ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأربعاء، على عملية التصويت المبكر في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي والتي شهدت إقبالاً كبيراً على مراكز التصويت في أول أيامها، إضافة إلى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لرؤية دبي الثقافية الجديدة التي ستخلق حراكاً ثقافياً في الإمارة.
فتحت عنوان “الوعي والمسؤولية”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن أبرز ما يميّز العملية الانتخابية التي انطلقت مراحلها المبكرة يوم أمس، الوعي والمسؤولية، اللذان يتحلى بهما الناخبون، كما بدا في الإقبال الواسع على صناديق الاقتراع”. وأضافت أنه للمرة الرابعة، منذ تأسيس المجلس الوطني الاتحادي، يختار الإماراتيون ممثليهم للندوة البرلمانية، عبر تصويت حرّ ومباشر، فيحتكم الناخب وهو يمارس حقه الديمقراطي، لعاملين لا ثالث لهما، أولهما أن يكون ضميره هو مرجعيته المطلقة في اختيار من يمثله، وثانيهما أن تكون مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وأكدت أنه مشهد يستحق الاحترام لكونه يؤكد أن العملية الديمقراطية تترسخ مرة إثر أخرى في بلد خبرت في تقاليدها الأساليب المتوارثة للتشاور والشورى، كما أن عملية الانتخاب نفسها تستحق دراستها من زاوية ما تمثله في إطار مشروع التنمية والتمكين الإماراتي، إذ تكتمل بها صورة حضارية عن بلد صنع تجربته الخاصة في العمران، والاقتصاد، والسياسة، والتعليم، والاستعداد للمستقبل بأدواته.
وذكرت أن المواطن الإماراتي أثبت، مرة أخرى، أن كل الجهود التي بذلت لجعل الإمارات بالصورة التي هي عليها اليوم، ما كانت لتتم لولا قدرة الإنسان على الاستجابة لكل التحديات، وتطويع قدراته وملكاته لكي تنصهر في بوتقة واحدة، عنوانها: الوطن أولاً فقد أثبت الناخب الإماراتي أنه قادر على التخلي عن الاعتبارات الضيّقة، والالتزامات الشخصية أو العائلية، والخضوع للأمزجة الفردية، لصالح رؤية مشتركة، تحقق التفاعل الخلاّق بين القيادة والناس.
وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها: “إن الإماراتيين أمام صناديق الاقتراع يصوّتون لأنفسهم كمجموع وليس كأفراد، وحينما يختارون من يمثلهم فإنهم يؤكدون أن وطنهم يستحق منهم دائماً حسن الاختيار”.
من جهتها وتحت عنوان “بوركتِ يا إمارات الخير”، قالت صحيفة “الخليج”: “إنه منذ عام 1971، وتحديداً في الثاني من ديسمبر، مارست دولة الإمارات العربية المتحدة أول تجربة لها في الانتخاب، ولم تكن انتخابات لدائرة أو مؤسسة، بل انتخابات للدولة بأكملها، ففي هذا اليوم المبارك، أعلن حُكّام الإمارات، قيام دولتهم، وانتخبوا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أول رئيس للدولة لفترة رئاسية مدتها خمس سنوات، كما تم انتخاب المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم نائباً للرئيس”.
وأشارت إلى أنه منذ ذلك اليوم، قبل 48 عاماً، بدأت الإمارات تجربتها في غمار الديمقراطية والانتخابات، وأكملت مشوارها بعد انتخاب الشيخ زايد، بإدراكها لأهمية الشورى فكانت الدولة وبعد عام واحد على موعد جديد من التاريخ، فخطت أولى خطواتها في البناء والتمكين. وكان المجلس الوطني الاتحادي الذي واكب مسيرة التنمية والبناء.
وتابعت هذا المجلس الذي كان العون الدائم يمارس دور النصح بكل اقتدار وحرية إلى أن اكتمل حبله الديمقراطي بالتحول من التعيين إلى انتخاب نصف الأعضاء مرتكزاً على برنامج التمكين السياسي الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، عام 2005، ليسهم في تمكين ممارسة اختصاصاته الدستورية وتعزيز نهج الشورى ومشاركة المواطنين في صنع القرار.
