أشارت دراسة جديدة، نُشرت في الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، إلى أن النظر في عيون مريض يعاني من قصور في القلب، يمكن أن يخبر الأطباء بمدى طول عمره.
وبيّن الباحثون أن المرضى ممن يمتلكون بؤبؤ عين أكبر، هم أكثر عرضة للنجاة من فشل القلب، والبقاء خارج المستشفى.
وصوّرت الدراسة عيون 870 مريضا، نُقلوا إلى المستشفى بسبب قصور القلب الحاد، ثم قسّموا حسب حجم بؤبؤ العين لديهم.
وكشفت الدراسة، أن الأشخاص الذين لديهم بؤبؤ عين أصغر حجما، كانوا أكثر عرضة للوفاة بمقدار الضعف، وأعيد 47% من أولئك الذين لديهم بؤبؤ عين صغير إلى المستشفى، مقارنة بـ 28% فقط من الأشخاص أصحاب بؤبؤ العين كبير الحجم.
وقال الدكتور كوهي نوزاكي، من مستشفى جامعة كيتاساتو في اليابان، معد الدراسة: “تشير نتائجنا إلى أن منطقة البؤبؤ هي طريقة جديدة لتحديد مرضى القلب المعرضين لخطر الموت المرتفع أو دخول المستشفى مجددا. ويوفر هذا فرصة للتدخل وتحسين التوقعات”.
ونوّه إلى أنه يموت ما يصل إلى 45% من المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب قصور القلب، في غضون 12 شهرا من الدخول، ويموت معظمهم في غضون 5 سنوات من دخول المستشفى.
وقال الدكتور نوزاكي: “إن إيجاد طرق أفضل لتحديد المرضى الأكثر عرضة للقبول أو الموت، أمر بالغ الأهمية”.
وأوضح أن أحد أسباب تفاقم قصور القلب هو اضطراب وظيفة الجهاز اللاإرادي بالجسم، الذي يتحكم في معدل ضربات القلب والهضم والتنفس.
كما وفحصت الدراسة الجديدة ما إذا كانت منطقة البؤبؤ يمكن أن تتنبأ بالتشخيص لدى مرضى قصور القلب.
وأجريت الدراسة على 870 مريضا نُقلوا إلى المستشفى بسبب قصور القلب الحاد في الفترة من 2012 إلى 2017. وكان متوسط العمر 67 عاما و37٪ منهم نساء. وقاسوا بؤبؤ العين في كلتا العينين بعد 7 أيام على الأقل من دخول المستشفى.
وبالنسبة للاختبار، وضع المرضى نظارات واقية وانتظروا 5 دقائق حتى تتكيف أعينهم مع الظلام، ثم التقطوا صورا للعينين. واختُبر المرضى في وقت قياسي حيث يتأثر النظام اللاإرادي بالوقت من اليوم، وفقاً لما ذكره موقع روسيا اليوم.
وقسّم المرضى إلى مجموعة منطقة البؤبؤ الصغيرة، ومجموعة منطقة البؤبؤ الكبيرة، وفقا لما إذا كان قياسها أقل أو أعلى من المتوسط.
وارتبطت مساحة حدقة العين الكبيرة باستمرار بالبقاء على قيد الحياة – بغض النظر عن العمر والجنس ووجود إيقاع طبيعي للقلب أو الرجفان الأذيني.
ونوّهت الدراسة إلى أنه يمكن استخدام هذا الفحص في الممارسة السريرية اليومية، للتنبؤ بمرضى قصور القلب، بما في ذلك أولئك الذين يعانون أيضا من الرجفان الأذيني. ويمكن إعطاء الأولوية للمرضى الذين يعانون من منطقة حدقة صغيرة، لإعادة تأهيل القلب من خلال النشاط البدني.
وأوضح الدكتور نوزاكي أنه لا يمكن استخدام منطقة البؤبؤ لدى المرضى، الذين يعانون من اعتلال الشبكية الشديد أو أمراض العيون الأخرى.