تنوّعت افتتاحيات صحف الإمارات، الصادرة صباح الخميس، ما بين؛ في قوة ومتانة العلاقات بين دولة الإمارات والسعودية وتوافق الرؤى في العديد من القضايا الإقليمية والعالمية، وزيارة عادل الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي إلى باكستان، إضافةً إلى إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “مشروع الشيخ سلطان القاسمي لتوظيف المواطنين”.
فتحت عنوان “خندق واحد”، كتبت صحيفة “الاتحاد”: “الإمارات والسعودية شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات.. بلاغة تختصر استراتيجية استثنائية لقيادتين تجمعهما رؤية واحدة في الأمن والسلام والاستقرار”، مشيرةً إلى أنه في كلام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، خلال افتتاح ” حديقة شهداء حرس الرئاسة “، ميثاق، هدفه الأمن المشترك واستقرار المنطقة، وشعاره المصير والمستقبل، وأفقه مفتوح على تجاوز الصعاب أيا كانت للتقدم إلى الأمام.
وأضافت نتذكر مرفوعي الرأس، شهداءنا في ” التحالف العربي ” الذين سقطوا دفاعا عن الحق والواجب في حادث صافر في مأرب، حاملين رايات الشرف والعز والإرادة الصلبة لتضحيات لا تموت وبطولات تدرس عبرا في العطاء والفداء وحب الوطن جيلا بعد جيل، مؤكّدةً أن “مع بلاد الحرمين، ماضون قدما في الهدف الرئيسي لإنهاء الانقلاب الحوثي ونصرة الشعب اليمني. لن نلتفت إلى خيانات حزب ” الإصلاح ” الإخواني، بقدر ما نركز أكثر على وحدة الصف، وإعادة تركيز جهود المواجهة ضد ” الانقلابيين ” ومن يدعمهم من الإرهابيين”. وأعربت في ختام افتتاحيتها عن ثقتها بحنكة المملكة في تذليل الصعاب. وقالت: “ومتفائلون بنجاح اجتماع جدة بين الحكومة اليمنية والمجلس الجنوبي في إعادة وحدة الصف مهما كان الموقف صعبا ومعقدا. ولن نسمح إلا بهدف واحد لا يتغير هو إنهاء الانقلاب”.
من جهتها وتحت عنوان “توافق الرؤى بين السعودية والإمارات”، قالت صحيفة “البيان”: “إن توافق الرؤى بين السعودية والإمارات لا يقتصر على العلاقات بين البلدين، وأمن واستقرار المنطقة بشكل عام، وإنما يشمل أيضا العديد من القضايا الإقليمية والعالمية، سيما أن التحالف السعودي والإماراتي بات يشكل محورا مؤثرا على المستويين الإقليمي والدولي”. وأضافت: “من هنا تأتي أهمية الزيارة التي يقوم بها عادل الجبير، وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، و سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ، إلى باكستان لبحث التعاون والعمل المشترك مع إسلام آباد، إلى جانب تناول قضية كشمير والتوتر الحاصل بين باكستان والهند، في محاولة لنزع فتيل واحدة من اكثرالأزمة تعقيدا بين الجارتين الآسيويتين”.
وذكرت أن هذه الزيارة تظهر بجلاء مدى التوافق والانسجام في رؤية البلدين الشقيقين للعديد من القضايا الإقليمية، كما أنها تؤكد أن السعودية والإمارات يمثلان ثقلا إقليميا مهما يسهم بشكل كبير في الاستقرار داخل وخارج منطقة الشرق الأوسط ونزع فتيل الأزمات فيها. وأكدت “البيان” في ختام افتتاحيتها أن بوصلة الاستراتيجية السعودية الإماراتية واحدة، حيث تستهدف حقن الدماء وتحقيق الأمن والاستقرار، ويلعب التعاون والتنسيق المشترك بينهما اليوم دورا مؤثرا على الساحة العالمية.
من ناحيتها وتحت عنوان ” السعودية الإمارات.. التحالف الصلب”، قالت صحيفة “الخليج”: “كل يوم تثبت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أن شراكتهما التي أكسبها الزمن متانة، لم تكن تستند إلى علاقة عابرة؛ بل إلى أرضية صلبة، يجسدها الواقع قولا وفعلا، وقد اختبرتهما الكثير من المحطات ولم تخرجا منها إلا أكثر قوة، وهما تقودان تحالفا يتجذر كل يوم؛ إذ إنه تحالف قائم على معطيات مشتركة؛ الهدف منها تحقيق إنجازات نوعية واستثنائية”.
