أشاد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بـ”شركة ستراتا للتصنيع”، وصفها بأنها مشروع رائد في صناعة الطيران، وأحد الإنجازات الصناعية الوطنية الذي اكتسب ثقة عالمية، وأثبت قدرته التنافسية في الصناعات المتقدمة.

وأضاف سموه خلال زيارته مقر “ستراتا للتصنيع” في مدينة العين، أمس، إن صناعة الطيران في دولة الإمارات شهدت تطوراً كبيراً، وأصبحت من محركات النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، مشدداً سموه على أن الكفاءات الوطنية هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها تنمية بلادنا ومسيرة تقدمها في الحاضر والمستقبل.

مركز عالمي

وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، تعمل على تعزيز موقعها مركزاً إقليمياً وعالمياً لصناعة الطيران، مشيراً سموه إلى أن “شركة ستراتا للتصنيع” بمشروعاتها وشراكاتها والرؤى التنموية التي تحكم عملها، عنصر أساسي ضمن هذه الاستراتيجية وهذا الطموح.

وتابع سموه خلال زيارته مقر “ستراتا للتصنيع” في مدينة العين، إن مواصلة “ستراتا” وغيرها من الشركات والمؤسسات الإماراتية عملها بهذا النشاط الإنتاجي في ظل هذه الظروف، يؤكد قدرة الدولة على الاستمرار في تنفيذ خططها واستراتيجياتها لتحقيق طموحاتها، وأن التحديات مهما كانت طبيعتها لن توقف مسيرتها أو تعيق تقدمها.

محرك للنمو

وشدد سموه، أن صناعة الطيران في دولة الإمارات شهدت تطوراً كبيراً، وأصبحت من محركات النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، لافتاً سموه إلى أن “ستراتا” في قلب هذه الصناعة، حيث إن شراكاتها مع كبريات الشركات العالمية في قطاع صناعة الطيران تؤكد الثقة الكبيرة فيها وفي جودة منتجاتها، وتسهم في توطين التكنولوجيا في الدولة، والاستفادة من الخبرات العالمية في هذا المجال، لتعزيز الصناعة الوطنية التي تسهم في تطور الاقتصاد ونموه، وتمكن مؤسساتنا الصناعية من المنافسة على المستوى العالمي في أدق الصناعات وأكثرها تقدماً.

وأضاف سموه، إن ذلك أمر يبعث على الفخر، وتم تحقيقه بالمثابرة والتخطيط، والعمل الجاد، مشدداً سموه على أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من التطوير في الصناعات المتقدمة.

نسبة التوطين

وأكد سموه، على سعادته بلقاء بناته وأبنائه المواطنين، والتعرف عن قرب على سير عملهم في هذه الشركة التي تُعد مصدر فخر للصناعات الوطنية، واعتزاز كل إماراتي وإماراتية.

وتابع سموه، أن الكفاءات الوطنية هي الركيزة الأساسية التي تقوم عليها تنمية بلادنا ومسيرة تقدمها في الحاضر والمستقبل.

كما أعرب سموه عن فخره وسروره بشكل خاص ببنات الإمارات ودورهن المتميز في هذه الشركة. وقال سموه: “عندما تستحوذ الإماراتيات على أكثر من 86% من نسبة الإماراتيين ضمن القوى العاملة في (ستراتا)، في ما تصل نسبة التوطين إلى 58% من إجمالي العاملين في (ستراتا)، فإن هذا يبعث على الفخر والسرور”.

وكتب سموه، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، قائلاً: “التقيت أبنائي العاملين في شركة ستراتا، المشروع الرائد في صناعة الطيران وأحد إنجازاتنا الصناعية الوطنية الذي اكتسب الثقة العالمية، وأثبت قدرته التنافسية في الصناعات المتقدمة”.

وشدد سموه، أن خطط الاستثمار في المجال الصناعي في صلب رؤية الإمارات المستقبلية.

جولة “ستراتا”

وقام سموه بجولة في مرافق “ستراتا”، إذ اطلع على منتجات الشركة من أجزاء هياكل الطائرات التي تصنعها الشركة لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية مثل “بوينغ” و”إيرباص”، ومجموعة تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والابتكارات التي توظفها الشركة في عمليات التصنيع، إضافة إلى خط إنتاج “كمامات N95” الذي دشنته الشركة أخيراً.

