جسَّد مشروع محطات “براكة” للطاقة النووية السلمية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي مسيرة ملهمة من العمل الجاد والطموح لتحقيق انجاز إماراتي جديد عنوانه “العزيمة والإرادة الصلبة”، فعلى الرغم من التحديات التي تلقي بظلالها على العالم أجمع حاليا مع تفشي فيروس “كورونا” المستجد، إلا أن العمل والانجاز في هذا المشروع الاستراتيجي واصل التقدم بثبات وأمان.
وأصبحت دولة الإمارات بموجب هذا المشروع الاستراتيجي، الأولى عربيا في انتاج الكهرباء من تكنولوجيا الطاقة النووية، وتحفل مسيرة انجاز “براكة” بقصص نجاح ملهمة بدأت قبل أكثر من 10 سنوات وشاركت فيها كوكبة من الكفاءات الوطنية التي أدت أدوارا هامة ورائدة في هذا المشروع الوطني.
وأعرب عدد من المهندسين الإماراتيين العاملين في المشروع وفقًا لوكالة أنباء الإمارات “وام”، عن فخرهم الكبير بالمشاركة في هذا الإنجاز الوطني الذي يأتي تجسيدا لنهج الدولة في دعم أبنائها وتمكينهم والإيمان بقدراتهم والاعتماد عليهم في مشروعاتها التنموية الطموحة.
وقال سيف البحري الكتبي مدير تشغيل مفاعل في المحطة الأولى للطاقة النووية السلمية في براكة إنه فخور بكونه جزءا من الكادر التشغيلي في شركة نواة للطاقة التابعة لمؤسسة الإمارات للطاقة النووية المسؤولة عن تشغيل محطات براكة وصيانتها، مؤكدًا أن هذا المشروع يدعم تحقيق أهداف رؤية الدولة في الخمسين عاما المقبلة ويجسد دعم قيادتنا الرشيدة للكفاءات الإماراتية والحرص المستمر على تمكينهم وتأهيلهم لقيادة المشاريع الاستراتيجية بالدولة.
وأضاف الكتبي أن مثل هذه المشاريع الاستراتيجية تشكل جزءًا من تاريخ دولة الإمارات وجميع أبناء الدولة يتطلعون إلى المشاركة فيها من أجل رد الدين لوطنهم والمساهمة في مسيرة التنمية المستدامة والشاملة بكافة قطاعات الدولة، مشيرًا إلى أن مؤسسة الإمارات للطاقة النووية و شركة نواة للطاقة وفرتا للكفاءات الإماراتية كافة مقومات النجاح والتميز خلال مسيرتهم المهنية بهذا المشروع الحيوي مشيدا بدورهما الريادي في توفير المنح التعليمية والبرامج التدريبية لتمكين أبناء الإمارات للعمل في محطات براكة للطاقة النووية السلمية.
وعبر المهندس عبدالله المنهالي مدير تشغيل مفاعل في شركة نواة للطاقة عن فخره الكبير بكونه جزءا من فريق العمل الذي يواصل تحقيق الإنجازات في محطات براكة للطاقة النووية المشروع الريادي في المنطقة وعلى مستوى المشاريع الجديدة في العالم، وأضاف أن محطات براكة للطاقة النووية السلمية تقدم مساهمات كبيرة في تطوير أجيال جديدة من الكفاءات الإماراتية المتخصصة التي ستقود قطاع الطاقة النووية السلمة في الدولة خلال السنوات القادمة لا سيما أن الفترة التشغيلية للمحطات تمتد لأكثر من 60 عاما.
وقالت ليلى الظاهري مهندسة مفاعل في شركة نواة للطاقة والتي تعمل ضمن الفريق الذي نفذ عملية تحميل حزم الوقود النووي في مفاعل المحطة الأولى في براكة، “إن “براكة” هي قصة نجاح جديدة في مسيرة التمكين والريادة لدولة الإمارات .. وأضاف أن قيادتنا الرشيدة تمنحنا على الدوام الثقة وتؤمن بقدرات أبنائها ودورهم الهام والرائد في صياغة مستقبل وطنهم”، وأعربت عن سعادتها وفخرها بالمشاركة في إنجاز هذا المشروع الوطني الريادي وقالت إن تواجد ابنة الإمارات في الصفوف الأمامية بين العاملين في براكة يجسد ما حظيت به من تمكين ودعم من قيادتها الرشيدة.
وأعرب علي سالم النعيمي مدير مشروع في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية عن فخره بكونه ضمن فرق العمل التي تساهم في تحقيق إنجاز ريادي لدولة الإمارات من خلال تنفيذ مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية ..مؤكدا أن ما تم إنجازه على أرض الواقع يجسد سيرة ومسيرة عنوانها الاصرار والعزيمة والإخلاص والتفاني من أجل رفعة الوطن وتقدمه، مشيرًا إلى أن تواجد الكوادر الوطنية الشابة في هذا المشروع الهام والاستراتيجي واضطلاعهم بأدوار هامة في مراحل التنفيذ كافة يعكس ثقة قيادة الدولة الرشيدة في قدراتهم والإيمان بدورهم الهام والرئيسي في بناء مستقبل وطنهم.
وحرصت مؤسسة الإمارات للطاقة النووية وشركة نواة للطاقة منذ تأسيس البرنامج النووي السلمي الإماراتي قبل أكثر من عقد من الزمن، على تأهيل كوادر إماراتية قادرة على الاضطلاع بمهام أساسية في كل مراحل مشروع محطات براكة للطاقة النووية السلمية منذ مرحلة الانشاءات وصولا إلى تشغيل المحطات، ويستحوذ المواطنون على نسبة 60 في المائة من الموظفين في مؤسسة الإمارات للطاقة النووية والشركات التابعة لها – شركة نواة للطاقة وشركة براكة الأولى – فيما وصل إجمالي عدد مديري تشغيل و مشغلي المفاعلات الذي حصلوا على الترخيص حاليا إلى 72 مشغلا بينهم 30 من المهندسين والمهندسات الإماراتيين وهو أعلى بكثير من الحد الأدنى المطلوب لتشغيل المحطة الأولى في براكة والذي يبلغ 32 مشغلا.
وتحتوي محطات براكة للطاقة النووية السلمية على أربعة مفاعلات تندرج ضمن الجيل الثالث من مفاعلات الطاقة النووية المتقدمة ومن نوع مفاعلات الطاقة المتقدمة “APR1400 ” ويعتبر هذا التصميم من أحدث التصاميم المتطورة لمفاعلات الطاقة النووية حول العالم و يلبي أعلى المعايير الدولية في السلامة والأمان والأداء التشغيلي.
وستوفر مفاعلات الطاقة المتقدمة الأربعة “APR1400” في محطة براكة نحو 25 في المائة من احتياجات الدولة من الكهرباء عند التشغيل التام للمحطات، وبعد التشغيل التام ستحد محطات براكة الأربع من 21 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 3.2 مليون سيارة من طرقات الدولة سنويا.
ويُشار إلى أن التعاون بين دولة الإمارات والوكالة الدولية للطاقة الذرية شكل على الدوام نموذجا يحتذى عالميا و بوصفها عضوا في “الوكالة الدولية للطاقة الذرية” التزمت الدولة بعدد من استراتيجيات الوكالة المتعلقة بالشفافية التشغيلية و حظر الانتشار والأمان وهو ما يتماشى مع مبادئ وثيقة “سياسة دولة الإمارات العربية المتحدة المتبعة لتقييم وإمكانية تطوير برنامج للطاقة النووية السلمية في الدولة” الصادرة في العام 2008.