ترجمة – رنا يوسف
أنقذ رجلٌ أسودٌ من داعمي حركة Black Lives Matter حياة أحد المحتجّين المنتمين لليمين المتطرف، الذي وقع مصاباً بين الجموع المحتشدة خلال التظاهرات ضد العنصرية في لندن، إذ قام الرجل الأسود بحمله على كتفه إلى مكان آمن بعد أن كانت حياته في خطر.
وأصبح باتريك هوتشانسون حديث الشعب عندما انتشرت له صورة البارحة وهو يحمل على كتفه الرجل الأبيض وهو ينزف بعد إصابته في المواجهات العنيفة التي حدثت قرب ساحة ترافغلار.
ووصفت مصادر مقربة من باتريك، الجد الذي يعمل مدرب ألعاب قوى، أنه معروف بطيبته فهو لا يؤذي حشرة، وأن ماقام به يتمنى أن يلهم الناس في المستقبل.
وفي لقاء مع قناة Channel 4 news، قال باتريك: “لو أن رجال الشرطة الثلاثة الذين كانوا واقفين حول جورج فلويد أثناء مقتله تدخلوا لمنع زميلهم عما يقوم به، لكان فلويد حياً اليوم.”
وأضاف “أنا أريد المساواة، الموازين ليست عادلة، أريد العدالة لأطفالي ولأحفادي.”
وأوضح هوتشانسون أنه لايعرف شيئاً عن الرجل الذي أنقذ حياته، ووصفه بأنه كان فاقداً الوعي، وقال:” عندما وصلت رأيت الرجل ملقى على الأرض، وفي حالة حرجة، والناس يتدافعون حوله محاولين إنقاذه دون جدوى. ”
وأضاف” أن الشبان حاولوا تطويقه ليمنعوا عنه الأذى، إذ كان يتعرض للأذى الجسدي تحت التهديد، وقلت لنفسي إذا بقي على هذا الحال لن يجدي الأمر نفعاً، لذا تسللت وحملته على كتفي، ومشيت به محاطاً بالشباب ليحموني ويحموه من ضربات الشرطة. ”
وقال باتريك” كان من الممكن أن أتلقى الضرب من الشرطة، ولكن الشباب المحيطين بي هم من تأذوا بدلاً عني وعن الرجل.”
وأضاف” كان الأمر مفزع، كان لايمكنك التفكير بشيء إلا ماعليك فعله لتنقذ حياة الرجل”
وعن ردة فعله عندما لقبوه بالبطل أجاب هونشاستون “كنت أنا الشخص الوحيد الذي ظهرت في الكميرا ولكن كل الشباب حولي كانو أبطالاً أيضا فبدونهم لكنت لقيت نفس مصيره كان مجهوداً جماعياً.”
وأوضح أنه لم تكن لديه النية للذهاب إلى المظاهرة، كان في المنزل يعتني بأحفاده عندما قال له صديقه “علينا أن نذهب ونحمي المرأة والأطفال وأن نوقف هولاء عن التسبب لنا بالاذى”.
وقال أخوه الأصغر دون للديلي ميل” أخي رجل عظيم حتى لوكان قادر على إيذاء الناس فهو لا يفعل هو لا يؤذي حشرة “وأضاف أنه “كان يفكر أن أحداً ما حياته في خطر، هو لم يفكر هذا أسود او أبيض، هو كان على علم أن أحداً ما في خطر، وكان عليه إنقاذه، فهو لا يستطيع أن يقف متفرجاً على أحد يتعرض للضرب حتى الموت”
اتخذ طريقه وقال هذه ليست قضية أسود ضد أبيض لأن الجميع ضد العنصرية”.
وقال دون: “أنه يتمنى أن تكون أفعال أخيه في صالح تعافي الدولة”، مضيفاً أنه: “حان الوقت لأن نضع الاختلافات جانباً ونعمل سويةً. ”
كما اعترض على رواية الشرطة التي وصفت أخيه بالمخطئ.
وبعد عرض المقابلة، دعا الكثير على وسائل التواصل الاجتماعي للاقتداء بفعل هونشاستون بما فيهم أحد النواب من حزب العمال الذي وصفه بالبطل.
وقال دون” من السهل أن تركز على الأسلوب الغرائزي البشري ولكن من الأفضل أن نشجع الأفضل” .
وكان صديق آخر لباتريك ومتابع علق بكلامٍ مشابه ” بعد رؤيتي هذه الصورة شعرت بالفخر والقوة والإنسانية لما فعلته، لك مني فائق الاحترام”.
وعلق آخر “مدربي ومديري”
آخر قال: “هذا ما أود رؤيته رجل حقيقي صادق لايستحق سوى الاحترام.”
وكان هوتشانسون الأب لثلاث بنات، عرف عن نفسه بأنه الرجل الذي ساعد المتظاهرين المحتجّين ونشر لآلاف المتابعين له على وسائل التواصل الاجتماعي منشوراً يقول فيه “لقد أنقذنا حياةً اليوم. ”
ويعرف عن نفسه على صفحته على إنستغرام بأنه مدرب شخصي، ومدرب ألعاب قوى للنادي البريطاني هرقل ويلمبتون ورجل امن لصالح ARK.