كشفت دراسة أن عقار الميتفورمين المستخدم لعلاج مرضى السكري البدناء يوفر الحماية للنساء من خطر الوفاة بكوفيد 19بحسب ما نشرت الديلي ميل.
من المعروف أن الميتفورمين يوصف لمواجهة الإفراط في إنتاج السكر، من قبل الكبد ولتحسين استجابة الجسم للأنسولين إلا أن باحثين من جامعة أجروا دراسة على أكثر من 15000 شخص – وهي واحدة من أكبر الدراسات في العالم حتى الآن – أن العقار قلل من خطر وفاة النساء بسبب فيروس كورونا بنسبة تصل إلى 24%، ولكن لا يبدو أنه يمنح الحماية نفسها لدى الرجال.
وتشمل عوامل الخطر الرئيسية للوفاة بسبب فيروس كورونا: العمر والعرق والحالات المزمنة. وأصبح من الواضح بشكل متزايد أنه من بين الحالات المزمنة، تكون السمنة ومرض السكري على رأس قائمة عوامل الخطر. والأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن، أو مرضى السكري، لديهم مستويات أعلى من المعاناة من الالتهابات.
لذا، فإن الأخيرين قبل أن يصابوا بفيروس كورونا، معرضون بشكل كبير لخطر الإصابة بمرض شديد أو الموت من العدوى.
وفي حالة عدم وجود علاج مصمم خصيصا لمواجهة فيروس كورونا، أو لقاح للوقاية من العدوى، اختبر العلماء العديد من الأدوية الحالية، بما في ذلك الأدوية المضادة للفيروسات التي قد تتداخل مع قدرة فيروس كورونا على صنع نسخ من نفسه، وكذلك أدوية مكافحة الالتهاب.
ويعد الميتفورمين رابع أكثر الأدوية الموصوفة شيوعاً في الولايات المتحدة، وفقاً لمايو كلينيك. وعادة ما يكون الخط الأول من العلاج للأشخاص الذين تم تشخيصهم بمرض السكري النوع 2، بما في ذلك زهاء 30 مليون أمريكي.
ويساعد الميتفورمين على التحكم في مستويات السكر في الدم، وبالتالي مستويات الالتهاب.
وفي الدارسة، شارك 15380 فردا نقلوا إلى المستشفى مصابين بفيروس كورونا. ومن بينهم، شُخّص 6256 مصابا بداء السكري أو السمنة. ومن بين مرضى السكري أو البدناء، تناول 2333 مريضا، وصفات الميتفورمين.
وتوفي نحو 19% من جميع مرضى السمنة أو السكري، وأولئك الذين دخلوا المستشفى بسبب فيروس كورونا.
وفي المجموع، كان من يتناولون الميتفورمين أقل عرضة بنسبة 16% للموت بسبب كورونا. وتبين أن النساء اللواتي يستخدمن الميتفورمين، أقل عرضة للوفاة بنسبة 21 إلى 24% بسبب العدوى – وهو انخفاض مهم إحصائيا في المخاطر.
وليس من الواضح تماما لماذا تشهد النساء مثل هذه الفوائد، ولكن الرجال لم يشهدوها.
ومع ذلك، فإنه بالكاد يكون أول اختلاف جنسي تم الإبلاغ عنه في شدة “كوفيد-19”.
وفي جميع المجالات، يكون الرجال أكثر عرضة للإصابة بمرض شديد أو الموت بسبب المرض، على الرغم من أن التفاوت الدقيق يختلف من دراسة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى.
وفي البداية، اعتقد الباحثون أنه قد يكون بسبب ارتفاع معدلات التدخين بين الرجال – خاصة في الصين، قبل أن يصل فيروس كورونا إلى نطاق الجائحة.
وتشير بعض الأبحاث إلى أن الاختلاف قد يكون وراثيا، مع الإشارة إلى موقع الجين الذي يحتوي على تعليمات للمستقبل، الذي يدخل من خلاله الفيروس الخلايا البشرية، على الكروموسوم X.
ونظرا لأن لدى النساء 2 كروموسوم X ، فإن نسخة جيدة من الجين ACE2 يمكن أن تعوض عواقب التباين “السيئ” الذي يسهل دخول الفيروس.
وبالمقارنة بين الرجال والنساء المصابين بالسكري أو السمنة، لاحظ باحثو جامعة مينيسوتا أن الرجال يميلون إلى مستويات أعلى من الالتهاب في الأعمار المبكرة، ما قد يقلل من فوائد الميتفورمين. كما يشتبهون في أن الاختلاف في كيفية عمل الميتفورمين لدى الأشخاص من جنسين مختلفين، مرتبط بمستقبل آخر معني بحساسية الفيروس.
وهناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لمعرفة مدى فائدة الميتفورمين لدى النساء، أو إذا كان يمكن أن يساعد الرجال المصابين بفيروس كورونا، إذا تم إعطاؤه بجرعات مختلفة.