تنوعّت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الثلاثاء، ما بين؛ تأكيد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اعتزاز الوطن بالشهداء الأبرار وأسرهم وذويهم، والمواقف الحازمة من الدول والمنظمات الدولية والأممية التي عبّرت عن مدى خطورة الاعتداء الإرهابي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو بالمملكة، إلى جانب التأكيد على وقوف الدولة مع السعودية الشقيقة تجاه كل ما يهدد أمنها واستقرارها.
وتحت عنوان “مواكب العز”، قالت صحيفة “الاتحاد”: “إن الإمارات تحصنت بالحكمة والبطولة، حكمة القيادة وهي تعد الوطن، بأبنائه ومقدراته من أجل مستقبل واعد وخلاّق، وبطولة الشهداء، الذين سقطوا في مواكب العزّ مستلهمين للتاريخ، ومرسخين ثوابت الحاضر، لكي يكون المستقبل أكثر أمناً واستقراراً”.
وأضافت: “شهداؤنا هم مصدر إلهام للأجيال الحاضرة والآتية ” يستمدون منه قيم الوفاء والبذل والانتماء للوطن والذود عن كرامته وحياضه”، كما قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، خلال تقديمه واجب العزاء لعوائل الشهداء الستة الذين رصدوا أعمارهم في حساب منعة الوطن”.
وتابعت: “لم يبخل شباب الإمارات، من أبناء القوات المسلحة، بالتضحية بأغلى وأعزّ ما يملكون، لكي تبقى راية بلادهم شامخة خفّاقة. ذهبوا إلى ساحات الوغى، يدافعون عن الحق والأهل وأخوة العروبة والإسلام، بصدورهم العامرة بالإيمان، وسواعدهم شديدة العزم، وعقولهم الوثّابة بما حصّلته من علم ودربة”.
وذكرت خلف مواكب هؤلاء وقف شعب الإمارات، في كل مدينة وحيّ وقرية وفريج، وقفوا جميعاً يمحضون أبناءهم الأبطال الحب والعرفان والتقدير، مجللة بصادق الصلوات والدعوات.. مضيفة نتعلم من شهدائنا الأبرار دروساً يصعب على أي كان تلقينها غيرهم. نتعلم منهم أن الأرواح غالية لكن الوطن أغلى، ونتعلم منهم أن الحفاظ على ما منحنا إياه الخالق فوق هذه الأرض، لا يكون إلا بالتضحيات الجسام.
وقالت في ختام افتتاحيتها: “لقد زفّت الإمارات شهداءها على طريق طويل، بدأه الأجداد والمؤسسون بالبذل والعطاء، وتابعت عليه قيادة غير هيّابة، يؤازرها شعب يعرف بالتجربة أن الرخاء لكي يستمر يحتاج إلى منعة متجددة”.
من ناحيتها وتحت عنوان “منارات الوطن وينابيع الكرامة”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة أكد ، عظيم اعتزاز الوطن بالشهداء الأبرار وأسرهم وذويهم، وذلك خلال تقديم سموه واجب العزاء لأسر كوكبة من أبناء الوطن الذين ارتقوا خلال القيام بواجبهم الوطني في ميادين العزة والشرف وساحات المجد والمواجهات التي عبرت عن بطولتهم ومدى إيمانهم المطلق برسالة الوطن ونبل قضاياه، حيث قال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان: ” إن أسر وذوي الشهداء مدرسة عظيمة جسدت منظومة القيم والوفاء والولاء والانتماء والبذل التي تربى عليها أبناء الوطن ..نعتز بهم .. وستبقى قصص شجاعة أبطالنا وقوة إرادة أسرهم تروى للأجيال بكل فخر”.
وأضافت أن شهداء الإمارات هم الأغيار والأخيار والأطهار الذين سطروا بتضحياتهم أروع صور الخلود في مسيرة الوطن ومجده العظيم، وكتبوا ملاحم واكتسبوا الرفعة وأورثونا جميعاً عزة وكرامة وفخراً وشرفاً نباهي به الأمم، وستبقى سيرهم العطرة وبذلهم وعطاؤهم منارات تُستقى منها العبر وتنهل منها الأجيال معاني الكرامة الوطنية في أسمى معانيها.
وأشارت إلى أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أكد مكانة الشهداء وما يمثلونه كونهم صناعاً للمجد ورجالاً للوفاء للوطن بقول سموه: ” شهداؤنا أبناء الإمارات الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن ودفاعاً عن أمنه واستقراره ومكتسباته ونصرة للحق والواجب .. سيظلون أوسمة عز وفخر خالدة تزين صدور أبناء دولة الإمارات جيلا بعد جيل”.
وقالت سيبقى الشهداء منارات تشع سيرهم معاني الخلود الوطني بحمل الرسالة في أسمى صورها، وسيبقى إرثهم العظيم من القيم شرفاً يحمله جميع أبناء الوطن ودعاة الحق وحملة القيم في كل مكان، لأنهم دائماً مع الحق والمظلوم وفداء للواجب الوطني الذي قدموا في سبيله أرواحهم، وبينوا أن هذا الوطن ينعم ببر أبنائه وإخلاصهم لمبادئه ورسالته الإنسانية والحضارية التي تعتبر الأساس في توجهاته.
