ركّزت افتتاحيات صحف الإمارات المحلية، الصادرة صباح الإثنين، على البيان المشترك الذي أصدرته أمس السعودية والإمارات بشأن استمرار دعمهما للحكومة الشرعية اليمنية في دحر ميليشيا الحوثي الانقلابية وهزيمة مشروع حليفها الإيراني، لافتة إلى البيان الذي أصدرته المملكة بشأن الأزمة القطرية.
فتحت عنوان “حكمة تقطع ألسنة الفتنة”، قالت صحيفة “الخليج”: “إن السعودية والإمارات قطعتا بالبيان المشترك الذي صدر أمس بشأن اليمن ألسنة الفتنة، وأكدتا مجدداً وحدة الموقف والمصير في مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالمنطقة، مشددتين على استمرار دعمهما الموصول للحكومة الشرعية اليمنية في جهودها الرامية للمحافظة على مقومات الدولة ودحر ميليشيا الحوثي الانقلابية وهزيمة مشروع حليفها الإيراني”.
وأشارت إلى أن البيان الجديد يأتي استكمالاً لما عبَّر عنه البلدان الشقيقان في 26 أغسطس الماضي عقب الأحداث التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن، ويترجم ما تتحلى به السعودية والإمارات من حكمة ومسؤولية سامية تجاه اليمن الشقيق، وما تقومان به من جهود جبَّارة لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة كل مهددات وحدة البلاد.
وأضافت أنه كان فرصة لتأكيد العزم على استمرار البلدين في تقديم المساعدات الإنسانية في المحافظات المحررة، وهو دليل آخر على أن الهدف الأكبر يظل مساعدة اليمن الشقيق على تجاوز هذا الظرف الصعب، وذلك لن يتم إلا بوحدة الصف والتركيز على محاربة الانقلاب الحوثي الذي ظن أن الخلافات التي عصفت بالمحافظات الجنوبية ستصب في صالحه وتعزز من انتشار مشروعه الدخيل. ولكن النتيجة ليست كذلك حتماً، وربما تكون الفتنة المؤقتة هي بداية النهاية للانقلاب الحوثي والخطوة الأنجع لاستعادة اليمن إلى حاضنته الطبيعية بعيداً عن الفتن الطائفية والسياسية، لينعم شعبه الأصيل بحقوقه المشروعة في العيش الكريم بدعم من أشقائه في السعودية والإمارات.
وشددت على أن تغليب مصلحة الشعب اليمني وتنزيهها عن الخلافات الهامشية، هما المهمة الأساسية في الوقت الحاضر، لا سيما أن الحوار اليمني المرجوّ في جدة بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي سيمكن من تحقيق نتائج طيبة، في ظل حرص التحالف على هذا الحوار، بتوفير أسباب نجاحه، ومنها التزام اللجنة المشتركة من السعودية والإمارات بتثبيت وقف الأعمال والأنشطة العسكرية والحد من التصعيد الإعلامي بين الأطراف كافة. ولا يغيب عن أحد، أن توحيد الموقف اليمني وتطابقه مع جهود التحالف، يعززان مساعي السلام والاستقرار ويمثلان خير داعم لجهود السعودية والإمارات لانتصار المشروع العربي في اليمن، وإنهاء التغوُّل الطائفي الذي ينفذه الحوثيون، واجتثاث التنظيمات الإرهابية التي تحاول التغلغل في البلاد مستغلة عوامل الفرقة والفوضى.
وقالت “الخليج” في ختام افتتاحيتها: “إن البيان الجديد للتحالف حمل رداً مفحماً على كل المشككين والسابحين في الأوهام المريضة. لقد أثبت التحالف العربي أنه متماسك، وأكدت السعودية والإمارات أن علاقاتهما الاستراتيجية بكل أبعادها السياسية والتاريخية والإنسانية والثقافية والأمنية أصولها ثابتة وراسخة ولن يطالها شيء، ومرة أخرى، يحبط التحالف المحاولات المشبوهة لضرب التكامل بين الشريكين الكبيرين، السعودية والإمارات، بعدما سعت أطراف عدة، حوثية وإخوانية وقطرية، إلى نشر الشائعات المغرضة والمزاعم الباطلة. وحتماً سترتد كل تلك الأساليب الشيطانية على مطلقيها، ويبقى التحالف بين السعودية والإمارات خير نصير لليمن، وأفضل من يسهر على ضمان الأمن القومي العربي في وجه أعدائه”.
