تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، ما بين؛ ترحيب الدولة بانضمام عدد من الدول للمشاركة في التحقيقات الجارية في قضية العمليات التخريبية التي استهدفت أربع ناقلات في المياه الإقليمية، وزيارة ملك الأردن إلى الدولة، ومبادرة “عضيدك” لوزارة التربية والتعليم، بالإضافة إلى العمليات الإرهابية التي يشهدها العالم ويتم ارتكابها بطريقة وحشية ومنها ما تقدم عليه مليشيات إيران ووكلائها في المنطقة.
فتحت عنوان “تحقيقات حيادية”، أكدت صحيفة “الاتحاد” أن دولة الإمارات تسعى إلى ضمان أعلى مستوى من الشفافية والحيادية في التحقيقات التي يتم إجراؤها في قضية العمليات التخريبية التي استهدفت أربع ناقلات في المياه الإقليمية للدولة بخليج عمان، ومن هذا المنطلق يأتي ترحيبها بانضمام عدد من الدول الصديقة والشقيقة للمشاركة في هذه التحقيقات.
وأوضحت أن مشاركة المجتمع الدولي بشكل موسع في هذه التحقيقات تأتي لسببين مهمين، الأول هو الاحترام الذي تحظى به دولة الإمارات لدى العالم بسبب سياساتها في المنطقة الداعية إلى ضمان الاستقرار والسلام، وبذل كل الجهود الممكنة لتجنيب المنطقة شرور الإرهاب والطائفية والفتن التي تحركها إيران وأدواتها.
وأشارت إلى أن السبب الثاني يتمثل في حماية أمن الملاحة البحرية باعتباره خطاً أحمر بالنسبة للمجتمع الدولي، ولا يجوز المس به وتهديده نظراً لانعكاساته الخطيرة في أكثر من جهة، لعل أبرزها سلامة إمدادات الطاقة وحركة التجارة الدولية، إلى جانب تهديد الأمن والسلم الدوليين.
وقالت “الاتحاد”، في ختام افتتاحيتها: “إن الإمارات لا تستبق، ولا تلقي باللوم على أحد قبل صدور النتائج في هذه التحقيقات التي تضمن نزاهتها مشاركة أطراف دولية متعددة فيها، رغم وجود بعض المؤشرات والتسريبات الأمنية إلى احتمالية تورط إيران في مثل هذه الأعمال التخريبية، إلا أن التحقيق سيأخذ مجراه وفق المدة الزمنية اللازمة لإظهار النتائج الحاسمة”.
من ناحية أخرى، وتحت عنوان “الإمارات والأردن.. معاً دائما”، قالت صحيفة “الخليج”: “إن علاقات الإمارات والأردن تظل رمزاً حاضراً وحياً للعلاقات العربية – العربية، وإذا كانت في أوج عزها اليوم، فهي وصية القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وهي، في الصيغة الحالية، بعض السياسة الراشدة والحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”.
وأشارت إلى أن اليوم تصل العلاقة إلى واحدة من أعلى ذرواتها، حيث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في وسط المشهد، وحيث الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة شريك حقيقي وفاعل، نحو تقديم الأنموذج الأمثل في الأخوة التي تحقق مماثلاتها على أرض العمل المثمر والتعاون البناء، والمتأمل في تصريحات القائد محمد بن زايد وأخيه العاهل الأردني بمناسبة لقائهما في أبوظبي، يزداد ثقة وطمأنينة، حيث الأخوة العربية مترجمة، في سلاسة ويسر، إلى لغة العمل.
وأضافت الصحيفة: “لا تخفى أهمية التوقيت، حيث تعيش المنطقة والوطن العربي مرحلة استثنائية تتطلب قادة استثنائيين، ومن القلب والعقل معاً، أكد البيان المشترك أن أمن الإمارات والأردن كل واحد لا يتجزأ، وأن التنسيق بين البلدين مستمر في مختلف العناوين والمستويات، وذلك نحو تبادل وجهات النظر والعمل سوياً لما فيه مصلحة الدولتين والشعبين وقضايا الأمة العربية جمعاء. وتم الإعلان، نتيجة ذلك كله، وتمهيداً لأفق أرحب من مستقبل العلاقة، عن تمرين مشترك للقوات المسلحة للبلدين الشقيقين في دولة الإمارات، مع توجيه لوزيري الخارجية ورئيسي الأركان في البلدين للتنسيق والتعاون، أخوياً ومؤسسياً، لمواجهة كل المستجدات والتحديات”.