وأكدت “الوطن” في ختام افتتاحيتها أن مكانة الشهداء العظيمة السامية موضع فخر الإمارات، وفي كل مكان كانوا أهلاً للمسؤولية وحملة للأمانة وأنصاراً للحق وحملة قيم الإنسانية وإغاثة المحتاج ونجدة الملهوف، فاثمر بذلهم انتصارات وبطولات وملاحم كانوا صناعها يوم ناداهم الواجب فكانوا المثال الأروع والأقدس على الإقدام والبسالة ورسخوا مكانتهم في صفحات المجد خالدين فيها بأمجادهم التي يعتز بها كل أبناء الوطن ويحملون أوسمة من الفخر والاعتزاز بكل ما قام به الشهداء وقدموه لوطنهم ورسالته وقضاياه.
من ناحية أخرى وتحت عنوان “أمن واحد لا يتجزأ”، قالت صحيفة “البيان”: “إنه منذ اللحظات الأولى التي أعلن فيها عن الهجوم الإرهابي التخريبي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو بمحافظتي بقيق وهجرة خريص، في المملكة العربية السعودية، توالت المواقف الحازمة من الدول والمنظمات الدولية والأممية التي عبّرت عن مدى خطورة هذا الاعتداء، وكان منها من طالب بضرورة الرد على هذا العمل الإرهابي الذي تشير أصابع الاتهام إلى تورط إيران فيه، باعتباره لا يستهدف أو يؤثر على المملكة العربية السعودية الشقيقة فقط، وإنما يهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها، كما يهدد الاقتصاد وإمدادات النفط وسوق الطاقة العالمية”.
وأضافت أن استهداف معملين تابعين لشركة أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص لم يكن الأول في مسلسل استهداف البنية التحتية السعودية في قطاع الطاقة، ولكنه يختلف في طبيعته وحجمه، فالحديث هنا عن صواريخ موجهة وطائرات مسيّرة، تسببت بتوقف ضخ كمية من إمدادات الخام تقدر بنحو 5 ملايين و700 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل قرابة 6 بالمئة من إمدادات الخام العالمية.
وذكرت “البيان” في ختام افتتاحيتها أن هذا الاعتداء الإرهابي على المملكة التي تلعب دوراً محورياً في تعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، يؤكد صحة المواقف الثابتة للإمارات في دعوة المجتمع الدولي في جميع المناسبات والمحافل إلى الوقوف ضد خطر الإرهاب وداعميه ومموليه في المنطقة، ولم تتوانَ في الوقوف مع المملكة الشقيقة تجاه كل ما يهدد أمنها واستقرارها، ودعمها في كل ما تتخذه من إجراءات لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، فأمن دولة الإمارات العربية المتحدة وأمن المملكة العربية السعودية واحد لا يتجزأ.
من جانبها وتحت عنوان “مصير واحد”، قالت صحيفة “الخليج”: “إن موقف دولة الإمارات من الهجوم الإرهابي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو في محافظة بقيق وهجرة خريص في المملكة العربية السعودية ليس بحاجة إلى تأكيد أو توضيح، إنه موقف واضح وضوح الشمس، لأن هذا العمل الإرهابي ليس موجهاً ضد السعودية فحسب. إنه موجه إلى الإمارات وكل دول الخليج العربي والعالم، وإلى سلامة وأمن الملاحة العالمية”.
وأضافت أنه عندما يعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، في اتصال هاتفي مع شقيقه الأمير محمد بن سلمان ولي عهد السعودية وقوف الإمارات إلى جانب المملكة تجاه كل ما يهدد أمنها واستقرارها وسلامة أهلها والمقيمين فيها، إنما يؤكد المؤكد، باعتبار أن البلدين واحد لا يتجزأ، وأن مصيرهما واحد، وأن ما يسيء أو يهدد أحدهما يسيء ويهدد الآخر.
وأكدت أنه موقف مبدئي ثابت لا يتزعزع، ولا تنال منه الأراجيف والأكاذيب، وتثبت الأدلة والوقائع بالممارسة والفعل، أن أحداً لن يستطيع النيل من هذا البنيان القائم على الثقة والصدق بما يعزز أمن وأمان البلدين ومسيرتهما الثابتة على طريق التقدم والازدهار، ودورهما المحوري في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
ولفتت إلى أن الهجمات الإرهابية التي استهدفت معملين تابعين لأرامكو، التي تباهت جماعة الحوثي بتنفيذها إنما تؤكد خطر هذه الجماعة على أمن المنطقة، باعتبارها تلعب دور مخلب القط لإيران، وتعرض إمدادات النفط والاقتصاد العالمي للخطر. وذكرت أن إيران، بسبب سياساتها المعادية للمملكة ولبقية دول المنطقة منذ عقود، ترغب في خلط الأوراق بهدف نشر الفوضى وفرض مشروعها التدميري والتخريبي في إطار النهج الذي تتبناه، المتمثل في سياسة تصدير الثورة، التي لطالما تفاخر بها قادة النظام في طهران، وهم يعملون على نشرها في كل المناطق التي تصل أيديهم إليها.
