قام العديد من العلماء والباحثين في كلية الهندسة بجامعة تافتس الأمريكية، بصنع أحبارًا قائمة على مواد حيوية تستجيب وتحدد كمية المواد الكيميائية المنبعثة من الجسم، على سبيل المثال المواد الموجودة في العرق والسوائل الحيوية الأخرى المحتملة بالجسم أو في البيئة المحيطة عن طريق تغيير لون الحبر.
كما يمكن طباعة الأحبار عبر تقنية الطباعة بالشاشة الحريرية على المنسوجات مثل الملابس والأحذية أو حتى أقنعة الوجه ذات الأنماط المعقدة، مما يوفر خريطة تفصيلية للاستجابة البشرية.
وفي السياق ذاته، تعد التقنية الاستشعارية القابلة للارتداء أن تكشف وتقيس مجموعة واسعة من الظروف البيولوجية والجزيئات، وربما مسببات الأمراض على سطح الجسم باستخدام الملابس والزي الرسمي التقليدي.
وفي سياق متصل، أكد المهندس المشارك في الابتكار، فيرونزو أومينيتو: ”إن استخدام أحبار جديدة نشطة حيويًا مع الطريقة الشائعة جدًا لطباعة الشاشة يفتح فرصًا واعدة للإنتاج الضخم للأقمشة الناعمة القابلة للارتداء مع عدد كبير من أجهزة الاستشعار التي يمكن تطبيقها للكشف عن مجموعة من الظروف، ويمكن أن تصبح هذه الأقمشة هي الزي الرسمي لمكان العمل، أوالملابس الرياضية، أو حتى على الأثاث والهياكل المعمارية“.
وأضاف، أن المكونات التي تجعل وجود ملابس الاستشعار ممكنة هي أحبار الحرير المنشط بيولوجيًا، إذ يمكن التعديل في تركيباته للإشارة إلى مستويات اللاكتات في العرق، أو للإشارة على صحة الجلد أو الجفاف، أو حتى الإشارة إلى مستويات التعب لدى مرتديها.
والجدير بالذكر، أن تطبيق الأحبار الحيوية القابلة للطباعة على الشاشة ليس فقط على الملابس، ولكن أيضًا على الأسطح المختلفة مثل الخشب والبلاستيك والورق، كما يمكن للتغييرات في اللون التي تقدمها الأحبار أن توفر إشارة بصرية لوجود أو عدم وجود مواد كيميائية يمكن تحليلها.
ومن جانبه، أضاف الأستاذ المساعد في الطب الحيوي، جيوسي ماتزيو: ”إن نهج طباعة الشاشة يوفر ما يعادل وجود أجهزة استشعار متعددة تغطي مناطق واسعة من الجسم، إذا تم ارتداؤها كملابس، أو حتى على الأسطح الكبيرة مثل الغرف الداخلية؛ ومعرفة المزيد حول الحالة البيئية الشاملة، ويمكن أيضًا توسيع هذه الطريقة لتتبع جودة الهواء، أو دعم المراقبة البيئية للأوبئة“.
