريا اليوم العمل على تعزيز القناعات لدى مختلف الشرائح والتأكيد على أن هذه الحرب لا منتصر فيها فقد أتت على مئات الآلاف قتلاً وجرحاً، والملايين غيرهم تشريداً ونزوحاً وهجرة، وفتحت شهية كل طامع، ولسنوات طويلة أدرك السوريون هذه الحقائق، وبالتالي بات الحديث عن تشكيل أوسع تفاهم داخلي بعيداً عن أي حسابات أمراً مهماً جداً لطي صفحات الحرب والمعارك التي جعلت الدولة مهددة بكل شيء خاصة وحدتها.. فهل تصدق النيات، أم ستكون هناك جولات طويلة على غرار “جنيف 1” إلى “جنيف8″، و”أستانا 1″ إلى أستانا 11″.. إلخ؟”.