أفاد مسؤولين في حركة طالبان أن زعيم الحركة الملا هبة الله أخوان زادة توفي أثناء تلقيه العلاج من فيروس كورونا المستجد، وفقاً لما ذكرته مجلة فورين بوليسي.
وفي وقت سابق، كشف مولوي محمد علي جان أحمد، أحد القادة في طالبان أن الملا هبة الله واحد من بين العديد من القيادات التي أصيبت بفيروس كورونا، مشيرا إلى أنه يتعافى.
وأشار إلى أنه نقل إلى المستشفى لكنه لم يؤكد أين، وعندما سئل عما إذا كان يتلقى العلاج في باكستان، أجاب “لماذا تعتقدون أن باكستان هي الدولة الوحيدة التي سيدخل فيها المستشفى؟ هناك دول أخرى أقوى من باكستان تدعمنا، والعالم يعرف ذلك، لن أذكر اسم البلد، لكنها بلد قوي وأحد حلفائنا”.
وأشارت ثلاثة مصادر أخرى من طالبان في مدينة كويتا الباكستانية، أنهم يعتقدون بأن هبة الله مات بسبب الفيروس، رغم عدم وجود أية تأكيدات رسمية بذلك.
وقال مسؤول رفيع المستوى من الحكومة الأفغانية إن أغلب قيادات طالبان المتواجدين في الدوحة والذين فاوضوا على الاتفاق الثنائي مع الولايات المتحدة مصابون بالفيروس، مؤكدا أن جميع قادة طالبان تقريبا هناك مصابون بكورونا، وفقاً لما ذكره موقع الحرة.
وأشاف المسؤول أن هذا الأمر ربما يعني أن المحادثات ما بين طالبان والحكومة الأفغانية ربما لن تجري خلال الأسابيع المقبلة كما هو متوقع، متسائلا كم سيستمر اتفاق وقف إطلاق النار؟.
وأفاد مسؤولو طالبان الذين فضلوا عدم الكشف عن اسمهم، فإن هبة الله لم يشاهد من 3 أشهر، وحتى أنه لم يرسل تسجيلات صوتية بما في ذلك رسالة عيد الفطر، والتي صدرت كبيان فقط.
من جانب آخر، قال أنطونيو جيوستوزي، متخصص بالدراسات حول طالبان في لندن، إن مصادره هناك تؤكد أن هبة الله أصيب بكورونا، وهو مريض بشدة في أحد مستشفيات باكستان، فيما أشارت مصادر أخرى إلى أنه ذهب لتلقي العلاج في روسيا.
وعرضت طالبان وقف إطلاق النار لمدة 3 أيام بالتزامن مع عطلة العيد، فيما أشارت مصادر حكومية في كابول أن وقف إطلاق النار سيستمر بشكل غير رسمي.
وبسبب إصابة عدد من القادة والمفاوضين من طالبان فهناك مخاوف من تضرر عملية السلام بسبب حالة عدم اليقين حول كيفية تأثير أزمة كورونا على صناع القرار، حيث أصيب أيضا نائب هبة الله وهو سراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني الجهادية.
وبإصابة قادة طالبان بالفيروس فإن هذا الأمر وضع الملا محمد يعقوب ابن مؤسس حركة طالبان الملا عمر في طريقه إلى تحقيق طموحه بأن يصبح زعيما لطالبان.
ووقعت الولايات المتحدة وطالبان اتفاقا تاريخيا يضع الأساس لإنهاء الحرب في أفغانستان، في 29 فبراير الفائت.
وتعهدت القوات الأميركية وغيرها من القوات الأجنبية بالانسحاب من أفغانستان في غضون 14 شهرا من توقيع الاتفاق، بشرط أن تلتزم طالبان بالعديد من الضمانات الأمنية وأن تجري محادثات مع الحكومة الأفغانية المحلية.
وينص الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان على ألا تسمح الحركة لجماعات مثل القاعدة و”ولاية خراسان” باستخدام الأراضي الأفغانية للتخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة وحلفائها.