من ناحيتها وتحت عنوان “لا للفرقة”، شددت صحيفة “الاتحاد” على ضرورة تكاتف اليمنيين لدحر ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية في اليمن، مشيرة إلى أن رسالة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة في هذا الصدد واضحة، والرؤية واحدة في تذليل كل العراقيل التي تحول دون تحقيق هذا الهدف.
وأضافت أنه مع استجابة الحكومة الشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي لدعوة المملكة إلى الحوار في جدة، تبدو الأمور أكثر إيجابية في تحرك الطرفين نحو إزالة كل السلبيات التي رافقت أحداث عدن وأبين وشبوة، لافتة إلى أن الخوف يكمن في محاولة قيام أطراف معروفة مثل حزب ” الإصلاح ” الإخواني بعرقلة جهود التهدئة وفرص الحوار من خلال عدم الالتزام على الأرض، وهو ما حدث خلال الساعات الماضية من خلال التحشيد العسكري في شبوة ومواصلة التحريض ضد “الانتقالي”.
وقالت إن البيان السعودي الإماراتي كان حازماً في التأكيد على وقف أي نشاطات عسكرية تهدد وقف إطلاق النار وأي أعمال أخرى تقلق السكينة العامة، إضافة إلى وقف التصعيد الإعلامي الذي يذكي الفتنة ويؤجج الخلاف. وأكدت الصحيفة في ختام افتتاحيتها أن نجاح حوار جدة يحتاج تحديد المعرقلين أولاً، ونبذهم بشكل مباشر، وإعادة توحيد جهود جميع اليمنيين على قاعدة دحر الانقلابيين الحوثيين وهزيمة المشروع الإيراني لشق الصفوف، وإكمال عمليات ضرب التنظيمات الإرهابية في أنحاء اليمن.
من جهتها وتحت عنوان “الحصن الشامخ”، قالت صحيفة “الوطن”: “يدرك كل حريص على اليمن، ومن يثق بالدور التاريخي الرائد للمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة في دعم الشعب اليمني، أن الالتزام راسخ لا يمكن إلا أن يكون بما يدعم الأشقاء والتوجهات الثابتة للبلدين الشقيقين، وخلال الأحداث الأخيرة التي شهدتها عدد من مدن الجنوب اليمني، سارعت كل من السعودية والإمارات، إلى تأكيد ضرورة الحوار والاحتكام إلى لغة العقل والحكمة وحل الخلافات بالطرق السلمية، وتجنب العنف والصدامات المسلحة وعدم الزج بالقوات العسكرية في أي معركة بعيدة عن تحقيق الهدف الأساسي المتمثل بإحباط المخطط الانقلابي وتحرير اليمن وهزيمة المشروع الإيراني التوسعي بشكل تام”.
وذكرت أنه على الجانب الآخر، فإن من لا يريدون خيراً لليمن وشعبه استغلوا الاضطرابات الأخيرة في مدن الجنوب بأسوأ طريقة ممكنة، حيث كشفوا في مناسبة جديدة عن حقيقة ما يعتمر قلوبهم من أحقاد ونوايا تجاه اليمن، وما يتوهمونه ويحلمون به، فعملوا على نشر الشائعات وترويج الأكاذيب والقصص الخيالية، في الوقت الذي كانت فيه كل من السعودية والإمارات تؤكدان مواقفهما الثابتة والراسخة والتزامهما بالتحالف العربي لتحقيق جميع الأهداف المعلنة، وخاصة دعم الشعب اليمني وأمنه وسلامته واستقراره وتعزيز الاستجابة الإنسانية للأشقاء لتجاوز الظروف الصعبة التي سببها الانقلاب الغاشم والارتهان للأجندات الغريبة العابثة التي تقوم على التوسع والتمدد.
