في خطوة تُعزز مكانتها الرائدة في مجال الرعاية الصحية الذكية، أعلنت أبوظبي عن إدراج اختبار جين APOE E4 ضمن تقارير الصيدلة الجينية المُخصصة لمرضى الزهايمر، وذلك بالتعاون بين دائرة الصحة – أبوظبي ومختبر بيوجينيكس التابع لمجموعة M42. تأتي هذه المبادرة كجزء من استراتيجية مبتكرة تهدف إلى تصميم خطط علاجية شخصية للمرضى، بناءً على تركيبهم الجيني، لضمان أعلى مستويات الأمان والكفاءة في الرعاية الطبية.
الزهايمر: تحدٍّ عصبي متنامي
يُصنف الزهايمر كأحد أبرز الأمراض العصبية التنكسية التي تؤدي إلى تدهور تدريجي في الوظائف الإدراكية، حيث يعاني المرضى من فقدان الذاكرة، وضعف القدرة على التفكير، وتغيّرات سلوكية قد تعيق حياتهم اليومية. وفي ظل عدم وجود علاج شافٍ حتى الآن، تُركّز الجهود العالمية على إبطاء تقدم المرض وتحسين جودة حياة المرضى عبر تدخلات مُخصصة.
اختبار APOE E4: نقطة تحوّل في الطب الشخصي
يُمثل إدراج اختبار النمط الجيني APOE E4 في التقارير الدوائية خطوةً علميةً فارقةً في مجال الطب الدقيق، إذ يكشف هذا الاختبار عن وجود نسختين من الجين المرتبط بزيادة خطر الإصابة بآثار جانبية خطيرة لدى المرضى الذين يتلقون علاجات الأجسام المضادة وحيدة النسيلة المُوجهة ضد بروتين “الأميلويد” المتراكم في الدماغ. ومن أبرز هذه الآثار: تورم الدماغ أو النزيف الدماغي، والتي قد تهدد حياة المرضى الحاملين لهذا الجين.
من الوقاية إلى العلاج: تعزيز سلامة المرضى
بفضل هذه المبادرة، سيتمكن الأطباء من تحليل البيانات الجينية للمرضى مسبقًا، وتجنب وصف الأدوية التي قد تُحفز مخاطر صحية لديهم، مع تصميم بروتوكولات علاجية بديلة تُناسب تركيبهم الوراثي. وبهذا تُصبح أبوظبي من أوائل المراكز العالمية التي تُدمج الاختبارات الجينية بشكل استباقي في إدارة مرض الزهايمر، مما يُقلص المضاعفات ويُعزز نتائج العلاج.
هذا وعلّقت الدكتورة أسماء إبراهيم المناعي، المدير التنفيذي لقطاع علوم الحياة الصحية في دائرة الصحة – أبوظبي، قائلةً: «يعكس هذا الإنجاز التزامنا برفع جودة الرعاية الصحية عبر تبني أدوات الطب الدقيق، حيث نُحوّل البيانات الجينية إلى خطط علاجية ذكية تُلبي الاحتياجات الفريدة لكل مريض، وتضمن سلامته».