ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الأربعاء، على صعود أول رائد فضاء إماراتي إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة تاريخية تعد أملاً يضيء الطريق نحو نهضة علمية عربية جديدة في قطاع الفضاء، مؤكّدةً على المكانة التي وصلت لها الدولة وما حققته من تقدم وازدهار في مختلف المجالات بفضل طاقات وعزيمة وإرادة أبنائها.
فتحت عنوان “وتحقق الحلم”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن زايد حَلم و” عيال زايد ” حققوا الحلم، هذه العبارة تختصر رحلة الإمارات إلى الفضاء، ويحمل أشواقها فوق أكتافه وبين ضلوعه رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري، بتوجيهات القيادة وبالنيابة عن كل مواطن، وكل عربي، يعرف بالبديهة وبالخبرة أن من لا يتطلع إلى العُلا يبقى مغلولاً في الأرض”.
وأضافت أنه قبل أكثر من 40 سنة، 1976 استقبل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب لله ثراه، فريق رواد فضاء أميركيين، وقال لهم جملة نستطيع، الآن وهنا، أن نفهم دلالاتها ومقاصدها.. قال لهم: ” إنكم بعملكم هذا قد مهدتم الطريق لغيركم من العلماء والرواد للوصول ومعرفة ما لم تتمكنوا من معرفته”.. لافتة إلى أنها جملة استشرافية، كانت وراء قرار القيادة قبل سنوات بإنشاء وكالة الفضاء الإماراتية.
وتابعت إذن، يحمل هزاع المنصوري معه إلى خارج غلاف الأرض، حلماً وميراثاً، أماني وتطلعات، وإرادة وطن وقيادة وشعب، تقول للعالم: لقد تجاوزنا عقبات الماضي بسواعدنا، وحققنا إنجازات الحاضر بسواعدنا، ونرصد ما نملكه في عقولنا وبين أيدينا لمستقبل مضيء لكل ساع للخروج من عتمة الجهل، وانغلاقات الفكر، ومسببات التخلّف.
وأوضحت أن مشروع الإمارات الفضائي ليس مشروعاً وطنياً بالمعنى الضيّق للكلمة، وليس مشروعاً عربياً فحسب، أو إسلامياً في معناه الأوسع، وإنما هو مشروع إنساني بملامحه ومنطلقاته وغاياته.. وتلك هي فلسفة إماراتية، تحكم كل توجه، وتشكل قاعدة لكل مبادرة، وتعود بالخير على كل مستحق وشريك في فضاء إنساني واحد.
وأضافت نعم، سيكون العلم الإماراتي، رمز الوطن والشعب، على متن رحلة الفضاء، تعبيراً عن جهود الإمارات الناجحة في هذا المجال، لكنه بما يعبر عنه من تسامح وتعاون وتكاتف سوف يعبر عن كل المؤمنين بالقيم التي نؤمن بها. وقالت “الاتحاد” في ختام افتتاحيتها فلنحفظ هذا التوقيت جيدا: 5:56 مساء. ولنحفظ هذا التاريخ جيدا: 25 سبتمبر 2019: هنا والآن، سيتسع الفضاء لكل أحلامنا التي بدأت قبل عقود في عقل وقلب رجل واحد اسمه: زايد.
من جانبها وتحت عنوان “الإمارات في الفضاء”، قالت صحيفة “البيان”: “اليوم تدخل دولة الإمارات ضمن النخبة العالمية للعلوم، وذلك بوضع بصمتها المميزة بسواعد أبنائها في مجال استكشاف الفضاء حيث ينطلق رائد الفضاء الإماراتي هزاع المنصوري في رحلة نوعية إلى الفضاء، ليحقق طموحات الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأحلام وآمال أجيال إماراتية وعربية في أن يكون للعرب دور ومكانة في هذا المجال العلمي الحيوي، وليستعيد العرب أمجادهم بمساهمة الإمارات في إحياء نهضة العرب الحضارية”.