وأضافت اليوم يعيش الإماراتيون، عرسهم الديمقراطي الرابع، فقد بدأوا منذ صبيحة يوم أمس، بالمشاركة في ممارسة حقّهم وواجبهم، في اختيار من يرون أنهم يمثلون طموحاتهم، ويحولون أمنياتهم إلى واقع، ويوصلون أصواتهم إلى المعنيين بيسر وأريحية. وأوضحت أن هذا الحدث الوطني، يدعم مسيرة التنمية الشاملة باختيار المرشحين الأكفاء، وهذا يتطلب تضافر جميع الجهود والعمل فريقاً واحداً، لتفعيل إسهام المواطنين في التطور الذي تشهده الدولة في جميع المجالات.
وأكدت أن الإمارات كعهد أبنائها والمقيمين فيها، تمشي بخطى ثابتة واثقة نحو نشر الاستقرار والأمان والاطمئنان، عبر ربوع الوطن، بمسيرة زرع الثقة بالأكفأ والأجدر والأميز، ليدخل المحفل البرلماني، وليكون يداً معينة وعيناً واعية للقيادة لتأمين متطلبات الناس وتأمين حاجاتهم.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحيتها: “إن ما يدعو إلى الفخار والشعور بالاعتزاز، أن أبناء هذا الوطن، مدركون تماماً أن قيادتهم تسعى بكل ما أوتيت، لإيصالهم إلى أعلى درجات الاطمئنان والرخاء والسعادة، لذلك كانت المشاركة صادقة التفاعل والقناعة، ومما يثير الدهشة ويدغدغ مشاعر التأثر، منظر أولئك الرجال والنساء الذين بلغوا من العمر عتيّاً، ولكنهم أبوا إلا أن يكون لهم دور فاعل في رسم مستقبل مشرق للوطن”.
وحول الموضوع نفسه قالت صحيفة “الوطن” في افتتاحيتها بعنوان “الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة”: “إنه في ظل قيادتنا الرشيدة نثق أننا ماضون للأمام بقوة وزخم وتكاتف وطني قل نظيره، ومؤمنون بقدرتنا على تعزيز المكاسب والإنجازات ورفد مسيرة التنمية الشاملة بكل ما يلزم للحفاظ على زخمها وتعزيزه، وندرك أننا في إمارات الخير نعرف مكانة الوطن وكلٌ من موقعه يسعى للمشاركة في المساهمة بتحقيق التطلعات الوطنية الكبرى التي حددتها القيادة وجعلت منها طموحاً يرتقي بالجميع ويعزز مكانة الدولة ويكون موقعها حيث تستحق دائماً في أعلى القمم”.
وأشارت إلى أن انتخابات المجلس الوطني الاتحادي بينت القدرة على التميز، وكيف تدعم قيادتنا جميع أبناء الإمارات ليكونوا دائماً عند حسن ظن وطنهم بهم، يبدعون وينجحون ويساهمون بدعم عجلة التطور والازدهار.
وأضافت أن طوابير الناخبين الذين سارعوا منذ ساعات الصباح للإدلاء بأصواتهم في انتخابات المجلس الوطني الاتحادي 2019، أكدت أنها لم تكن عملية اقتراع عادية، بل عرساً وطنياً يتشارك فيه الجميع “المرشحون والناخبون” المسؤولية الوطنية وما يتم تعويله على المجلس الجديد من متابعة مسيرة التمكين التي ينعم بها أبناء الإمارات في ظل رعاية القيادة الرشيدة التي آمنت بطاقات أبناء الوطن فرعتها ودعمتها وجعلتها تنمو لتكون قادرة على أداء دورها الوطني التام في عمليات اتخاذ القرار والمشاركة السياسية وتأصيل نهج الشورى المتبع في الدول وما يتم رفد التجربة البرلمانية الفريدة من نوعها من قرارات تعكس رؤية القيادة الثاقبة ونظرتها الاستشرافية وجهودها في دعم التمكين بما يواكب أهداف الإمارات وتطلعاتها الوطنية على الصعد كافة.
