ترجمة – رنا يوسف
نصف الكأس الممتلئ والفارغ
أظهرت دراسات حديثة علاقةً تربط التشاؤم بالخرف، ربما يبدو الأمر غريباً وغير قابل للتصديق، ولكن في مقالةٍ نشرها الدكتور ماكس بيمبرتون، اختصاصي الأمراض العقلية، على موقع صحيفة الديلي ميل، بين فيها أن السؤال المعتاد عن رؤية النصف الممتلئ أم الفارغ من الكأس يحدد نظرة الشخص إلى العالم، ويساعد على تخزين بروتين في دماغ المتشائم يسهم مع الأيام بإصابته بالخرف.
يقول الطبيب: “المتفائل يرى الكأس كنصف ممتلئ، ويركز على مايوجد فعلاً، بينما المتشائم يرى الكأس كنصف فارغ ويركز على المفقود” .
وأوضح أن جائحة كورونا أثرت بشكلٍ أو بآخر على الحالة النفسية لكثيرٍ من الأشخاص الذين كانوا متفائلين سابقاً، وأصبحوا مع إجراءات الإغلاق المفروضة الآن في صفوف المتشائمين.
يتابع الدكتور بيمبرتون: “أن فريقاً من جامعة لندن أجرى بحثاً جديداً ينذر بنتائج مقلقة إزاء أولئك الذين يرون النصف الفارغ حسب قاعدة ذلك السؤال.”
وأضاف “بينما الاكتئاب الشديد يمكن أن يدمر حياة الأشخاص، يوجد الكثير، ممن لم يشخصوا سريرياً بمرض الاكتئاب، يكابدون عناء الحياة بتفكيرهم السلبي”.
وبحسب رأيه أن الأعراض الخفيفة التي تبدو عليهم تشير أنه على الأرجح لم يقوموا بزيارة طبيبٍ نفسيٍ أو تلقي علاج، ولكن هذا لا يعني أن نتجاهل ظلال المشكلة التي تتغلغل في كل لحظةٍ يعيشونها.
وشخص الطبيب هذه الحالة بما يعرف بالاكتئاب الجزئي – أي المزاج السيء، والذي يعاني فيه المريض من عدم الاكتراث بالحياة، ويشعر بحالة من عدم الرضا ونقصٍ في إنتاجيته.
ويرى الدكتور ماكس أن هذه الحالة تبدو بعيدة عن الاكتئاب السريري، إلا أنها في الحقيقة تستنزف طاقة المرء وتجعله أقل تركيزاً.
وتابع قائلاً: “عادةً ما يُنظر إلى الأشخاص الذين يعانون من ذلك أنهم حادي الطباع أو بائسين ولكن الوضع أخطر من ذلك”.
وأشار بيمرتون إلى دراسةٍ نشرت هذا الأسبوع تُظهر أن سيطرة الأفكار السيئة عليك لمدةٍ طويلةٍ ربما تعرضك لخطر الإصابة بالخرف.
وفي هذا السياق يقول: “وجد العلماء، الذين تم دعم فريقهم من قبل جمعية الزهايمر، أن هناك دليلاً جسدياً خفياً وراء إمكانية حصول هذا، وهو أنك تودع بروتين ضار في دماغك له صلة بمشاكل الذاكرة والتفكير”.
ووصف بيمبرتون هذا الاكتشاف “بالمذهل” ، لأنه يقود إلى أهمية مواجهة ما يعرف بالمزاج السيء.
وعن طريقة العلاج التي ينصح بها الدكتور ماكس يتحدث: “أؤمن بأن الطريقة الأكثر فاعلية هي علاج السلوك المعرفي، الذي يساعد الأشخاص على تحدي وتغيير الأفكار السلبية، وهي طريقةٌ ممكن أن تعود بالنفع على ملايين المصابين إذا تابعوها” .
نعم جميعنا يشعر بالإحباط من فترةٍ لأخرى، ولكن إذا وجدت نفسك في مزاجٍ سيءٍ بشكل دائم لا تتجاهل الأمر، وكن على ثقة أنه لا يجب عليك أن تستسلم لوضعك.
فطبيبك العام يمكن أن يصف لك أن تتبع علاج السلوك المعرفي، وهنا يقدم الدكتور ماكس بيمرتون نصائحه للتغلب على الأفكار السلبية:
معاينة المشكلة:
دوّن ما يقلقك، فهذا يساعدك على فهم ما يدور في عقلك وما الذي يتمكن منك.
ولأن السمة المميزة للتفكير السلبي هي اليأس، عليك برسم عمود على طول المشكلة تفصّل فيه الأفعال والأفكار التي تساعدك على مواجهة المشكلة.
ربما لا توصل إلى حلٍ نهائيٍ ولكني أضمن لك أن هذا سيشعرك بالسيطرة على الحالة.
تحدى السلبية:
لأنها يمكن أن تستشري وتزداد خطراً اذا لم تتحداها، لذا عليك بكتابة ثلاث عبارات تساعدك على مواجهة الأفكار السلبية الخاصة بك.
على سبيل المثال:
“أنا ألوم نفسي لأمور خارجة عن إارادتي”
“أنا أرفض ان افترض دائماً أن السيء سيحدث” “أنا أعرف بأن عقلي له القدرة على التحايل على نفسي”.
مرن نفسك على التفكير بإيجابية:
هذا يحتاج إلى التمرين لذا أبدا بفكرة صغيرة، حالنا وجدت نفسك تفكر بشيء سلبي توقف وواجهها بأشياء ثلاثة إيجابية(مثل العبارات التي ذكرناها مسبقاً).
إذا تلقيت وجبة طعام لا تحبها فكر بالجانب الإيجابي للموضوع :هناك شخص طبخ الوجبة لأجلك، شكل الطبق المرتب، والحلوى التي ستحصل عليها فيما بعد.
افعل ذلك باستمرار، وستجد أن الأفكار الإيجابية تأتي إليك بشكل طبيعي وأنك بدأت تطرد الأفكار السلبية.
انهِ يومك بنتيجة :
كل ليلةٍ قم بتحديد الأشياء الإيجابية التي حدثت معك خلال النهار، ومع الأيام ستصبح عادةً، وستصبح أيامك أجمل وأفضل.
اقبل الحياة المليئة بالإحباط:
جميعنا يمر بمشقات ونكسات، ولكن الشيء المهم هو أن تتعامل معها، تتقبلها وتتعلم منها، ذلك سوف يعيد صياغة الشيء السلبي بصورة إيجابية ويعزز المرونة الذهنية.
نعم سوف نشهد أوقاتاً نتمنى أن يحدث ما قد يحدث بشكلٍ مختلفٍ، ولكن يتعين عليك أن تمضي قدماً ، كما غنّت دوريس يوماً ما :
Que Sera sera