قال تيدروس غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، إن أزمة تفشي فيروس كورونا المستجد أضرت القطاعات الصحية والمجتمعات والشركات والاقتصادات، وأنه تم تسجيل حوالي 7.2 ملايين إصابة، ووفاة أكثر من 410 آلاف شخص حياتهم، لافتًا إلى أن الأوضاع تشهد تحسناً على الصعيد الأوروبي، إلا أنها تزداد سوءاً في بقية العالم، لا سيما أن الحالات الـ200 ألف الأولى قد استغرق الإبلاغ عنها شهرين.
وأضاف غيبريسوس، في تغريدة له عبر موقع التدوين العالمي “تويتر”، أنه تم تسجيل نحو 100 ألف حالة على نحو يومي تقريباً خلال الأسبوعين الأخيرين، إلا أن المسألة تحظى بمجرد أزمة صحية عالمية في ظل خسارة ملايين الأشخاص وظائفهم واتجاه الاقتصاد العالمي إلى أقسى موجة تقلص منذ الكساد الكبير، مشيرًا إلى أنه يدرك تماماً معاناة بعض الشركات، في حين أن الشركات الإلكترونية شهدت ازدهاراً، وأننا سنظل نلمس التأثيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة سنوات كثيرة مقبلة.
وأكد غيبريسوس، أن الفيروس خلّف أعمق الأثر في كل قطاعات المجتمع، وعلى كل تلك القطاعات تقع مسؤولية إعادة البناء نحو الأفضل بما في ذلك القطاع الخاص.
وأوضح غيبريسوس، أنه يتفق مع اتجاه بعض المجتمعات والاقتصادات إلى إعادة الافتتاح، وأنه يجب توخي المزيد من الحذر، لا سيما مع إشارة الأبحاث إلى أن غالبية الناس لا يزالون عرضةً للإصابة بالفيروس، لذا فإن خطر عودة ظهور الوباء حقيقي، وعليه فإن الوقت مناسب اليوم لأن نلتزم الحيطة، وألا نستخف بالأمور، وأن ندعم الشركات، وقد نشرت منظمة الصحة العالمية الاحتياطات الواجب اتخاذها للحفاظ على أمان العاملين والزبائن في أماكن العمل، مشيداً بالأمثلة الممتازة على القيادة في القطاع الخاص، حيث عمدت العديد من الشركات إلى إعادة توجيه المعامل لتصنيع معدات الوقاية الشخصية والمستلزمات الطبية الأخرى الضرورية.
وأشار غيبريسوس، إلى أن المنظمة تتعاون مع الميثاق العالمي للأمم المتحدة والمنتدى الاقتصادي العالمي والمنظمة الدولية لأرباب العمل وغرفة التجارة الدولية وقادة الأعمال في مجموعة الـ20 لزيادة الإنتاج والتوزيع العادل لتلك الأدوات المنقذة للحياة، وأنه تم تأسيس صندوق الاستجابة لفاشية كوفيد 19 لتمكين الأفراد والشركات والمنظمات من الدعم، وتمكن الصندوق خلال 12 أسبوعاً فقط من جمع 219 مليون دولار من أكثر من 437 ألف شخص وأكثر من 150 شركة، واستخدمت هذه التبرعات لشراء أدوات عدة التشخيص والأدوات الوقائية ولتمويل الأبحاث والتطوير بما في ذلك اللقاحات.
وأعرب غيبريسوس، عن امتنانه لسخاء كل من دعم صندوق الاستجابة عبر التبرعات ولمؤسسة الأمم المتحدة ومؤسسة الأعمال الخيرية السويسرية لهذا التعاون المثمر، قائلًا إن صندوق التضامن يشكّل دليلاً على مفهوم مؤسسة الأمم المتحدة، وقد تم إطلاقه الشهر الفائت ليكون مصدر دخل جديداً لدعم أعمال منظمة الأمم المتحدة ومؤسسة الأمم المتحدة مؤسسة أعمال مكتفية ذاتياً لتقديم المنح ودعم أكثر التحديات الصحية العالمية إلحاحاً في الفترة الراهنة.
وتابع غيبريسوس، إن جانباً من استراتيجيتنا يتضمن توسيع نطاق قاعدة المتبرعين لمنظمة الصحة العالمية ولتحسين نوع وكمّ التمويل الذي يصلنا، وستعمل المؤسسة على تبسيط العمليات المتمحورة حول الأعمال الخيرية إلى المنظمة بما في ذلك تلك التي من القطاع الخاص، كما أن المنظمة تعمل بشكل وثيق مع القطاع الخاص لتسريع وتيرة تطوير وإنتاج والتوزيع العادل للمعدات الطبية وأدوات التشخيص واللقاحات، مضيفاً: “لقد بدأنا في أبريل عملية تسريع الوصول للأدوات الصحية الخاصة بـ”كوفيد 19″، وفي مايو ابتكرنا مجمع الوصول للتكنولوجيا المتعلقة بكورونا للتأكد من أنه حال توافر اللقاحات والعقارات العلاجية فإنها ستكون متاحة للجميع”.