وأضافت أنه لا يمكن لأحد أن يتجاهل تاريخ العلاقات السعودية – الإماراتية على الصعد كافة والإيمان بوحدة المسار والمصير والتطابق التام في كل المواقف الإقليمية والدولية، وهو ما جعل من تلك العلاقة حصناً منيعاً عصياً على الاختراق تتحطم عليه الكثير من النوايا والمآرب.
وأوضحت أن البيان المشترك أكد في مناسبة جديدة اعتماد الحوار بين الأطراف اليمنية كخيار وحيد للحل لإنجاز التفاهم المطلوب الذي يقوم قبل كل شيء على الوقف التام لإطلاق النار والحوار ضمن أجواء لا تجعل للفرقة أو الانقسام طريقاً وعدم القيام بأي فعل يمكن أن يسبب توتراً أو تأثيراً على المفاوضات بما فيها المواقف الإعلامية وذلك لإغلاق باب الفتنة والتصرف بروح المسؤولية الوطنية التامة كما يفترض عبر تغليب المصلحة العليا للشعب اليمني وعدم تحريف البوصلة عن وجهتها والتي تتمثل بهزيمة المخطط الانقلابي الإيراني وأدواته وتحقيق كامل الأهداف التي يسعى الشعب اليمني لها بدعم أشقائه في دول التحالف منذ سنوات.
وقالت “الوطن” في ختام افتتاحيتها: “العالم أجمع يثق بقدرة الإمارات والسعودية على تحقيق كل ما فيه خير الأشقاء، وذلك انطلاقاً من مسؤوليتهما المشتركة وحكمتهما المعروفة في التعامل مع جميع التهديدات، أو ما يواجههم من تحديات مصيرية بروح المسؤولية وما يقتضيه ذلك من حزم وحسم”.
من جانب آخر وتحت عنوان “مقاطعة قطر حق سيادي”، قالت صحيفة “البيان”: “إن البيان الذي أصدرته المملكة العربية السعودية أمس حول الأزمة القطرية يرد بوضوح على كل مزاعم الدوحة وادعاءاتها وحملاتها الإعلامية المسعورة ضد المملكة وضد دول المقاطعة الأربع، ويؤكد البيان أنّ قرار قطع العلاقات مع “قطر” جاء انطلاقاً من ممارسة المملكة لحقوقها السيادية التي كفلها القانون الدولي وحماية لأمنها الوطني من مخاطر الإرهاب والتطرف”.
وأوضحت أن هذا القرار بالقطع لم يأتِ من فراغ، بل اتخذته المملكة نتيجة الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات في الدوحة سرًاً وعلناً منذ عام 1995م، والتحريض للخروج ضد جيرانها والتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، واحتضان جماعات إرهابية، ومنها جماعة “الإخوان الإسلامية” و” داعش ” و” القاعدة” والترويج لأدبيات ومخططات هذه الجماعات عبر وسائل الإعلام القطرية بشكل دائم.
وذكرت أن المملكة قد بذلت جهوداً كبيرة لإثناء قطر عن هذه التوجهات المضرة بجيرانها وبدول أخرى، وحثها على الوفاء بالتزاماتها الدولية وبالاتفاقيات التي وقعتها في إطار مجلس التعاون الخليجي، لكن قطر رفضت واستمرت في غيها لضرب الاستقرار في المنطقة، ما أدّى إلى أن تتخذ الدول الأربع قرار المقاطعة لحماية أمنها الوطني.
واختتمت الصحيفة افتتاحياتها بالقول: “إن البيان السعودي فند كل الادعاءات القطرية تجاه المملكة، وخاصة في أكاذيب الدوحة وإعلامها حول تعامل المملكة مع المواطنين القطريين، سواء في الحج أو التعليم أو العلاج أو العمل أو في إطار مجلس التعاون، مؤكداً أن الشعب القطري الشقيق هو امتداد طبيعي وأصيل لإخوانه في المملكة، وأنه لا حلّ لهذه الأزمة إلا عبر استجابة قطر لمطالب الدول الأربع وتوقّفها عن دعم الإرهاب واحتضان المتطرفين”.