بدأت بعض الدول في أوروبا، مع تفشي وباء “كورونا” وارتفاع عدد الإصابات، تُحضِّر للعودة إلى نظام القيود لوقف تمدد الوباء على غرار ما أعلنته بريطانيا والمجر، فيما باتت فرنسا مترددة مثل باقي الدول الأوروبية المتخوفة من آثار القيود على النشاط الاقتصادي في البلاد والخسائر المرتقبة في حال اللجوء اضطرارياً إلى هذا الخيار.
وأكد وزير الصحة البريطاني مات هانكوك اليوم السبت، أنه لا يستبعد فرض قيود جديدة في حالة حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد هذا الشتاء قد تقتل 85 ألف شخص.
وأوضح الوزير لصحيفة «ذي تايمز» السبت أنه «في حال ازدادت الإصابات من جديد، سنضطر إلى اللجوء لعمليات إغلاق محلية واسعة للغاية أو اتخاذ إجراءات إضافية على المستوى الوطني. نحن لا نستبعد ذلك، حتى وإن كنا لا نريد أن نرى ذلك». وعد أنه «يمكن تجنب» موجة ثانية ولكن ذلك «ليس سهلاً». وقال «إن أسوأ سيناريو يمكن تصوره على نحو معقول هو: موسم إنفلونزا سيئ وزيادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وقضاء الناس وقتاً أطول داخل منازلهم».
وسجلت المملكة المتحدة وهي الدولة الأوروبية الأكثر تضرراً بسبب الوباء ما يقرب من 41500 وفاة من بين أكثر من 331 ألف حالة إيجابية. وتقرر كل من إنكلترا واسكتلندا إجراءاتها الخاصة للتعامل مع الوباء.
توقعات
وبحسب تقرير للجنة العلمية المسؤولة عن تقديم المشورة للحكومة بشأن الوباء قد يتسبب كوفيد 19 في وفاة 85 ألف شخص في المملكة المتحدة بين يوليو 2020 ومارس 2021.
ويقر التقرير بأن بياناته مشوبة بعدم اليقين، ولكنه يشير إلى أنه يمكن إعادة فرض القيود، على سبيل المثال في ما يتعلق بالاحتكاك بين أناس من منازل مختلفة، ولكن المدارس ستظل مفتوحة. وستبقى هذه الإجراءات سارية حتى مارس 2021.
حظر
وأعلنت الحكومة المجرية أنها ستحظر تماماً دخول غير المقيمين إلى أراضيها من الثلاثاء المقبل في محاولة لوقف زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد.
وقال رئيس مكتب رئيس الوزراء جيرجيلي غولياس إنه «من الأول من سبتمبر، لن يُسمح للمواطنين الأجانب بدخول أراضي المجر. يجب وضع المواطنين المجريين العائدين من الخارج في الحجر الصحي مدة 14 يوماً أو تقديم اختبارين سلبيين».
أضاف غولياس إن «هناك خطراً من دخول الفيروس، ومعظم الإصابات الجديدة تعود لحالات وافدة إلى البلاد. المجريون الذين يدخلون البلاد عليهم دفع تكلفة الاختبار بأنفسهم، ولن تدفع لهم الدولة. المجر الآن مصنفة خضراء (على مقياس خطورة انتشار الوباء)، وجميع البلدان الأخرى تتحول الآن إلى اللون الأحمر».
تسارع
وفي فرنسا، تشهد وتيرة الإصابات بفيروس كورونا تسارعاً متواصلاً قبل أيام من الدخول المدرسي مع تسجيل البلاد الجمعة 7379 حالة إصابة جديدة، ما يعد أعلى حصيلة يومية منذ تسجيل 7578 حالة في 30 مارس في ذروة الموجة الأولى للجائحة. وقال الرئيس إيمانويل ماكرون للصحافيين إن سلطات بلاده تحاول تفادي إغلاق آخر للبلاد.
وقالت وزارة الصحة الفرنسية إن وباء كوفيد 19 بات يتفشى بوتيرة متسارعة، قبل أيام من موعد عودة ملايين الأطفال إلى المدارس المرة الأولى منذ مارس، وتزيد هذه الأرقام من احتمال لجوء الحكومة إلى إعادة فرض إجراءات الحجر الصحي مجدداً.
والثلاثاء، ستفتح المدارس في فرنسا أبوابها مجدداً وسيعود أكثر من 12 مليون طفل إلى مقاعد الدراسة، معظمهم أول مرة منذ أكثر من خمسة أشهر، ولكن ولحد الساعة، لم يسفر هذا الارتفاع في عدد الإصابات عن زيادة مماثلة في عدد الحالات بالمستشفيات أو الوفيات. وأعلنت الوزارة عن رصد 20 حالة وفاة جديدة بالفيروس ليرتفع الإجمالي إلى 30596.