بقلم الكاتب الإماراتي: سعيد الظهوري
ها هي رفيقة المكاتب تحتفل اليوم في العديد من الدول بيومها الوطني الذي خصص لها وهو تاريخ 29 سبتمبر، فكل عام والرفيقة السمراء بوفرة أكبر وبمحاصيل صالحة لأعوام مديدة بعيداً عن ذلك المصير القاتم الذي تنقله لنا الأخبار عن احتمالية زوال ذلك البن الساحر!.
فلا نتخيل تحقق تلك الأنباء الأخيرة ولا نتخيل أداء المهام والانهماك في خضم العمل في يوم ما بدون ذلك الوقود الذي يمنحنا طاقة التركيز، فكلمة قهوة تأتي دائماً مرادفة للاسترخاء والراحة حتى باتت أماكن الاستراحة ذاتها تسمى باسم القهوة.
فما سر ذلك العشق الكبير والاهتمام بالقهوة وتفضيلها على بقية المشروبات الساخنة الأخرى في بيئة العمل؟ وهل تحفز القهوة فعلاً الموظفين وتزيد من إنتاجيتهم؟
وفقاً لدراسة قامت بها الجمعية الوطنية للبن في أمريكا واستهدفت 3000 شخص فإن 64% من الناس يتناولون على الأقل فنجاناً واحداً من القهوة يومياً، مما يعني أن هناك غالبية كبيرة تعتبر القهوة عنصراً رئيساً في اليوم، وعلى الرغم من مضار شرب القهوة بكميات كبيرة إلا أن الاعتدال في شرب القهوة يمكن أن يكون له أثر إيجابي كبير على الموظفين، فقد أثبتت الدراسات أن مادة الكافيين الموجودة في القهوة تعمل على تحسين حركة الدم وتحفيز الدماغ مما يمنع النعاس ويرفع القدرة على العمل والإنجاز.
كما أن هناك أثراً إيجابياً آخر للقهوة في الاجتماعات، ففي دراسة أخرى أجرتها جامعة كاليفورنيا ديفس وجدت أن تقديم القهوة في الاجتماعات يجعل التركيز في المناقشة أكبر، كما أنه يعزز من مشاركة الأطراف المعنية بالاجتماع ويزيد عموماً رضاهم عن الاجتماع.
لذلك ليس مستغرباً تواجد القهوة بشكل كبير في بيئة العمل وبشتى الطرق الممكنة، وذلك إيماناً من المديرين وأصحاب العمل بأهميتها في تحسين يقظة الموظفين، ودورها في تعزيز التواصل بينهم وبالتالي زيادة إنتاجيتهم ومواصلتهم للعطاء.
لنشرب القهوة باعتدال دون إفراط ولنبقَ معها متيقظين لأعمالنا، شريطة أن لا نركن لها وحدها ونغفل جوانب أخرى أهم تبقينا متيقظين في بيئة العمل، كممارسة الرياضة كل يوم وتمارين التأمل والنوم الكافي ليلاً، جعلها الله نعمة دائمة بلا زوال.