يولد التوأمان وهما يتقاسمان ارتباطهما النفسي والجسدي، وتبدأ مقارنة أنفسهما ببعضهما البعض ويعد هذا أمراً طبيعياً.
وكالعادة يبدأ الأبوان معهما حوار المقارنة الممتعة: من الأكثر هدوءً؟، من ينام بشكل أفضل؟، من ينهي الأكل أولاً؟، وتكون هذه الأسئلة بداية للمنافسة بين التوأمين.
مدى صعوبة المهمة
نُشرت دراسة حديثة متخصصة في مجلة “سايكولوجي توداي”، أظهرت أن تربية توأمين بحيث يكون كل منهما راضياً عن نفسه وعن اختلافه عن الآخر، هي مهمة صعبة للغاية تستغرق وقتاً واهتماماً بكيفية تفاعل كل واحد منهما مع توأمه ومع الآخرين.
وأشارت الدراسة إلى إنه لا توجد إجابات تجعل كل فرد من التوائم يشعر بأنه مختلف، وأنه يقل الشجار والمتافسة بينهما عندما يكون الأهل قادرين على رؤية كل طفل وحده وقبول تفرده، سوف يتعلمان أنهما مختلفان.
تطوير فردية كل منهما
وأكدت الدراسة أن تطوير الفردية هي أهم جانب من جوانب الأبوة والأمومة، لأنه يوجه الدافع الصحي للتعلم وتطوير التوازن العاطفي والمهارات الاجتماعية، وعندما يتشارك التوائم أنشطتهما الخاصة يصبح تطور اللغة وقلق الانفصال عن الأم أقل، بينما يتم تعزيز الاستقلالية بشكل عام عندما يشارك التوأم في أنشطة مختلفة ومع أصدقاء مختلفين، عندئذ تنمو المهارات الاجتماعية والصداقات مع الأطفال الآخرين بشكل طبيعي.
وعلى الأهل عدم الاستسلام عندما يجدون أن طفليهما التوأمين لا يرغبان في القيام بأنشطة منفصلة لأنهما معتادان على التواجد مع بعضهما، وعليهم أن يواصلوا البحث عن شيء مثير للاهتمام بالنسبة لأحد الطفلين ولا يهتم به الطفل الآخر.
وإذا تم تشجيع هذا الاهتمام الذي يظهره أحد التوأمين ستظهر اهتمامات مختلفة لدى الآخر وسيحاول كل منهما ممارسة أنشطة جديدة مختلفة، وإذا لقيا من التشجيع مايكفي فسيحاولان أكثر ممارسة أنشطة جديدة ومنفصلة وسيشعران بمزيد من الراحة.
المنافسة بينهما
تقول الدراسة أن أخطر قضية بين التوائم هي المنافسة، لذلك يجب أن يحاول الأهل تقليل الوقت الذي يقضيه التوأمان مع بعضهما البعض في فعل الأشياء نفسها والمقارنة بينهما.
وحسب الباحثين فإن أسوأ الأوقات هي التي يجتمع فيها التوأمان معاً لفترة طويلة جداً، لأن المنافسة والشجار يمكن أن تخرج عن السيطرة.
كما يجب أن يتخلص التوأمان من الطاقة التي يستمدانها من بعضهما، ويمكن فصلهما ليمارس كل توأم على حدة الرياضة والأنشطة الفنية والموسيقى، وهي أنشطة مثالية للتوائم وآبائهم لسببين: أولاً سوف يأتي الأطفال إلى المنزل متعبين لا وقت لديهما للشجار، وثانياً، سيكوّنون أصدقاء جدداً ويتعلمون أشياء جديدة بمفردهم.
والأفضل من ذلك كله، أن التوأمين سيتعلمان أن يكونا منفصلين وقادرين على الاستمتاع بالتعرف على أشخاص جدد.