واستهل سموه جولته بالاستماع إلى عرض تناول مسيرة الشركة منذ تأسيسها عام 2009، مروراً باكتمال العمل في بناء مرافقها الصناعية، وانتهاءً بمشروع توسعتها الجديدة “ستراتا بلس” الذي دشنته في يوليو من العام الماضي، لتتمكن من تلبية متطلبات خط تجميع المثبتات العمودية لطائرة “بوينغ 787 دريملاينر” ضمن مرافقها في «مجمع نبراس العين للطيران».

قدرات تصنيعية

وشاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، أجزاء هياكل الطائرات التي توردها «ستراتا» لكبريات شركات صناعة الطائرات العالمية، وذلك وفق القدرات الصناعية التي استطاعت الشركة تطويرها خلال فترة قياسية منذ تأسيسها.

كما أطلع سموه، على أجزاء هياكل الطائرات التي تصنعها الشركة، ويتم تركيبها على أجنحة الطائرات بما في ذلك أجزاء تخفيف الرفع لطائرات “إيرباص A330″، وجنيحات طائرات “إيرباص A330″، والرفارف الداخلية لأجنحة طائرات “إيرباص A350-900”.كما تعرف سموه على برنامج صناعة بطن طائرة رجال الأعمال لشركة “بيلاتوس”، وخط إنتاج المثبتات العمودية لطائرة “بوينغ 787 دريملاينر”.

تقنيات وابتكارات

وشاهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، مجموعة من تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، والابتكارات التي وظفتها «ستراتا» في عملية التصنيع، بماw في ذلك روبوت الثقب الآلي وتركيب لوحة الصواميل المستخدمة في تجميع الهياكل المعقدة لبرنامج الرفارف الداخلية لأجنحة طائرات «إيرباص A350-900»، إضافة إلى روبوت مبتكر يستخدم لضمان الجودة ومراقبة الإنتاج في حال تعذر وجود المشرفين في مرافق الشركة، والذي استخدمته «ستراتا» خلال فترة التعامل مع وباء «كورونا».

مصنع مشترك

كما تعرف سموه، على نموذج مصغر لمصنع “ستراتا سولفي للمواد المتقدمة”، وهو مشروع مشترك مع شركة “سولفي” البلجيكية المختصة في تصنيع المواد المركبة والكيماويات، ويمثل نقلة نوعية في إطار جهود “ستراتا” لتنويع منتجاتها، إذ ستصبح المورد الأول للمواد المركبة المتقدمة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والمورد الرابع لهذه المواد على المستوى العالمي.

كمامات N95

وأطلع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، على خط إنتاج كمامات N95 في مصنع “ستراتا”، والذي دشنته الشركة بالتعاون مع شركة “هانيويل” العالمية. ويعد خط الإنتاج الجديد، الذي بدأ بتصنيع الكمامات بطاقة إنتاجية سنوية تصل إلى 30 مليون كمامة، أول خط إنتاج لكمامات N95 في منطقة الخليج العربي. كما اطلع سموه على مجموعة المنتجات الوقائية التي بدأت “ستراتا” بتوريدها للمساهمة في الحد من انتشار فيروس «كورونا».

واختتم سموه زيارته إلى “ستراتا” بالاطلاع على الأجهزة المتطورة المستخدمة في «الغرفة النظيفة» بالمصنع، إضافة إلى أول درّاجة هوائية رياضية مصنعة في الإمارات باستخدام المواد المركبة بالتعاون بين “ستراتا” وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا.

وفي السياق ذاته، أضاف رئيس جهاز الشؤون التنفيذية الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في شركة مبادلة للاستثمار، خلدون خليفة المبارك، إن “ستراتا” اكتسبت مكانتها مزوداً من الفئة الأولى لأبرز شركات الطيران في العالم، بفضل كفاءة وخبرة فريقها العامل من الإماراتيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى، كما تستمد تميزها من فريق عملها الطموح، وشراكاتها القوية، والتزامها الراسخ بالتفوق.

وتابع، أن “ستراتا” أصبحت مفخرة وطنية بعد نجاحها في إنشاء خط تصنيع لإنتاج كمامات N95، ما مكّن دولة الإمارات من أن تصبح دولة مصدرة لأطقم الوقاية الشخصية.