تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح السبت، ما بين؛ احتفال دور العبادة لغير المسلمين في أبوظبي وإنارة مبانيها باللون الأخضر بمناسبة تسلمها الرخص غدا الأحد، ونجاح السعودية في إدارتها للهجوم الإرهابي التخريبي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو، إضافةً إلى خسارة بنيامين نتنياهو في الانتخابات التي جرت أمس.
فتحت عنوان “لون السلام” كتبت صحيفة “الاتحاد” في افتتاحيتها: “في وقت يضج فيه العالم بالنزاعات والحروب القائمة على الصراعات الدينية الطائفية، يسطع اللون الأخضر من أعلى مباني دور العبادة في أبوظبي، ليؤكد دور العاصمة في ترسيخ مبادئ العدل والتسامح والسلام، وهي قيم نشأت عليها دولة الاتحاد منذ عهد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه”.
وقالت: “سيبقى لون السلام مضاءً من العاصمة في تعزيز التلاقي والحوار بين الشعوب ووحدة المصير الإنساني، والشواهد كثيرة على إشاعة هذا السلام، وهذه الإنسانية في أرجاء المعمورة عبر الدور الإماراتي في إغاثة الملهوف، والوقوف إلى جانب عدالة القضايا، وتجنيب العالم الفتن والشرور”. وأضافت: “ستحتفل دور العبادة لغير المسلمين في أبوظبي البالغ عددها 18 ويوجد أغلبها منذ أكثر من 33 عاماً، يوم الأحد بالحصول على رخص تعزز وجودها على أرض السلام، استناداً إلى إطار قانوني أعد لهذه الغاية، يقوم في أساسه على تعزيز التسامح ومظاهره، ويضمن حرية ممارسة الأديان للمقيمين”.
واختتمت صحيفة “الاتحاد” افتتاحيتها بالقول: “هذه القيم تجسد سداد رؤية القيادة الرشيدة الحريصة على الاهتمام برعاية الديانات المختلفة على أرضها، كما أنها تنبع من سماحة وأصالة المجتمع الإماراتي، وتشكل نقطة مشرقة في مسيرة الإمارات لتصبح دولة يشار لها بالبنان عند الحديث عن أفضل مكان للعيش والعمل والاستقرار” .
من جانبها وتحت عنوان “السعودية وإدارة الأزمات” قالت صحيفة “البيان”: “استحقت المملكة العربية السعودية، احترام العالم في إدارتها للهجوم الذي تعرضت له مصافي أرامكو داخل المملكة، إذ لم تنطلِ عليها محاولات ميليشيا الحوثي لفت الأنظار عن الجاني الحقيقي لهذه الاعتداءات، وبادرت منذ اللحظة الأولى للهجوم، في وضع المجتمع الدولي كافة أمام مسؤولياته، من أجل التدخل لحفظ الأمن والسلم العالميين”.
وأضافت: “أن المملكة وضعت سريعاً نصب عينيها، العمل على استئناف الإنتاج بطاقته الكاملة، حتى لا تتأثر الأسواق العالمية للطاقة، وهو ما تحقق بالفعل في زمن وصفه خبراء الطاقة بأنه «قياسي»، ودليل على الاحترافية التي تدار بها واحدة من أكبر شركات النفط عالمياً”. وقالت: “يقيناً أن المستهدف من وراء الاعتداءات على أرامكو لم يكن السعودية فحسب، وإنما العالم بأسره والإضرار باقتصاده عبر تهديد أمن الطاقة العالمي، ومن اتخذت المملكة قراراً حكيماً، حينما شرعت في اتخاذ كل الإجراءات التي تدلل على أن ما يحدث، يعد اختباراً حقيقياً للإرادة الدولية، في مواجهة الأعمال التخريبية المهددة للأمن والاستقرار الدوليين”.
واختتمت “البيان” افتتاحيتها بالقول: “من هنا تكمن أهمية إعلان المملكة مشاركة خبراء أمميين ودوليين في تلك التحقيقات، سعياً للتوصل إلى موقف دولي موحد، في مواجهة تلك التهديدات التي تشهدها المنطقة، ولعل ما ذكره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس أخيراً من أن «الأمم المتحدة ملتزمة بالتصدي لكل ما يهدد أمن واستقرار المنطقة، وأنه لا يوجد الآن أخطر مما يحدث في الخليج»، كاشف لعمق الخطر الذي يهدد المجتمع الدولي، جراء مثل هذه الاعتداءات”.