وأكدت “الخليج”، في ختام افتتاحيتها، أن الإمارات والأردن، معاً دائماً، منذ الشيخ زايد والملك حسين، طيب الله ثراهما، والآن مع خليفة بن زايد وعبدالله الثاني، وشعبين مخلصين لقيادتيهما، ويعرفان طريق عزتهما بالتجربة والممارسة.
وحول الموضوع نفسه، وتحت عنوان “الإمارات والأردن معاً لخير الأمة”، قالت صحيفة “الوطن”: “أن تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، على العلاقات التاريخية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، أتي ليبين عمق الترابط والتنسيق والحرص الشديد على الدفع بالتعاون الأخوي إلى آفاق أرحب بشكل دائم، خاصة أن القضايا المصيرية والتحديات الكبرى تستوجب رفع التعاون والتكاتف إلى أقصى درجة، كون متانة العلاقات تنطلق من قناعات راسخة بوحدة المسار والمصير وترتكز على أسس استراتيجية تقوم على تطابق الرؤى والمواقف من جميع القضايا وسبل حل أزمات المنطقة وأهمية إنجاز حلول سياسية تكون كفيلة بوضع حد لها”.
وأضافت أن الإمارات والأردن جددا التأكيد على وحدة الأمن القومي، خاصة في ظل ما شهدته المنطقة من اعتداءات سافرة سواء على الناقلات في بحر عمان، أو استهداف محطتين لتكرير النفط في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وجاء موقف الأردن الداعم للأشقاء في سبيل حماية الأمن والاستقرار وحرية الملاحة والتنسيق مع البلدين لتأكيد الشعور العربي بأن الخطر يهدد الجميع وأن المرحلة تستوجب أعلى درجات التعاون المشترك.
وذكرت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يؤكد حرص الإمارات على تعزيز العلاقات مع جميع الدول الشقيقة على الصعد كافة، بهدف وضع حد للتدخلات في شؤونها، وهذا يقتضي تعزيز مسيرة التعاون التاريخية وتقوية دعائمها وتوسيع مجالاتها، ويأتي الأردن في مقدمة الدول العربية الذي يقدم من خلال العلاقات التي تجمعه مع الإمارات نموذجاً لما يجب أن تكون عليه بشكل عام، خاصة أنها تنطلق من أسس قوية وثابتة تعلي دعائمها التجارب الناجحة والتعاون المثمر و البناء في الكثير من المراحل التي كانت الأحداث والمستجدات المتسارعة تحتاج لعمل جماعي قدم من خلاله البلدان النموذج الأفضل في السياسات الواجبة.
وأوضحت الصحيفة، في ختام افتتاحيتها، أن الأمن القومي العربي يقوم على تفهم دقيق وتعاون بناء للتعامل الأفضل مع التطورات في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث كبرى، ومن هنا يأتي الموقف الإماراتي – الأردني المشرف المؤكد على ضرورة رص الصفوف وتحصين الأمة التي طالما عانت من مخططات المتربصين والأطماع التي تعبر عنها جهات خارجية وتعمل عليها وفق أجندات عابثة عدوانية، وأتت القمة بين الزعيمين في مرحلة أشد ما تكون فيها الأمة جمعاء بحاجة إلى تعزيز التنسيق والعمل المشترك على الصعد كافة.
من جانب آخر، وتحت عنوان “نهج التربية والتعليم”، كتبت صحيفة “البيان”: “في معظم بلداننا العربية تحمل الوزارة المسؤولة عن التعليم المدرسي اسم ” وزارة التربية والتعليم”، وفي دولة الإمارات كذلك، لكن الأمر يختلف في تجاوز المسمى إلى التطبيق والتزام النهج بالتربية والتعليم معاً”.
وأكدت أن القيادة الرشيدة في الدولة تسعى إلى تحقيق الهدف التربوي إلى جانب الهدف التعليمي على أكمل وجه وعلى أسس تطبيقية علمية حديثة تتجاوز بكثير المتعارف عليه، خاصة في العلاقة بين الأسرة والمدرسة، وهذا بالتحديد ما عكسه إطلاق مبادرة تطبيق ” عضيدك “، الذي شهده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أثناء استقبال سموهما وفد وزارة التربية والتعليم، بجانب عدد من الأسر النموذجية التي تركت بصمات مجتمعية وتربوية متميزة وواضحة، حيث شكلت مثالاً يحتذى في العمل والإلهام والسعي نحو تنمية جوانب شخصية أبنائنا الطلبة.
