السيول تُهدد مواقع أثرية هامة في السودان
يستمر السودان في محاولته للسيطرة على الكوارث التي تسببت فيها السيول، في الوقت الذي ارتفعت فيه حصيلة ضحايا الفيضانات، بينما أعلنت الهيئة العامة للآثار والمتاحف حالة الطوارئ والاستعدادات إثر تعرض الكثير من المواقع الأثرية لخطر الغمر بمياه النيل، حيث يجري الآن عمل مسوحات ومصدات للمياه في المواقع التي تأثرت بمياه الفيضان.
وأكد إعلام الهيئة لوكالة “سونا” السودانية اليوم الأربعاء، أنه يتم الآن تضافر الجهود من الهيئة العامة للآثار والمتاحف ومكاتب الآثار الإقليمية وتوجت بزيارات ميدانية من قبل كل من وزير الثقافة والإعلام ووزيرة التعليم العالي ووزارة السياحة والآثار ولاية نهر النيل وإدارة السياحة بعطبرة وإدارات جامعات الخرطوم، بحري، النيلين، وادى النيل، حيث بذلت خلالها مجهودات كبيرة لإنقاذ موقع الحمام الملكي في منطقة البجراوية بعمل تروس بواسطة العاملين في الهيئة.
وأشار إعلام الهيئة إلى أن المسوحات الأولية تشير إلى تأثر بعض المواقع الأثرية في ولاية نهر النيل أبرزها الحمام الملكي، الذي غمرت المياه أجزاء منه تم سحبها وتأمين الموقع، كما أن خطر الفيضان يهدد الآن مواقع جبل البركل، النقعة، وادي الطريف، الحصا، مويس وفي ولاية الخرطوم لمواقع الطوابي في كل من الحتانة، توتى، شمبات.
وستتواصل الجهود لدرء آثار الفيضان حيث يتزايد التهديد بارتفاع مناسيب النيل وتزايد خطر بقاء المياه المحيطة بالمواقع مما ينتج عنه تزايد في نسبة الرطوبة وإمكانية التسرب مما يجعل الحوجة لمزيد من التحوطات العاجلة.
من جهتها أعلنت وزارة الداخلية السودانية اليوم الأربعاء عن ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات إلى 103 قتلى و50 جريحاً.
وقالت الوزارة، إن 27 ألفاً و341 منزلاً، انهارت بشكل كلي، فيما انهار بشكل جزئي 42 ألفاً و210 منازل، مشيرة إلى تضرر 179 مرفقاً، و359 متجراً ومخزناً، ونفوق 5482 رأس ماشية.
ويعيش السودان منذ أيام على وقع سيول وفيضانات غير مسبوقة منذ سنوات طويلة، ما دفع مجلس الأمن والدفاع إلى إعلان حالة الطوارئ في كل أنحاء البلاد لمدة 3 أشهر. وقرر المجلس اعتبار السودان منطقة كوارث طبيعية، وشكل لجنة عليا لدرء ومعالجة آثار السيول والفيضانات.
وتنتشر فرق المراقبة على طول الشواطئ لمراقبة منسوب النيل ورفع البلاغات لفرق التدخل السريع، وفق وكالة الأنباء السودانية وأكدت محلية الخرطوم أنها تعمل إلى جانب وزارة البنى التحتية وهيئة الصرف الصحي في أعمال شفط المياه المتراكمة خلف التروس لتخفيف المخاطر.
بدوره أكد ياسر عباس، وزير الري والموارد المائية السوداني، أن غزارة الأمطار في الهضبة الإثيوبية، هي السبب الأساسي للفيضانات في بلاده، متوقعاً انخفاضاً تدريجياً لمستوى الفيضان، كما أكد أن مناسيب النيل سجلت اليوم 17.65 سم مقارنة بـ 17.67سم ليوم أمس، بينما ستنخفض في الخرطوم غداً لـ 17.61سم وذلك نتيجة للانخفاض التدريجي في منسوب المياه في خزاني سنار والروصيرص.
ووفقاً لوكالة «سبوتنيك» الروسية، لفت ياسر عباس، إلى أن حدة الفيضان كسرت هذا العام بتخزين المياه في سدي الروصيرص ومروى، لافتاً إلى أن هذا كان له الأثر الكبير في تخفيف حدة الكارثة، موضحاً مسؤولية الوزارة عن رصد مناسيب النيل والإنذار المبكر ولا تتدخل في عمليات التخطيط، مؤكداً نية الوزارة لوضع خطة تستطيع من خلالها إصدار تنبؤات قبل 6 أيام من حدوث الفيضانات بدلاً من ثلاثة أيام حالياً.