استقبلت إمارة دبي خلال عام 2019، حوالي 16.73 مليون زائر لليلة واحدة من مختلف أنحاء العالم بزيادة قدرها 5.1% مقارنةً بالعام 2018 مع زيادة كبيرة من الأسواق الرئيسية.
وشهد العالم الانطلاقة الأولى لرحلة طيران الإمارات في عام 1985 على مدرج رملي مضغوط، إلا أن الثقة العالية التي لا تلين، والعزيمة القوية، والرؤية الطموحة للقيادة الرشيدة كانت واضحة للمجتمع الدولي الذي تابع منذ ذلك التاريخ التطور الهائل الذي شهدته دبي على مدار السنوات الماضية والتي تمكنت خلالها من تعزيز مكانتها على الخارطة العالمية في السياحة والتجارة والأعمال.
ونجحت دبي في تحقيق الكثير من الإنجازات على الصعيد السياحي، حيث حلت في عام 2019 بالمركز الرابع كأكثر الوجهات العالمية استقطاباً للزوّار، بحسب مؤشر ماستر كارد للمدن العالمية المقصودة مع استقبالها لحوالي 16,73مليون زائر من أكثر من 233 دولة حول العالم.
وتخطّى قطاع السياحة في دبي معدّلات النمو العالمي، ويرجع السبب في ذلك إلى النموذج الفريد الذي تمتاز به دبي عن غيرها من سائر المدن العالمية الأخرى، حيث تتكاثف الجهود لتقديم الأفضل دائماً، إلى جانب التنسيق والتكامل بين مختلف الجهات من القطاعين العام والخاص، سواء في تبسيط الإجراءات التنظيمية للترحيب بالزوار، أو في تطوير البنية التحتية والنهضة العمرانية، أو تطوير المشاريع الحضرية والسياحية، والأهم من ذلك، ثقافة خدمة “نهج دبي”، التي تجسد روح المدينة المضيافة التي ترحب بزوارها من شتى أنحاء العالم.
وانطلاقاً من رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في ترسيخ مكانة دبي كأكثر وجهة زيارة في العالم، تواصل “دبي للسياحة سعيها لتحقيق هذا الهدف، وتعزيز مساهمة قطاع السياحة في اقتصاد دبي.
ومع نهاية عام 2019، ساهم قطاع السياحة بنسبة 11،5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي وبحسب تقرير المدن 2019 لمجلس السياحة والسفر العالمي تم تصنيف قطاع السياحة في دبي بين أقوى 10 قطاعات اقتصادية، ولاشك أن الأحداث التي شهدها العالم خلال النصف الأول من العام الجاري مع انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، كان له تأثير واضح على كافة القطاعات في جميع أنحاء العالم.
ومع نهاية عام 2019، بدأ قطاع السياحة والسفر يتأثر بتداعيات الجائحة الصحية، ليشهد خلالها أحد أسوأ الاضطرابات على الإطلاق منذ زمن طويل، وساهمت هذه الظروف بإعادة التفكير والنظر بمستقبل السياحة العالمية لاسيما في ظل حالة عدم اليقين السائدة في سرعة وسهولة وسلامة مختلف الوجهات.
ونجحت دبي في مواجهة العديد من التحديات في السنوات الماضية، فقد ارتقت “دبي للسياحة” من الصورة النمطية للسفر إلى مواكبة التطور التكنولوجي وتوفير حلول ذكية للمسافرين، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي التي تستهدف جيل الألفية. ومع توفر الكثير من الفرص والإمكانيات الجديدة، يعتبر هذا الوقت الأنسب لتنبي أسلوب تفكير مختلف ولتعزيز التعاون من أجل الوصول إلى حلول مشتركة ناجحة، ومازال لدينا فرصة إعادة التفكير بالقطاع ووضع تصوّر جديد له وصياغته بطريقة مغايرة لم يسبق لها مثيل، وكذلك كيفية الاستجابة والتطوّر والابتكار وهو ما سيضعنا على الطريق الصحيح لتحقيق الريادة للقطاع ووضعه على المسار الطبيعي الجديد لضمان مستقبل واعد للسياحة العالمية.
في الوقت الذي نتطلع فيه إلى المرحلة المقبلة، فإن أولويتنا الأولى هي المحافظة على صحّة وسلامة السكان والزوار الدوليين، فقد أشاد العالم بالإدارة الفعّالة للمدينة، ونجاح حكومة الإمارات في التعامل مع أزمة كورونا حتى الآن. وهذا دليل على العناية والدقة في الإجراءات الوقائية والبروتوكولات المستقبلية لضمان صحة وسلامة كافة المسافرين لدبي. وبالمثل، تعتبر الاستدامة سواء للاقتصاد أو السياحة من الأمور الأساسية لضمان قدرة القطاع على استعادة زخمه وزيادة مساهمته في إجمالي الناتج المحلي لاقتصاد دبي، حيث كانت الاستجابة لواقع السوق المتغير مميزة، مع تحفيز الأعمال والنشاط التجاري خلال هذه الفترة التي شهدت حظرا وإغلاقات ما ساهم في استئناف وعودة الأعمال بسلاسة مرة أخرى.
وبناءً على أولويتنا الإستراتيجية لضمان استدامة المشاريع والأعمال مع إعادة فتح القطاع بسرعة متى أمكن ذلك في مختلف أنشطته بما فيها الضيافة، ومناطق الجذب المتنوعة، ومنافذ البيع بالتجزئة، والمطاعم وكذلك سائر الأنشطة الأخرى التي تعتبر مقوّمات أساسية لدبي، فإنّنا نواصل اتباع مرونة عالية في التعامل مع المعطيات بهدف تحفيز النمو. لقد كانت المنظومة الواسعة للاستعداد لعودة قطاع السياحة دليلاً على التضامن والالتزام من قبل جميع الشركاء في القطاعين العام والخاص، فضلاً عن شبكة علاقاتنا الدولية، والتي سيبقى لها دور فعّال في مساعدة دبي على جذب ملايين الزوّار من مختلف أنحاء العالم.
إن التقرير السنوي لزوار دبي 2019 يسلط الضوء على مكانة دبي كرابع وجهة عالمية أكثر زيارة في العالم وأعداد الزوار الدوليين غير المسبوقة بالإضافة إلى تطورات عام 2020 وتأثيرها على سلوكيات السفر والتوقعات المستقبلية. ومع ذلك، وبقدر ما قد تتغير الأمور على المدى القصير، فإننا نعتقد أن الأساسيات التي تتعلق باحتياجات الناس للسفر، وكذلك رغبتهم بخوض تجارب جديدة، بالإضافة إلى الاحتفاظ بذكريات رائعة تبقى ثابتة ولا تتغير. وما نحث القارئ على تمييزه من هذا التقرير النقاط الأساسية التي يمكن أن نتعلم منها وتكون بمثابة الأساس الذي نبني عليه ونحن نتطلع لتسريع وتيرة النمو خلال عام 2021 فما بعده.
وكما هو الحال دائما، فإننا ندرك أنّ تلك النتائج لم تكن لتتحقق لولا التعاون المثمر والتنسيق المستمر مع شركائنا في القطاعين العام والخاص، فكل الشكر والتقدير لهم على جهودهم المتواصلة، ونحن نعمل سوياً من أجل الترحيب بضيوفنا من مختلف أنحاء العالم مرّة أخرى في دبي.