أما صحيفة “الخليج” وتحت عنوان “نهاية نتنياهو” كتبت في افتتاحيتها: “خرج بنيامين نتنياهو من الانتخابات التي جرت أمس الأول خائباً، كما انتخابات إبريل الماضي، فشل مرتين في محاولته تشكيل حكومة والبقاء في منصبه كي يتجنب المحاكمة بتهمة الفساد وإساءة الأمانة، ما قد يقوده إلى السجن”. وقالت: “استخدم كل الأسلحة المتاحة لديه كي يتمكن من الحصول على الأكثرية النيابية التي تمكنه من تشكيل الحكومة، وتمنحه الحصانة من المحاكمة”، مشيرة إلى أن نتائج الانتخابات لم تعط «الليكود» بزعامة نتنياهو، وتحالف «أبيض- أزرق» بزعامة بيني غانتس الأكثرية المطلوبة/61 نائباً/ في تكرار لنتائج إبريل الماضي، وهذه النتائج تبقي «إسرائيل» في مأزق سياسي يحتاج ربما إلى معجزة للخروج منه.
ولفتت إلى ما كتبه محرر صحيفة «هاآرتس» العبرية يوسي فيطر من أن نتنياهو كان يحتاج إلى «كافة مهارات السحر والشعوذة التي يملكها من أجل إنقاذ نفسه من المحاكمة»، وأشار إلى أن نتنياهو قاد شخصياً حملة انتخابية «مع ثلة من المساعدين الموهوبين، عديمي الأخلاق والكوابح». وأوضحت أنه من أجل أن ينجو من المحاكمة، أطلق حملة قذرة ضد فلسطينيي ال 48، وحرض ضدهم لتشجيع المتطرفين اليهود على التصويت لصالحه، كما أطلق وعوداً بضم المستوطنات ومنطقة الأغوار والحي اليهودي في الخليل إلى دويلة الاحتلال، وقام بمغامرات كادت تشعل صراعاً مسلحاً على الجبهتين الجنوبية والشمالية، وفي سوريا والعراق تحت شعار حماية «أمن «إسرائيل»»، وتلقى دعماً غير محدود من الإدارة الأمريكية.
وأشارت إلى أنه رغم كل ذلك أصيب بخيبة أمل وجاءت نتيجة الانتخابات بعكس ما تشتهي سفنه، ما يعني أن مستقبله السياسي بات على المحك، بعد عشر سنوات قضاها في السلطة، وهو بذلك يخطو خطوات ثابتة نحو قفص الاتهام، لكن، هناك إمكانية للخروج من المأزق السياسي الحالي، قد تكون حكومة الوحدة الوطنية هي الحل، وذلك يقتضي موافقة تحالف «أزرق- أبيض» و«الليكود» و«إسرائيل بيتنا» بزعامة أفيغدور ليبرمان وبقية المكونات الحزبية التي حصلت على مقاعد في الانتخابات، طبعاً باستثناء القائمة العربية المشتركة التي ترفض المشاركة في أية حكومة، كما أن الأحزاب اليهودية ترفض في الأساس مشاركتها.
ونوّهت إلى أن بيني غانتس زعيم «أزرق – أبيض» لا يعارض تشكيل حكومة وحدة وطنية يتناوب على رئاستها مع الليكود، وكذلك ليبرمان يشجع على تشكيل مثل هذه الحكومة، لكن يبقى سؤال: هل يقبل نتنياهو بحكومة ليس هو رئيسها الأوحد، ويوافق على التناوب مع آخر من حزب خصم، بعد أن كان يعتبر نفسه «ملكاً» يسعى لتسجيل رقم قياسي في الحكم، وسعى لأن تتمحور الانتخابات حول شخصه. وأوضحت أن هناك سيناريو آخر وهو تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة «أبيض – أزرق» والليكود ولكن من دون نتنياهو الذي تنتظره اتهامات سوف تقوده بالتأكيد الى السجن، لأن بعض خصومه السياسيين يعتبرون وجوده في أية حكومة بمثابة عبء سياسي وأخلاقي لا يمكن تحمله.
وقالت صحيفة “الخليج” في ختام افتتاحيتها: “المهم أن نتنياهو فشل، ويقول أحمد الطيبي عضو القائمة العربية المشتركة «الانتخابات تؤكد أن عهد نتنياهو انتهى .. نحن فخورون بجماهيرنا التي صوتت لنا، وفشل نتنياهو هدية نقدمها لهم”.