تشير بعض الدراسات إلى أن العلاقة بين الأمهات وبناتهنّ مُعقدة أحياناً، كما توجد علاقات جيدة، فيما أمهات أخريات يتجنبنَ الحديث مع بناتهنّ لوقت طويل.
وهناك مجموعة من أنماط العلاقات غير الصحية بين الأم وابنتها، وبحسب الكاتبتان “مارجريتا” و “أنجيلا” النمط الأول هو الإفراط في سيطرة الأم على علاقتها بابنتها، واستمرارها بالضغط عليها حتى يسهل التحكم في مجمل حياتها، وثنيها عن القيام بأية أمور خارج تفكير الأم، في حين أن الابنة تلتزم لاعتقادها أنها ليست جيدة بما فيه الكفاية للقيام بأشياء من تلقاء نفسها.
ويؤثر هذا السلوك على أداء الابنة في المدرسة أو العمل، ويمنعها من الوصول إلى أهداف أعلى، وغالباً ما تتبع هذه الابنة الأسلوب نفسه مع ابنتها حينما تكبر وتكوّن أسرتها الخاصة، لذلك يبقى من غير الصّحي انتقاد الأم لكل ما تقوله أو تفعله الابنة في كل تصرفاتها وسلوكياتها.
النمط الثاني
هناك الأم التي تضغط دائماً على ابنتها لتقوم بأعمالها بصورة أفضل وكي لا تفشل فيما يُلقى على عاتقها، وإلا فإن والدتها ستعطي هذا الفشل أكبر من حجمه.
وقد تصعّب الأم الناقدة باستمرار على الابنة حبّ ذاتها بشكل صحيح، ودائماً يتملكها الشعور بأنها ليست بخير بما فيه الكفاية، وإن العراك طوال الوقت، ولسوء الحظ، يمكن أن يتسبب بإلحاق ضرر كبير بالابنة، وهو ما ينعكس على حبها لأمها بحيث تراها وتعتبرها بأنها “عدو” لها.
النمط الثالث
من أكثر الأنماط المؤذية في علاقة الأم بابنتها هو السخرية من الابنة والإهمال المتعمَّد والمتكرر، مما يجعل الابنة تشعر كما لو كانت غير موجودة، كما يمكن أن يؤدي هذا إلى تدني احترام ذاتها من جهة، أو استمرارها في البحث عمن يمنحها اهتماماً لم تلقه من والدتها.
النمط الرابع
تعتبر الأم المتحولة هي من أصعب العلاقات بين الأم وابنتها، التي لا يمكن لأحد الحكم عليها ما إذا كانت أمّا طيبة أم سيئة، إذ يعتمد كله على الموقف الذي تبدو عليه وقت حدوث صراعات بينهما.
النمط الخامس
عندما تكون علاقة الأم جيدة مع ابنتها سترى فيها امتداداً لنفسها، وبالتالي فهي تستخدم تقنيات تعامل معينة وبشكل إيجابي معها، ما يسمح لها بالشعور بالرضا عن نفسها، فيما تزداد العلاقة بينهما حينما تصبح البنت وفي سن مُبكرة مساعِدة لأمها في كل شيء، وتستطيع الاتكاء عليها وقتما تشاء.
يظهر هذا النمط عندما يكون للأم أطفال صغار للغاية، حتى وإن تم استهلاك طفولة الابنة الكبرى في تلبية احتياجات المنزل الزائدة، وحتى إن شعرت هذه الابنة أن اهتمام أمها يذهب للجميع إلا هي، إلا أنها تبقى راضية عن علاقتها بأمها، جراء التعامل الجيد بينهما.
كما أن تواصل الأم مع ابنتها بشكل إيجابي إلى جانب إيجاد الوقت للجلوس معها، ووضع قواعد أساسية للتعامل فيما بينهما، وإعداد نقاط للحديث والتعرف على مشاعرهما الحقيقية هو أمر جيد ومسألة تكاد تكون مُرضية للطرفين.