بعد أشهر من العمل بمفردها، استطاعت الناشطة البيئية اللبنانية كارولين شبطيني حصد لقب غينيس للأرقام القياسية للمرة الثانية، بعد أن شكلت أكبر فسيفساء (موزاييك) من أغطية العبوات وذلك في حديقة عامة في بلدتها مزيارة شمال لبنان. واعتمد قياس هذا الرقم القياسي بشكل أساسي على المساحة الإجمالية للشكل والتي بلغت 196.94 متر مربع، محطمة الرقم القياسي السابق الذي وقف عند 108.568 متر مربع المسجل بإسم اليابان في العام 2019.
ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحصد فيها شبطيني لقب غينيس للأرقام القياسية، حيث كسرت رقماً آخر نهاية العام السابق لأكبر مجسم من عبوات البلاستيك بلغ ارتفاعه 28.1 متر وشكل شجرة لعيد الميلاد بالتعاون مع بلدية شكا.
وباشرت الناشطة البيئية حملتها الأخيرة بدعوة متابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي داعية إياهم لإمدادها بأكبر عدد ممكن من أغطية العبوات البلاستيكية، لتنهال عليها المشاركات من داخل وخارج لبنان. وبحسب إحصائياتها الشخصية فقد جمعت نحو مليون غطاء، واستخدمت نحو 400 ألف غطاء فقط بسبب محدودية مساحة الأرض التي توزع الأغطية فوقها. وشكلت بذلك رسمة هلال يزينه نجوم من خمسة ألوان، أربعة منها من أطياف اللون الأزرق بالإضافة إلى اللون الأبيض.
بدأت شبطيني برسم إطار الهلال بلصق الإطار الخارجي للشكل فقط على الأرض لمنعه من التطاير بفعل الرياح، ثم التزمت بعدم لصق الأغطية الأخرى لضمان إمكانية استخدامها في إعادة التدوير لاحقاً. الأمر الذي كلفها إعادة ترتيب الأغطية بشكل شبه كامل أربع مرات بعد أن اقتلعت الرياح معظم أجزاء الشكل عدة مرات.
كارولين التي عملت بمفردها على رصف هذه الأغطية بسبب اشتراطات التباعد الاجتماعي المفروضة، قامت بإرسال جميع الأغطية إلى شركة متخصصة في إعادة التدوير ليعود ريع هذا الناتج إلى مؤسسة “كيدز فيرست” الإنسانية التي تعتني بالأطفال المصابين بالسرطان، تحديداً الذين لا يجدون مصدراً لتكبد تكاليف علاجهم.
وقالت: “كان المخطط اشراك أكبر قدر من المتطوعين من كافة أنحاء لبنان، وعرض هذا المشروع ضمن حضور جماهيري كبير. إلا أن اشتراطات التباعد الاجتماعي اقتضت أن أنجز هذا المشروع بمفردي، حيث استغرق مني ذلك نحو 160 ساعة تقريباً. اضطررت بسبب الأحوال الجوية انجاز أجزاء كبيرة من العمل مجدداً، ولكنني سعيدة وأهدي هذا الإنجاز إلى لبنان والبيئة وأطفال العالم العربي”.
يذكر أن كارولين استخدمت نحو 100 ألف عبوة بلاستيكية في مشروعها الأول، وأكثر من 400 ألف غطاء في الثاني بغرض ارسال رسالة من الأمل إلى العالم في ظل الوضع الراهن.