وأشارت إلى أن ردود الأفعال المستنكرة للهجمات ضد المملكة كشفت حجم الرفض الدولي لهذا العمل الإرهابي الذي يهدف إلى إشاعة الفوضى في المنطقة، خاصة في ظل التصريحات التي يدلي بها القادة الإيرانيون، والتي يؤكدون فيها تأييدهم للجماعات والميليشيات الإرهابية في عدد من البلدان العربية، كما يشير نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، الذي أكد قبل أشهر قليلة أن “إيران تدعم الحوثيين في اليمن بكل ما تستطيع”، بل ذهب إلى أكثر من ذلك بقوله إن ما يمنع إرسال قوات إيرانية إلى اليمن كما في سوريا، هو وجود قوات التحالف هناك، أي أن طهران لن تتردد في التدخل في الشأن اليمني براً وجواً متى كان الأمر ممكناً.
وقالت في ختام افتتاحيتها، إن هذا الموقف يؤكد صوابية القرار الذي اتخذته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ودول خليجية وعربية أخرى في الاستجابة لطلب الشرعية اليمنية تشكيل تحالف مهمته ليس مواجهة انقلاب جماعة الحوثي على السلطة فقط، بل مواجهة المشروع الإيراني المدمر، الذي لم يعد خافياً على أحد. لهذا إذا أراد العالم معرفة من المستفيد مما يجري في المنطقة من فوضى وتخريب، فليبحث عن إيران.
من جهتها وتحت عنوان “تهديد الاستقرار العالمي”، قالت صحيفة “الوطن”: “إن الإرهاب الذي استهدف مجمعاً لأرامكو في ” بقيق” وآخر في “خريص”، لم يكن يستهدف فقط القيام بعمل إجرامي في المملكة، بل هدفه الرئيسي التأثير على أمن الطاقة وإمداداتها العالمية، وهو ما يبين وحشية الإرهاب وأثار إدانة واستنكاراً دولين واسعين، لأن ما جرى لم يكن إلا محاولة خبيثة يدرك من قام بها أهمية المجمع المستهدف للعالم أجمع”.
وذكرت أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، أكد خلال اتصال مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد السعودي، وقوف الإمارات مع السعودية الشقيقة لحفظ أمنها واستقرارها ، ومؤكداً استنكار الإمارات للهجوم الإرهابي التخريبي الذي استهدف معملين تابعين لشركة أرامكو مؤكداً سموه أن أمن الدولتين الشقيقتين واحد لا يتجزأ.
وأكدت أن ما جرى يستدعي موقفاً دولياً حاسماً ورداً يضع حداً لهذه المحاولات الآثمة التي يدرك العالم أجمع الجهة التي تقف خلفها وتقوم بارتكابها كونها تعاني أوضاعاً مزرية ليس بسبب العقوبات فقط، بل بسياستها التي تقوم على العداء والعنصرية وافتعال الأزمات والحروب تارة بشكل مباشر عبر أذرعها وثانية عبر وكلائها.
وأضافت أنه لا يمكن للعالم أجمع أن يسمح ببقاء أي شكل من أشكال الإرهاب، حيث إن هذا الوباء المستشري تهديد لجميع دول العالم، وإن لم يكن بشكل مباشر فهو يستهدف أمنها واستقرارها وإمداداتها، وفي الهجوم الشنيع على المجمعين في المملكة العربية السعودية، فإن الإمدادات العالمية برمتها من النفط يمكن أن تتأثر مع كل ما يسببه ذلك من انعكاسات، وبالتالي لا بد من توحيد كل الجهود ورص الصفوف ورفع التنسيق لأعلى درجة ممكنة للتعامل الأمثل مع هذا الوحش الذي لا يجوز إلا أن يتم القضاء عليه ومحاسبة كل من يقف خلفه لأن أمن وسلامة واستقرار أي دولة أو المجتمع الدولي برمته خط أحمر لا يجوز التهاون عن التعامل مع كل تحديات سلامتها.
وقالت إن اجتثاث الإرهاب وتجفيف منابع تمويله هدف للبشرية جمعاء، والقضاء عليه هدف سام ونبيل ينعكس خيراً على الجميع، ولاشك أن الموقف العالمي الذي سارع لإدانة استهداف مجمعين لـ” أرامكو” يدرك تماماً خطورة الهجوم و الشر الذي يعمل عليه من يدعمون الإرهاب ويعولون عليه لتحقيق أهدافهم ومآربهم.
واختتمت صحيفة “الوطن” افتتاحيتها بالقول: “إن المملكة العربية السعودية قادرة على حماية أمنها ومواجهة التحديات، وأمنها واستقرارها أساسي للمنطقة والعالم برمته، وبالتالي فإن من قام بهذا الهجوم يدرك تماماً أنه يريد لفعله المشين أن يكون له نتائج على الساحة الدولية برمتها وهو ما يستوجب التعامل بالطريقة المناسبة مع كل بؤر الشر في العالم”.