يواصل فيروس “كوفيد-19” المعروف باسم كورونا المستجد انتشاره في العديد من الدول التي تسعى للحد من تفشيه، ومن جانبها تبدأ طبيبة الأسرة الكوبية، ليز كاباليرو،يوميا في تمام الثامنة صباحا، مع فريق عملها في منطقة فيدادو في العاصمة هافانا، حيث تجري مقابلات مع العائلات وتبحث عن أي أعراض لفيروس كورونا المستجد.
وقالت كاباليرو: “ليس من غير المألوف بالنسبة لنا أن نذهب من باب إلى باب مثل ما نقوم به الآن. لقد فعلنا ذلك في الماضي عند تفشي حمى الضنك”، وفقاً لحوارها مع صحيفة الغارديان البريطانية.
ويذكر أن منظمة الصحة العالمية حددت أميركا اللاتينية كمركز جديد لوباء فيروس كورونا، لكن خلال الشهرين الماضيين انخفضت الحالات في كوبا.
كما أن الكوبيين، البالغ عددهم 11 مليون نسمة، أقل عرضة للإصابة بالفيروس 24 مرة مقارنة بسكان الدومينيكان، وأقل عرضة للإصابة به 27 مرة من المكسيكيين، و70 مرة مقارنة بالبرازيليين، بحسب الصحيفة البريطانية
والجدير بالذكر، أن كوبا قد أغلقت حدودها في وقت متأخر عن معظم البلدان الأخرى في المنطقة. لكن منذ أن أغلقت الجزيرة نفسها عن العالم الخارجي في أواخر مارس، بدأت حملة قوية للتصدي للفيروس.
فقد أمرت الدولة عشرات الآلاف من أطباء الأسرة والممرضات وطلاب الطب بـ”الفحص النشط” لجميع المنازل في الجزيرة بحثا عن حالات “كوفيد-19” المعروف باسم كورونا المستجد، كل يوم.
لتبدأ الدكتورة كاباليرو وطلابها المشي لأميال، من الاثنين إلى الأحد، لمراقبة 328 عائلة.
وفي السياق ذاته، قال وليام ليوغراند، المحاضر في الجامعة الأميركية في واشنطن العاصمة: “لا يوجد بلد آخر في نصف الكرة الأرضية يفعل أي شيء يقترب مما تفعله كوبا”.
وتابع، قائلاً: “كوبا ترى التنظيم الكامل لنظام الرعاية الصحية يجب أن يكون على اتصال وثيق بالسكان، وتحديد المشاكل الصحية عند ظهورها، والتعامل معها على الفور”.
وأضاف، “نحن نعلم علميا أن التعرف السريع على الحالات، وتتبع الاتصال، والحجر الصحي، الطرق الوحيدة لاحتواء الفيروس في حالة عدم وجود لقاح. ولأنه يبدأ بالوقاية، فإن النظام الصحي الكوبي مناسب تماما لتنفيذ استراتيجية الاحتواء تلك”.
والجدير بالذكر، مايو الماضي، قالت كوبا إن استخدام عقارين من إنتاج صناعتها في مجال التكنولوجيا الحيوية أديا إلى خفض كبير في عدد الوفيات نتيجة فيروس كورونا، بعد أن قلصا الالتهاب الشديد في مرضى الحالات الخطيرة من كوفيد-19 .
ومن جانبها، تأمل الحكومة بزيادة صادراتها في مجال الصيدلة الحيوية، وقد روجت لعقارات مختلفة تنتجها للمساعدة في منع الإصابة بـفيروس كورونا المستجد ومعالجة مرض كوفيد-19 الذي يسببه.
وعزت الحكومة إلى حد كبير التراجع الذي حدث في الوفيات لمرضى الحالات الخطيرة من كوفيد-19 إلى استخدام عقارين، ابتداء من أبريل، يبدو أنهما يساعدان في تهدئة رد الفعل الخطير لجهاز المناعة والذي يهاجم الأنسجة السليمة، وكذلك الفيروس الغازي.
كما أشارت الأرقام الرسمية إلى أن كوبا حققت نتائج طيبة في احتواء تفشي فيروس كورونا.