رئيس التحرير
حسام حسين لبش

رئيس التحرير: حسام حسين لبش

مدير التحرير: علي عجمي

ذات صلة

متفرقات

التوابل التي تعزز المناعة: كيف تستخدمينها في أطباقك اليومية؟

لماذا تعتبر التوابل مهمة لتعزيز مناعتنا؟ تلعب التوابل دورًا كبيرًا...

العلاقة بين الغدة الدرقية وصحة الشعر: نصائح وقائية

الغدة الدرقية وتأثيرها على صحة الشعر تُعتبر الغدة الدرقية من...

تحولات تاريخية: أندية كرة القدم التي خسرت مكانتها العالمية

رحلة الأندية العريقة بين المجد والتراجع لطالما كانت أندية كرة...

البروج الثابتة: لماذا يتمتع مواليدها بقدرة خارقة على التكيف مع الأزمات؟

قدرات التكيف لدى مواليد البروج الثابتة في مواجهة الأزمات إنّ...

هل تقضي الشاشات على نظرنا؟ حلول مبتكرة لحماية العين في العصر الرقمي

مع التقدم التقني وتزايد استخدام الأجهزة الرقمية في حياتنا...

“وصية مريم”.. حين تتكلم الأحذية وتبكي الذاكرة

بقلم: حسام لبش

في زمنٍ بات فيه المسرح يبحث عن صوته الحقيقي وسط الضجيج، جاءت “وصية مريم” لتقول كلمتها وتغرس في الذاكرة وجعاً لا يُنسى. العرض الذي امتد لأربعين دقيقة على خشبة مسرح جمعية دبا، لم يكن مجرد حكاية تُروى، بل صرخة فنية عالية، مشبعة بالألم والجمال، قدمها الفنان محمد حداقي بتجسيدٍ لا يُشبه إلا ذاته، وكتبها الصحفي جمال آدم بحبرٍ من دمعٍ وشظايا ذاكرة.

محمد حداقي.. المعلم الذي أبكي العالم دون أن يرفع صوته

ليس من السهل أن تكون وحيدًا على الخشبة، محاطًا بأحذية أطفال صامتة، لتخلق من الصمت سيمفونية من الحزن والدهشة. لكن حداقي لم يكتفِ بالأداء، بل ذاب في الشخصية حتى لم نعد نميّز بين جليدان الإنسان والممثل. كل حركة، كل تنهيدة، كل دمعة حبستها عينه، كانت درساً في الصدق المسرحي.
هو لم يمثل، بل عاش، وتجلّى أمامنا كضمير حيّ لهذا الوطن الممزق.

جمال آدم.. كاتب يعزف بالحروف على جراح الوطن

في نصّه المسرحي، لم يقع جمال آدم في فخ المباشرة أو الخطابة. بل اختار طريقاً صعباً ، أن يجعلنا نضحك في بعض زوايا العرض من شدّة الألم، وأن نرى في المأساة كوميديا سوداء، تقرع باب الضمير. في كل جملة من “وصية مريم”، كان هناك سؤال معلّق، وصرخة مكتومة، وذاكرة لا تريد أن تُنسى. هو لم يكتب فقط نصاً لمسرحية، بل أوصى بأن لا ننسى .

عجاج سليم.. بصمة إخراجية تُلامس السكينة والرعب معاً

السينوغرافيا البسيطة والمؤثرة التي صنعها الدكتور عجاج سليم كانت شريكًا حقيقياً في الرواية. الإضاءة، الصمت المدروس، تنقّلات حداقي المدروسة على الخشبة، كل ذلك شكّل لوحة بصرية تخترق الحواس دون استئذان.

في النهاية…

“وصية مريم” ليست مجرد عرض، بل هي وصية لكل فنان حقيقي، لكل كاتب شجاع، لكل ممثل يعرف أن التمثيل ليس ترفًا، بل رسالة.
الشكر لمحمد حداقي، لأنه لم يُمثّل بل نزف، ولجمال آدم، لأنه كتب بنَفَس الوجع السوري الذي اثقل جراحنا ، ولكل من جعل من هذه الوصية صفحة جديدة في ذاكرة المسرح العربي.

شارك الخبر
تابعونا علي مواقع التواصل الاجتماعي