وتابعت تأكيد ما يجمع البلدين الشقيقين ما أورده صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ، أمس خلال افتتاحه حديقة شهداء حرس الرئاسة، فقد قال سموه ” الإمارات والسعودية شراكة الخندق الواحد في مواجهة التحديات المحيطة. والهدف الذي يجمعنا أمن السعودية والإمارات واستقرار المنطقة، يجمعنا مصيرنا ومستقبلنا”. وأوضحت أن هذا القول يؤكد أن المحطات التي مرت بها العلاقات بين البلدين عديدة، ودائما كان التنسيق بينهما على أعلى مستوى، وقد تعزز التحالف الوثيق بينهما عبر التضحيات، وتعمق عبر التنسيق والحوار الصادق الذي يعكسه دفاع السعوديين والإماراتيين عن هذا التحالف الذي يمتد إلى كل مكان، وله عميق الأثر في التحولات الكبيرة في المنطقة.
ولفتت إلى أنه من هنا تأتي أهمية زيارة عادل بن أحمد الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، لباكستان، فهي تعكس التنسيق القائم بين البلدين على أعلى مستوى، لأن مهمة الدولتين تكمن في إطفاء الحرائق التي تشتعل بين وقت وآخر بين الأشقاء والأصدقاء، كما حدث في عاصفة الحزم لنجدة اليمن؛ بهدف استعادة شرعيته عام 2015، بعد الانقلاب الذي نفذته جماعة الحوثي الإرهابية، حيث شاركت الإمارات في تأسيس التحالف العربي بقيادة السعودية، بقناعة تامة بدور المملكة المحوري، وإيمان مطلق بوحدة الهدف والمصير المشترك، من أجل إعادة الشرعية للشعب اليمني ودرء خطر التمدد الإيراني بالمنطقة، ومكافحة الإرهاب الذي تمثله الحركات والتنظيمات المتطرفة، مثل “القاعدة”، و”داعش”، ومساعدة الشعب اليمني إنسانيا، واقتصاديا، وتنمويا، وبشراكة من شأنها أن تدحض أطماع وأوهام عبدالملك الحوثي، الذي يتاجر وآلته الإعلامية بترهات وشائعات حول انسحاب الإمارات من التحالف.. وهو ما لم يحدث ولن يحدث.
وأضافت أنه بالأمس كانت الزيارة المشتركة للوزيرين تبحث التعاون والعمل المشترك بينهما وبين باكستان، وما خلفه النزاع حول قضية كشمير، الذي أحدث توترا كبيرا بين باكستان والهند؛ حيث كان موقف المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة يدعو إلى التهدئة، وهو منهج ثابت تتمسكان به، ولا تحيدان عنه قيد أنملة. وأكدت “الخليج ” في ختام افتتاحيتها أن السعودية والإمارات ستبقيان معا وإلى الأبد، لأن علاقتهما متجذرة قائمة على عرى المصير المشترك والأخوة والثوابت الراسخة والهدف الواحد.
من جانبها وتحت عنوان “مساعي الخير تجسد قوة العلاقات الأخوية”، قالت صحيفة “الوطن”: “أتت زيارة معالي عادل بن أحمد الجبير وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، إلى جمهورية باكستان الصديقة لتؤكد مدى قوة العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وما يتمتعان به من روابط قوية وتنسيق على أعلى مستوى في التعامل مع كل الملفات العالمية والأزمات الدولية لما يحظى به البلدان من احترام ومكانة مع جميع الدول، فضلا عن كون الزيارة كشفت زيف حملة الادعاءات الحاقدة التي حاول المفلسون الترويج لها ومحاولة نقل صورة لا تمت للواقع بصلة.. وهي تأكيد أن ما بين الدولتين الشقيقتين صلب وثابت ولا يهتز مهما بلغت الحملات المسعورة التي تقف خلفها أنظمة وأدواتها الوضيعة من الذباب الإلكتروني التي تعول على الأوهام وتسويق الشائعات، فأتت الزيارة التي تمت يدا بيد لتبدد أفكار كل من يعتقد أنه قادر على تغييب الحقيقة أو التغلب على وقائع التاريخ والحاضر والمستقبل المنطلقة من الإيمان بوحدة المسار والمصير بين الدولتين”.
