أكدت دراسة حديثة، أنه يُمكن تحفيز خسارة الوزن والتغلب على الإدمان من خلال إيقاف نشاط جزء من الدماغ خلال مرحلة الأحلام أثناء النوم.
وتوصل علماء من سويسرا، إلى أن استخدام النبضات الضوئية لإغلاق الخلايا العصبية في منطقة ما تحت الهيبوثالاموس في الدماغ أثناء مرحلة نوم حركة العين السريعة، والتي تحدث فيها الأحلام عادة يقلل من الشهية.
وتقع الهيبوثالاموس في قاعدة الدماغ، وتشارك في عمليات بيولوجية مختلفة، من سلوكيات التغذية إلى إدراك الألم والتحكم في درجة الحرارة.
وخلال فترة نومنا، نمر بين مراحل مختلفة من النوم، يُعتقد أن كلاً منها تقدم مساهمة مختلفة في راحتنا الليلية، وحركة العين السريعة التي يشار إليها أحياناً بمرحلة النوم “المتناقضة” لتشابهها مع نشاط الدماغ أثناء اليقظة، هي المرحلة التي تحدث فيها معظم الأحلام.
وأكد الخبراء، أنه أثناء هذه المرحلة، يمكن قياس مستويات عالية من النشاط الكهربائي في أجزاء مختلفة من الدماغ، بما في ذلك المناطق التي تعمل على تنظيم الذاكرة أو العاطفة، لكن الغرض الدقيق من هذا النشاط ظل غير واضح لفترة طويلة.
وفي دراستهم، اكتشف عالم الأعصاب لوكاس أويستش وفريقه من مستشفى جامعة بيرن، أن تنشيط الخلايا العصبية في منطقة الهيبوثالاموس أثناء مرحلة حركة العين السريعة يساعد على تنظيم عمليات الأكل.
وفي تقنية تُعرف باسم “البصريات الوراثية”، استخدم الفريق نبضات ضوئية لإيقاف نشاط الخلايا العصبية في منطقة الهيبوثالاموس للفئران التي تمر بمرحلة حركة العين السريعة.
ووجد فريق البحث أن أنماط نشاط معينة للخلايا العصبية في منطقة الهيبوثالاموس الجانبية والتي تنشط عند الجوع وأثناء الأكل، تظهر أيضاً خلال مرحلة حركة العين السريعة، وأن قمع هذا النشاط قلل من كمية الطعام التي تتناولها الفئران عندما تستيقظ.
وأوضح الخبراء أن الخلايا العصبية نًفسها تشارك أيضاً في تنظيم السلوكيات المحفزة والإدمان. وتشير النتائج إلى أن النشاط الكهربائي في منطقة الهيبوثالاموس خلال مرحلة الأحلام ضروري للحفاظ على سلوك تغذية مستقر في الثدييات.
وأكد أنطوان أدامانتديس من جامعة بيرن، “أن النتائج تشير إلى أن نوم حركة العين السريعة ضروري لتحقيق الاستقرار في تناول الطعام”.
وتابع أنطوان: “هذا مهم بشكل خاص في مجتمعنا حيث لا ينخفض عدد ساعات النوم فحسب، بل تتأثر جودة النوم بشكل كبير من خلال العمل بنظام الورديات، أو التعرض للشاشات في وقت متأخر من الليل، أو التعرض لاضطراب الرحلات الجوية الطويلة”.
وأشار الفريق إلى أن النتائج يمكن أن تساعد في تطوير علاجات جديدة لكل من اضطرابات الأكل وكذلك الإدمان، بحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية.