يتربّع سرطان البروستات أعلى قائمة السرطانات التي تصيب الرجال، وقد ارتفعت معدلات الإصابة به لتصيب رجلاً من سبعة، فيما يمكن أن يصاب كل رجل بهذا المرض بدرجات مختلفة في مرحلة عمرية معينة.
وفيما يحظى سرطان الثدي بالكثير من الاهتمام لاعتباره السرطان الأكثر شيوعاً بين النساء، لا يحظى سرطان البروستات بالاهتمام نفسه. لكن كما هي حال سرطان الثدي، يبقى الكشف المبكر أفضل طريقة لمحاربة سرطان البروستات والتغلب عليه، بحيث يتوجب على الرجل الخضوع للفحوص اللازمة من مرحلة الأربعينيات، فيما تصبح تلك الفحوص ضرورية في عمر الخمسين وما بعد. وفي حال وجود عوامل وراثية، يجب تكثيف الفحوص في عمر 45 سنة.
يعتبر سرطان البروستات من أنواع السرطان التي تتطور ببطء، ما يفسر سبب انخفاض معدلات الوفيات فيه مقارنة مع أنواع السرطان أخرى. كما تساعد العلاجات الحديثة على الحد من تطور سرطان البروستات بشكل ملحوظ. غير أن العلاجات تصبح عاجزة عن تحقيق الشفاء التام في حال اكتشاف سرطان البروستات في مراحل متقدمة.
عوامل الخطر
بالإضافة إلى العامل الوراثي، ثمة عوامل أخرى قد تعزز فرص الإصابة بسرطان البروستات، أبرزها زيادة الوزن، والتدخين، والتقدم في السن والغذاء. واللافت أن الغذاء يؤدي دوراً أساسياً في خطر الإصابة بسرطان البروستات، بحيث يرتفع خطر الإصابة بالمرض مع ارتفاع معدلات الدهون في الغذاء. في المقابل، ثمة أطعمة تساعد على الحد من خطر الإصابة بسرطان البروستات، ولاسيما مضادات الأكسدة الموجودة في البندورة والرمان.
لذا، يوصي الأطباء إجمالاً باتباع نمط حياة سليم وتناول الغذاء الصحي وممارسة الرياضة وتجنب التدخين والحفاظ على وزن صحي، للحد من خطر الإصابة بالأمراض عموماً، والسرطان خصوصاً.
الأعراض
المؤسف في سرطان البروستات أن أعراضه لا تظهر إلا عندما يبلغ السرطان مرحلة متقدمة. وفي أغلب الأحيان، يتم كشفه عن طريق الصدفة أثناء الخضوع لفحوص طبية أخرى. وفي حال ظهرت أعراض سرطان البروستات، يكون قد أصبح في مرحلة متأخرة. في ما يأتي أبرز الأعراض التي يمكن أن تظهر في حال سرطان البروستات:
– التبول بشكل متقطع.
– ضعف في ضغط البول.
– التبولي الليلي المتكرر.
وبما أن هذه الأعراض تتشابه مع أعراض مشكلات أخرى في البروستات، يعتبر يُعتبر فحص الـPSA وفحص الإصبع الأكثر فاعلية في تشخيص الحالة في مراحل مبكرة، بحيث يمكن تجنب العلاج والاكتفاء بالمراقبة الدقيقة لتحديد أي تطور في المرض في حال حصوله. تبرز إذاً أهمية التشخيص الدقيق وتحديد الطريقة الأمثل للعلاج باعتباره أنه قد لا تكون هناك أية حاجة إلى العلاج أحياناً، أو يمكن الاختيار بين أنواع عدة من العلاجات.
العلاجات
قد تكون الجراحة من أبرز العلاجات المعتمدة لمحاربة سرطان البروستات، إضافة إلى علاج الأشعة. وإذا كان سرطان البروستات لا يزال في مراحله الأولى، قد يكتفي الطبيب بمتابعة المريض ومراقبته عن كثب في حال لم تكن هناك حاجة للعلاج. لكن إذا كان سرطان البروستات متقدماً وانتشر في العظام أو الغدد اللمفاوية، لا بد حينها من اللجوء إلى الطبيب الاختصاصي في أمراض الدم والأورام، لأن العلاج يرتكز في هذه الحالة على الهرمونات، كما هي الحال في سرطان الثدي.