تتميز الكبدة أنها من أكثر الأطعمة التي يحبها الجميع صغار وكبار، ويتناولوها بشكل متكرر، ولكن ما يغيب عنهم أنها على الرغم من فوائدها العظيمة، مثل غناها بالعديد من الفيتامينات والمعادن، وأهمها فيتامين “B12” الأساسي في تكوين دم الإنسان، وتتضمن أيضا على الكثير من الفيتامينات والمعادن الأخرى التي ترفع مناعة الجسم وتحسن كثيرا من وظائف الجسم الحيوية، إلا أن لها بعض الأضرار البالغة الخطورة.
وعن أضرار تناولها بشكل مفرط، أوضح الدكتور محمد حلمي استشاري التغذية العلاجية إن الحقيقة أن المعروف عن أضرار الكبد أنه يقوم بتخزين السموم الموجودة في الجسم وهنا تكمن الخطورة، ولكن هذه المعلومة غير صحيحة، حيث أن الكبد لا يخزن السموم، ولكنه فقط يقوم بتحويلها إلى صورة أخرى أكثر أمانا، يسهل على جسم الإنسان التخلص منها، والتعامل معها بشكل صحيح، و لكن خطورة الكبدة تكمن في الإكثار من تناولها، وذلك لأنها تحتوى على بعض المركبات التي من شأنها أن تحدث أضرار بالغة بالجسم.
وتابع الاستشاري، أن هذه الأضرار أشهرها هو فرط فيتامين أ أو ما يسمى بتسمم فيتامين أ، حيث أن الكبدة تحتوي على نسبة كبيرة جدا من فيتامين أ تفوق ما يحتاجه جسم الإنسان، وعلى الرغم من أهمية هذا الفيتامين لعظام الإنسان، إلا أن ارتفاع نسبته أكثر مما يحتاجه الجسم تسبب تلف لكلية الإنسان و كذلك تسبب اضطرابات خطيرة على الأجنة والأطفال، لذا يفضل على السيدة الحامل الامتناع عن تناول الكبدة طوال فترة الحمل، أو تناولها بكميات ضئيلة جدا على فترات متباعدة.
وأضاف الطبيب، أن من أكثر مخاطر الكبدة على الإطلاق هي الإصابة بالتسمم أو العدوى البكتيرية، حيث أن نسيج الكبد أكثر عرضة للتلوث البكتيري وتكاثر البكتيريا والميكروبات والجراثيم من نسيج اللحم العادي، وهي تفسد أسرع في نفس درجات الحرارة إذا ماقورنت باللحوم الحمراء، لذا يجب التعامل معها أثناء الطهي بشكل جيد جدا، وتجنب طرق تناولها في صورتها الدنيئة.
وأستطرد حلمي، أن هناك أيضا مخاطر كبيرة للكبدة على مرضى القلب والضغط حيث أن الكبدة تحتوي على ضعف ما تحتويه قطعة لحمة حمراء بنفس الوزن من الكوليسترول الضار، وبالتالي فإنها غير مناسبة لمن يعانون من أمراض القلب والضغط والسكري وأمراض تصلب الشرايين، حيث أنها تزيد هذه الأمراض خطورة على صحة الإنسان، بحسب موقع “أخبار اليوم”.
وختم حديثه، أن هناك مرض معروف يحدث غالبا بسبب الإفراط في تناول الكبد، وهو مرض النقرس، والذي ينتج عن ارتفاع نسبة حمض اليوريك داخل الجسم، بشكل لا يتحمله الجسم مما يؤدي ذلك إلى تراكمه في المفاصل، وحدوث التهابات المفاصل وآلام شديدة بها وتورمها، نتيجة ارتفاع حمض اليوريك داخل الجسم لذا يجب تناول الكبدة بالكميات المسموحة التي لا تتعدى 100 جرام أسبوعيا، أي ما يعادل حجم قطعة كبدة الدجاج أو ما يقابلها من كبدة البقر، وأكثرها ضررا هي كبد الضاني، ويفضل تجنب تناولها بشكل أسبوعي على مرضى قصور وظائف الكلى، الضغط، القلب وتصلب الشرايين وكذلك مرضى السكري.