بصوت متقطع وقلب يبكي ألمًا روت والدة الإعلامي “علي حكمي” تفاصيل رحيل ابنها الذي تُوفيّ غرقًا في بحر جازان الجمعة الماضي، بعد أن وثّق جماليات أمواج البحر وقت هطول الأمطار.
وكانت كلمة “سامحوني” آخر كلمات “حكمي” الذي نطق بها أثناء توديع والدته، حيث قالت في حديثها لـ “العربية نت”: “ابني علي لم يتجاوز عامه الـ 25، ولديه شقيق و3 أخوات، وكان محباً للفعاليات والمشاركة في المهرجانات وتقديم الاحتفالات المتنوعة، فمنذ عامين يذهب إلى جازان للمشاركة في إدارة الفعاليات هناك”.
وتابعت: “زارني يوم الأربعاء بعد المغرب، وطلبت منه الجلوس معي، لنقوم سوياً بطهي الأطباق الشعبية التي يحبها، ونام تلك الليلة مع إخوته في غرفة واحدة، وعند الصباح أبلغني برغبته في الذهاب لجازان، وحينها طلبت منه الجلوس لأطهو له الوجبة الجيزانية الشهيرة المرسى، حينها جلست على الكرسي أثناء حوارنا، وجلس هو على الأرض، وأخذ يقبل قدميّ ورأسي يطلب مني السماح له بالذهاب إلى جازان، وهو يردد سامحيني، وذهب إلى جازان وهو يرسل لإخوته سامحوني”.
وأضافت والدت “حكمي”: “وفي يوم الخميس تحدث معي فجراً، وأخذ يحدثني عن أخبار جازان وعن عدم رغبته في العودة إلى بيش، خوفاً من كورونا، وطلبت منه العودة ووعدني بذلك، وفي يوم الجمعة قام بتصوير رحلته إلى شواطئ جازان، وأرسل لإخوانه على قروب العائلة (سامحوني) ثم انقطع الاتصال الساعة 10 صباحاً، والساعة الثالثة عصراً اتصل أحد أصحابه يطلبون هويته، ويبلغون شقيقه عن وفاته”.
واستطردت والدة “حكمي” بدموعٍ منهمرة وبحت الحزن تملأ صوتها، متابعةً: “مات معيلنا، ونسأل الله أن يكون من الشهداء، فهو الذي ينفق عليّ وعلى إخوته، ويقوم بدفع إيجار البيت بعد انفصالي عن والده، وندعو له بالرحمة والمغفرة، ونتمنى من كل من عرف علي أن يدعو له بالرحمة والمغفرة، ونسأل الله أن يعوضنا خيراً، فنحن مؤمنين وصابرين ومحتسبين”.
يُذكر أن عدد كبير من رواد مواقع التواصل كانوا قد نعوا الإعلامي الذي حصل على جائز الحوار الإعلامي عام 2018، بينما نشر البعض رسائل لـ “حكمي” قبل وفاته، منها تغريده يدعو فيها: “اللهم اجعلني كغيمة مرت، روت ثم ولت”، ومنشور آخر: “سنرحل يوماً دون وداع سنترك خلفنا كل ما نريد وما لا نريد ذلك هو الرحيل البعيد لذا اللهم ارزقنا حسن الحياة وحسن الرحيل وارزقنا بمن يدعو لنا بعد الموت”، وتحول اسم “حكمي”، للاسم الأكثر تداولاً ليس في السعودية فقط، بل في عدد من البلدان العربية.
وكان قد وثّق مقطع منشور على التطبيق الشهير للفيديوهات “سناب شات”، حكمي وهو يصور مياه الأمطار وهي تغسل شوارع مدينة جازان، وقال “ما شاء الله تبارك الله.. يا رب اجعل هذا المطر نهاية كورونا، وما يجي يوم 29 إلا وكان الفيروس ذهب عن كل الأمة”، كما وثق صورًا أخرى لجمال الغيوم في سماء مدينة جازان ونشرها على حسابه في تويتر صباح يوم وفاته.