وأكدت ارتباط كل من السعودية والإمارات بعلاقات ممتازة مع جميع دول العالم، وخاصة الهند وباكستان الصديقتان في قارة آسيا، وتقوم روابط العلاقات على التعاون والمحبة والانفتاح والاحترام المتبادل، ولاشك أنهما سارعتا للتحذير من تداعيات الأحداث الأخيرة في إقليم كشمير، وبينتا أهمية الحوار والتفاوض لإنجاز حل سلمي يجنب المنطقة برمتها أزمة كبرى لا تحمد عقباها، فكانت المواقف من القضية تعكس حكمة البلدين والسياسة المعتدلة والنهج المتبع في التعامل مع القضايا الخلافية، وهذا ما جعل من السعودية والإمارات قوة دولية في جهود السلام ونزع التوتر وتجنيب العالم المزيد من الأزمات التي يوجد منها الكثير، ولم تتوقف الدولتان يوما عن النصح والمشورة انطلاقا من قناعة راسخة بضرورة تغليب العقل وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام إلى القانون الدولي لإنجاز حلول سياسية وعادلة لا يشعر أي طرف فيها بالغبن ويجنب كل منطقة توجد فيها الخلافات الصراعات والتوترات، هذا التوجه يأتي انطلاقا من السياسة المعتدلة التي تؤمن بالسلام الشامل والاستقرار كأساس لا غنى عنه لنهضة وتنمية جميع الدول وشعوبها.
وشددت الصحيفة في ختام افتتاحيتها على أن العلاقات السعودية – الإماراتية الأساس لأمن وسلامة المنطقة وهما حصن منيع شامخ لدول الخليج العربي في مواجهة الأطماع والتدخلات الخارجية، وبين التاريخ المشترك للدولتين أن أمنهما وسلامتهما واستقرارهما وتوافقهما واحد، وستبقى العلاقات تشكل نموذجا حضاريا لما يجب أن تكون عليه بين جميع الدول التي تعلي القيم والتآخي وحل الخلافات بالطرق السلمية.
وحول موضوع آخر وتحت عنوان “بناء الإنسان”، قالت صحيفة “الخليج”: “يأتي إطلاق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة “مشروع الشيخ سلطان القاسمي لتوظيف المواطنين” ليصب في خانة الوطن والمواطن، هذا المشروع الحضاري والإنساني عمل عليه صاحب السمو حاكم الشارقة منذ فترة طويلة، وتعهده بالرعاية والاهتمام، وإصلاح أي خلل قد يوجد فيه، حرصا منه على مصلحة المواطنين المستفيدين منه مستقبلا، إلى أن اكتملت صورته بشكلها الذي أعلن عنه بالأمس، ليكون بشارة خير لمواطني الشارقة الباحثين عن عمل”.
وأشارت إلى أن المشروع جاء امتدادا لما يضطلع به صاحب السمو حاكم الشارقة، من اهتمام ببناء الأسرة والمجتمع في الإمارة، وتوفير الحياة الكريمة، ليعيش ابن وابنة الإمارة معيشة لائقة بهما وراقية وسخية، تحفظ لهما كرامتهما في أي مكان، وهذا الأمر الذي يستهدفه حاكم الشارقة من إطلاق المشروع. ولفتت إلى أن هذا الإطلاق للصندوق لم يكن شكليا، ولم يكن احتفاليا فقط، بل ترافق مع الإعلان عن استهداف عدد من خريجي التخصصات التربوية، بالتعيين في المدارس الخاصة في الإمارة، عن طريق هيئة الشارقة للتعليم الخاص، مع حصول هؤلاء الخريجين على كل امتيازات الموظف المعين في حكومة الشارقة، وذلك ضمن ال 400 وظيفة التي استحدثها سموه، خلال هذا العام، وأعلن عن اعتمادها قبل بضعة أيام، كما وجه سموه بتعيين 54 باحثا عن عمل، من الجنسين، في القيادة العامة لشرطة الشارقة، لتكون بداية إطلاق الصندوق فاتحة خير للمواطنين، ولتصب في خانة الاهتمام ببناء الإنسان ورعاية المواطن واستقراره المعيشي والوظيفي، لأنه الثروة الحقيقية على هذه الأرض المباركة.
وأضافت: “كثيرا ما أكد صاحب السمو حاكم الشارقة أن إمارة الشارقة أولت بناء الإنسان والتنمية المستدامة أهمية خاصة، ووضعتها على سلم اهتماماتها في أي مشروع تنفذه، ووضعت الخطط والرؤى التي تركز على الفرد والارتقاء به في جميع مراحل حياته، لأنه الثروة الحقيقية والاستثمار الأمثل للمجتمعات، وإمارة الشارقة تبنت خطة عنوانها ” خدمة الإنسان”، بدأت منذ أكثر من 3 عقود، وقال سموه في تصريحات صحفية سابقة: ” الدول التي تسعى لتحقيق تنمية شاملة وعادلة ومستدامة عليها أن تهتم بمواطنيها، وأن تحفز الشراكة الاجتماعية بشتى السبل” “.
وأشارت إلى أن المشروع امتداد للإرث الطيب الذي تركه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كثيرا ما أكد أن الإنسان أغلى ما تملك الإمارات. واختتمت افتتاحياتها بالقول: “شكرا سلطان وألف شكر على هذا العطاء الذي غمرت به المواطنين، وكأنك البلسم الشافي لهمومهم وآلامهم وحاجاتهم المعيشية”.