وأشارت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أكد في تواصله مع رائدي الفضاء الإماراتيين قبل انطلاق الرحلة، حيث قال سموه: ” فخورون بهذه النماذج المضيئة في مسيرة الخير والبناء..الرحلة ستصنع تاريخاً جديداً في سماء الوطن وتؤكد دخول دولة الإمارات عالم اكتشاف الفضاء بسواعد أبنائها.. رحلة ستلهم الأجيال المقبلة لتحقيق إنجازات وطنية جديدة”.
وذكرت أن هذه الرحلة التاريخية تعد أملاً يضيء الطريق نحو نهضة علمية عربية جديدة في قطاع الفضاء الذي تسعى فيه الإمارات إلى تحقيق إنجازات نوعية بسواعد وعقول جيل من الشباب الإماراتي المبدع وبمبادرات ومشاريع طموحة تسابق معها الإمارات الزمن نحو القمة.
وأوضحت “البيان “في ختام افتتاحيتها أن الإمارات ستشارك من خلال هذه الرحلة مشاركة علمية فعالة، حيث سيجري المنصوري 16 تجربة علمية بالتعاون مع وكالات فضاء عالمية، وذلك ضمن برنامج ” الإمارات لرواد الفضاء”، الذي يشرف عليه مركز محمد بن راشد للفضاء، وهو أول برنامج في المنطقة العربية يعمل على إعداد كوادر وطنية تُشارك في رحلات الفضاء وتساعد في تحسين حياة البشر على سطح الأرض.
من ناحيتها قالت صحيفة “الخليج” في افتتاحيتها بعنوان “إلى العلا يا الإماراتي”: “اليوم ترفع الإمارات اسمها عالياً في سجل التاريخ.. إلى سجل الإنجاز تضيف حلماً، وتحقق أملاً، وتطلق العنان للمستقبل بثقة واقتدار وتصميم. ها هي تنطلق إلى الفضاء، وهي تقول للعالم: إنها لا ترضى عن النجوم بديلاً، وأي إنجاز لا بد أن يلحق به آخر.. تجعل من المستحيل ممكناً، ومن الحلم واقعاً”.
وأضافت أنه عندما ينطلق ابن هذه الأرض الطيبة رائد الفضاء هزاع المنصوري في مهمة علمية إلى محطة الفضاء الدولية، إنما يؤدي أيضاً مهمة وطنية، يرفع فيها علم الإمارات في الفضاء، ويرفع معه رأس كل إماراتي وكل عربي فخراً وعزاً وشموخاً، ليؤكد للعالم أن في الإمارات جيلاً يحمل الأمانة بكل ثقة وعزم وإصرار، ويجسدها في الفضاء بعد الأرض.
وتابعت أنه إذ تزدان كتف رائد الفضاء بشعار ” طموح زايد “، فهذا تأكيد على الأمانة الغالية، وأن مؤسس الدولة وواضع مداميك نهضتها الحديثة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، ما زال ملهماً للأجيال والمصباح الذي يضيء الدرب، والمشكاة التي لا تنطفئ وعلى درب زايد يسير الحكام والأبناء، اقتداء به، وامتثالاً لمآثره ومواقفه من حب ووفاء وتلاحم مع الشعب الذي يحتضنهم ويضعهم في مآقي العيون وحنايا القلوب.
وأكدت أن الإمارات تدخل اليوم – مع وصول ابنها إلى المحطة الدولية – عصر الفضاء، لتؤكد للعالم أنه إذا توفرت الإرادة والعزيمة والقرار، فلا شيء مستحيل.. مضيفة نحن في معركة مفتوحة مداها الأرض والفضاء، يخوضها الجميع بكل ما يملكون من قدرات وإمكانات، ومن يتخلف عن الركب يسقط، ولا مكان له في عالم الغد.
