أصبحت مدينة لوبوري التايلاندية تعج بآلاف القردة الطليقة والتي يبدو أنها استغلت أزمة كورونا حتى لم تعد تحت السيطرة.
وبحسب euronews أصبحت هذه القردة تشكل مصدر هلع للسكان، فتقول كولجيرا المضطرة إلى وضع سياج في الباحة الخلفية لمنزلها “نعيش في قفص والقردة في الخارج”، وتضيف قبل أن تعود إلى متجرها في وسط لوبوري عاصمة الخمير السابقة على بعد 150 كيلومترا شمال بانكوك: “البراز منتشر في كل الشوارع والرائحة كريهة خصوصا عندما تمطر”.
ويضع تاويساك، وهو صاحب متجر آخر نموراً وتماسيح قماشية في محاولة لإخافة القردة مستخدما العصي أحياناً لطردها من محله.
كانت هذه القردة تشكل نقطة جذب للسياح الذين كانوا يأتون خصيصاً لهذه المدينة لالتقاط الصور معها وتقديم الطعام، أما الآن مع غياب السياح بسبب تفشي كوفيد ،19 أصبحت هذه القردة جائعة، وانتشرت لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مشاهد تظهر “عصابات” تضم المئات منها.
هذا ما دفع السلطات إلى إطلاق حملة تعقيم خلال الأسبوع الحالي هي الأولى على هذا النطاق الواسع منذ ثلاث سنوات، الهدف منها تعقيم 500 قرد من ذكور وإناث للجم تكاثرها.
ويتم جذب القردة من خلال طعام يوضع في أقفاص كبيرة ويعمد إلى تخديرها وتنقل إلى عيادة بيطرية هي توسم بحسب جنسها و”العصابة” التي تنتمي إليها، وتخضع للعملية الجراحية بعد سلسلة من الفحوصات.
يوضح نارونغبورن دودويم مدير دائرة المتنزهات والحياة البرية في لوبوري أنه في الـ 20 يونيو-حزيران كان اليوم الأول لحملة التعقيم “ألقينا القبض على مائة منها لكننا لم نجر عمليات على نصفها”، ويضيف: “فبعضها كان قد خضع للتعقيم سابقا وبعض الإناث كانت في مرحلة إرضاع فيما ثمة قردة لا تزال فتية جدا”.
وتتم دراسة حل آخر دائم يقوم على التخلص من هذه الحيوانات من خلال جمعها في محمية تبنى خارج المدينة، وفي انتظار ذلك، يستمر سكان لوبوري بالتكيف مع وجودها، ولتجنب أن يتفاقم الوضع أكثر، يقدم لها أصحاب متاجر الطعام بأنفسهم وهو يشمل الطعام غير الصحي والسكاكر.
ويقول براموت كيتامباي الذي يعمل في وسط المدينة “اعتادت هذه القردة على أكل كل شيء مثل البشر وهذا ليس بجيد لصحتها”. ويضيف “كلما أكلت كلما زادت طاقتها وقدرتها على الانجاب” منددا بهذه الحلقة المفرغة.
ورغم كونها مصدر إزعاج لا يعتبر تاويساك أنه ينبغي التخلص من هذه الحيوانات لأنها مهمة جدا لاقتصاد المدينة، ويساءل “ما عسى لوبوري تكون من دون هذه القردة؟ فهي تجذب السياح وفي حال غادرت جميعها سأشعر ببعض الوحدة”
والجدير بالذكر أن هذه الحيوانات طردت من موطنها الطبيعي، ولجأت في مرحلة أولى إلى محيط معبد في قلب المدينة. لكن على مر السنين راحت تغزو الشوارع المجاورة وتحتل مباني وترغم بعض المتاجر على الإغلاق نهائيا. وقد حولت القردة دور السينما السابقة في المدينة إلى مقبرة حيث تنقل إليها جيف الحيوانات النافقة وتسهر عليها.
وتشكل هذه القردة نقطة الجذب السياحية الأولى في لوبوري، وكان أبناء المدينة يغضون الطرف عنها لأنها تشكل مصدر إيرادات لا يستهان به.
وتضاعف عدد القردة في غضون ثلاث سنوات وبات ستة آلاف قرد ماكاك يعيشون اليوم إلى جانب السكان البالغ عددهم 27 ألفا.