وأوضحت أن هذه المبادرة المتميزة عالمياً في مجال التربية والتعليم، تهدف إلى تكريس رؤية ونهج الدولة فيما يتعلق بتعزيز تماسك نسيج المجتمع، وإرساء أفضل الممارسات التربوية التي تسهم في ترسيخ استقرار المجتمع المدرسي، بما ينعكس إيجاباً على أداء الطلبة أكاديمياً ومجتمعياً وتربوياً.
وأضافت “الخليج”، في ختام افتتاحيتها، أن أصحاب السمو أشادوا بمبادرة ” عضيدك” باعتبارها حلقة وصل بين البيت والمدرسة، ويؤمل من خلالها تعزيز الترابط بين مكونات المجتمع المدرسي ودور الأسرة تربوياً، بجانب تقديم المعلومات التربوية المهمة التي يحتاج إليها عناصر العملية التعليمية، كما أشادا سموهما بالنماذج الملهمة للأسر الإماراتية التي تجسد الحرص على استمرارية تطور وتفوق أبنائها.
من جهة أخرى، وتحت عنوان “أهمية سحق الإرهاب”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن العالم يشهد جنوناً متفاقماً في كم وحجم وبشاعة العمليات الإرهابية التي يتم ارتكابها والتي بدأت بطريقة أشد وحشية وإجراماً مع بداية القرن الجديد، واليوم فإن ما تقدم عليه مليشيات إيران ووكلائها في المنطقة لا يختلف عما تقوم به باقي الجماعات الإرهابية والتنظيمات التي تعول على العنف والإجرام والقتل لتحقيق مراميها ومآربها ضمن الأجندات الشريرة المنخرطة فيها، وخلال أيام قليلة شهدت المنطقة عدداً من العمليات التخريبية ابتدأت بالهجوم على الناقلات في بحر عمان، ثم استهداف محطتين لتكرير النفط في المملكة العربية السعودية، وتواصلت بمحاولة استهداف مكة المكرمة ونجران عبر الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة، في تصعيد جنوني يحمل الكثير من المخاطر والعدوان والهمجية رغم ما يعكسه من يأس وتخبط جراء انهيار المخطط الانقلابي برمته في اليمن”.
وأشارت إلى أن جميع التنظيمات الإرهابية تبدو وكأنها في سباق على الإجرام، رغم أنها وجوه متعددة لعملة واحدة تنتهج ذات الأساليب والفكر الراديكالي المتعفن الذي لا يجيد إلا الإجرام بقلوب متحجرة تعيش على الحقد والقتل والكره والبغضاء والعنصرية التي يترجمونها على أرض الواقع بأبشع الصور التي قد لا يتصورها العقل البشري.
وشددت على أن تجنيب المنطقة والعالم الخطر الإيراني فيه خلاص من جميع الجماعات المارقة والسافرة بهمجيتها ووحشيتها، لأن أوكار طبخ السم في إيران هي التي تقف خلف تلك التنظيمات وما تقوم به، فلجم “نظام الملالي” وإنهاء تمويل تلك الجماعات والتعامل بشكل مباشر مع أساس الإرهاب هو الحل الجذري الأفضل والذي يبدو أنه يلقى إجماعاً عالمياً لضرورة إنهائه واجتثاثه من حيز الوجود.
وذكرت أن الكم الهائل الذي عانت منه دول العالم والمنطقة بشكل خاص، جراء الإرهاب والمرتزقة الذين غرقوا في هذا العار المشين واستهداف المدنيين والأبرياء مما يستوجب وقفة تقوم على رص الصفوف وتعزيز التعاون لأقصى درجة ممكنة للتعامل مع أخطر تحدي تواجهه البشرية في العصر الحديث، فالإرهاب عدو قذر للإنسانية وقيمها وتطورها وتنميتها، وما يسببه من آلام ونكبات ومآس وخطر يستهدف الجميع، وبالتالي فلا بد من موقف يتناسب مع هذا الخطر والعمل بيد واحدة لمنع استمرار ما يقوم به الإرهاب وما يرتكبه من مجازر ويسببه من مآسٍ.
واختتمت “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “إن الحوثي حلقة في مشروع تدمير تقوم به إيران عبر استهداف الدول الوطنية والعمل على إضعافها لتسهل السيطرة عليها، وهو نظير لتنظيمات كثيرة لا تختلف إلا بالاسم مثل “داعش، والنصرة وحزب الله والحشد ” وغيرها كثير، لكن تبدد مخططها والأجندة التي قبلت على نفسها أن تكون رأس حربة ساماً فيها انتهت، ولن تجني إلا الهزيمة والخذلان ولعنة الشعوب وكل إنسان يحمل القيم في قلبه والنور في عقله”.