وذكرت أن هذه المعركة أدركتها الإمارات، وعملت بصمت، فبنت الإنسان والأوطان، وكانت النتيجة معانقة الفضاء، لكن من حقنا أن نسأل: أين موقعنا كعرب؟ ونحن الذين ملأنا الأرض علماً، وأعطيناها حضارة وثقافة في الطب والفلك والهندسة والكيمياء وعلوم الأحياء. واختتمت “الخليج” افتتاحيتها بقولها: “الإمارات تبقي الأمل قائماً، ولعل وصول رائدنا المنصوري إلى الفضاء يكون بداية لعودة الوعي العربي المغيّب، وصحوةً للعقل العربي المهجور”.
من جانبها وتحت عنوان “سجل يا تاريخ”، أكدت صحيفة “الوطن” أن 25 سبتمبر 2019، لم ولن يكون يوماً عادياً في مسيرة الوطن والأمة، بل سيبقى خالداً في عقول أبنائها وأجيالها المتلاحقة، موعد صعود أول رائد فضاء إماراتي إلى مهمته، ترسيخاً لمكانة الدولة وانعكاساً لما باتت عليه من تقدم وازدهار وما يتمتع به أبناؤها من طاقات وعزيمة وإرادة، وكيف تتحقق الإنجازات بنظرة بعيدة وثاقبة من قيادتها التي تستشرف المستقبل وتمكن أبناء شعبها بكل ما يلزمهم لصناعته مبكراً دون طول انتظار.
وأشارت إلى أن الرحلة التي ستنطلق اليوم هي من الثمار المباركة للاستراتيجية الوطنية التي تعتبر الإنسان والبناء فيه واستثمار الطاقات البشرية في صدارة الأولويات بهدف تأمين كوادر إماراتية في جميع المجالات قادرة على إثبات مكانتها كصانع رئيسي للحضارة وعدم الاكتفاء باستيرادها، ومن هنا كان خوض أبناء الإمارات لأعقد العلوم ونجاحهم فيها بفعل دعم قيادة وفرت كل ما يلزم للإنجاز، مرحلة مفصلية ولدت ثقة لا تعرف الحدود بالقدرة على تحقيق أحلام الوطن التي لا يحدها سقف، فكانت كل مرحلة أساساً لما سيليها ولم تكن يوماً آخر الطموحات، وهكذا باتت الأحلام تتحقق وتتحول إلى إنجازات وكل ذلك في ملحمة وطنية شاملة ومسيرة تنموية حطمت أرقاماً قياسية كثيرة، وباتت الدولة الفتية عملاقاً بين الكبار تنافس وتتعاون وتشارك تجاربها الملهمة وتمنح العالم الاطلاع على تجربتها التي تثير الإعجاب وتقدم الدروس الملهمة بكيفية نهضة الأمم وصعودها.
وقالت إن رائد الفضاء هزاع المنصوري لا يحلق وحيداً اليوم باتجاه محطة الفضاء الدولية في رحلة تاريخية على متن المركبة ” سويوز أم أس 15 “، بل يحمل معه آمال شعب وطموحات جيل كامل سيشاهد خلال ساعات ما لا يراه العالم دائماً، وسيكون الجميع شاخصاً باتجاه الحلم الكبير الذي سنتابع تحقيقه وكيف أن ” عيال زايد ” أهل لتحطيم كل الأرقام وتعزيز ريادة ومكانة الدولة، سيفخر الجميع وهم يرون واحداً منهم قد انطلق نحو محطة الفضاء الدولية يجري التجارب ويستكشف ويؤسس لمرحلة جديدة عنوانها قدرات أبناء الإمارات .. إنها مشاعر لا يمكن وصفها وشرف كبير يحمله الجميع .
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “إن كل الأحلام الكبرى باتت مشروعة في مسيرة الدولة المباركة، ولقد بينت القدرة على النجاح في كل مكان وبمختلف الميادين، وأكدت أن الخطط الاستراتيجية الطموحة ستمضي قدماً في ترسيخ وتعزيز الازدهار والتقدم الذي تنعم به الدولة، وستكون الإمارات دائماً حيث الريادة والرفعة والمكانة التي يؤكدها أبناء الوطن بدعم ورعاية القيادة الرشيدة”.