وتابعت أنه خلال زمن قياسي حققت التجربة الإماراتية سبقين على مستوى المنطقة والشرق الأوسط، أولهما ترؤس أول سيدة لهيئة تشريعية، وثانيهما المكرمة السامية من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بجعل نسبة تمثيل المرأة تعادل نصف أعضاء المجلس في سابقة تسجل للإمارات وإنجازاتها وما تبينه من ثقة القيادة بالمرأة ودورها على تحمل مسؤولياتها، وكيف أن القيادة تؤمن بإمكانات جميع الشرائح وأن مسيرة التمكين على الصعد كافة قد أثمرت إنجازات أهلتهم لامتلاك زمام المبادرة والقدرة على أداء المسؤوليات الوطنية في مختلف الميادين.
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “تابعنا بفخر الآلية التنظيمية الدقيقة والميسرة في جميع مراحل العملية الانتخابية، وكيفية تنظيمها وإدارتها وما تخللها من ضوابط وإرشادات ومواكبة وتوضيح، ليكون التعبير عن أصوات الناخبين مراعياً لأعلى المعايير المعتمدة وبما يتوافق وسمات المجتمع، مع التأكيد على أمانة الصوت سواء لمن يدلون به أو لمن سيحملون ثقة الناخبين ليكونوا ممثلين أوفياء لمن يوصلونهم إلى شرف نيل عضوية المجلس، وهي محطة جديدة تبين فيها الدولة علو شأنها والآليات المتبعة في الاستحقاقات الوطنية وكيف تتم إدارتها وفق أعلى وأدق المعايير”.
من جانب آخر وتحت عنوان “رؤية ثقافية لتوحيد الجهود”، قالت صحيفة “البيان”: “إن هيئة الثقافة والفنون في دبي حققت على مدى أكثر من عشرة أعوام منذ تأسيسها إنجازات ونجاحات نوعية في مسيرتها الحافلة بالتميز والتي استحقت عنها دبي وصف مدينة الإبداع والجمال في عالمنا”.
وذكرت أن الهيئة أحدثت حراكاً فعالاً في المشهد الثقافي والفني يجسد تطلعاتها والأهداف الاستراتيجية التي وضعتها لمسيرتها التنموية في المجالات كافة، ومنها الثقافة والفنون، والمتمثلة في تعزيز مكانة الإمارة كمدينة عربية عالمية تساهم في رسم ملامح المشهد الثقافي والفني في المنطقة والعالم.
وأشارت إلى إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال ترؤسه اجتماع هيئة ثقافة دبي، رؤية ثقافية جديدة لدبي، مشيراً سموه إلى أهمية وضرورة هذه الرؤية في ظل الرصيد الكبير لإمارة دبي من الأصول التي تؤهلها لأن تكون وجهة وحاضنة ثقافية وعالمية، حيث قال سموه: “لدينا 6000 شركة معنية بالثقافة والفن. وخمسة مجمعات إبداعية و 20 متحفاً، وأكثر من 550 فعالية ثقافية سنوية تجتذب الملايين.. نحتاج رؤية جديدة تنسق وتوحد الجهود”.
وأضافت أنه دعماً للمسيرة الثقافية والفنية أصدر سموه عدة قرارات منها إقرار أول فيزا ثقافية طويلة الأمد للمبدعين، واعتماد منطقة حرة للمبدعين والفنانين، وموسم عالمي للآداب يضم فعاليات تستقطب مليوني زائر. وكذلك سبعة مراكز ثقافية يتم تحويلها ” مدارس للحياة” تتعلم فيها الأجيال الجديدة مهارات الثقافة والفن والإبداع والحياة.
وقالت “البيان” في ختام افتتاحيتها: “هكذا تنطلق مسيرة الثقافة والفنون في دبي برؤية جديدة من قيادتها الرشيدة تدعم تفعيل التأثير الثقافي للإمارة، وتعزز قوتها الناعمة على المستويين الإقليمي والعالمي”.