امتازت المرأة الإماراتية في صناعة العطور، كمهنة متوراثة من الجدات، لكون لتلك المهنة أثر عصري لم يندثر، وبرغم أن العطور المستوردة لا تزال هي الأكثر شيوعاً، إلا أن العطور التقليدية المحلية لاتزال صاحبة المكانة الأبرز محليا.
ولدى الإماراتيات اللاتي يمتهن صناعة الدخون والعطور خلطات خاصة وسرية، كل منهن تعلمتها واستلهمت خطوطها من الجدات، فقلة منهن مستجدات في المهنة، وهذه الجذور تمنح المهنة أصالة تضفي عليها القيمة
العود، المسك، العنبر، الزعفران، دهن الورد، العطر السائل تلك هي المكونات الأساسية التي تصنع منها أقراص الدخون، وفي الأصل فإنها تصنع من بقايا خشب العود أو نشارته، وتضاف لها مكونات عطرية مما سبق، وفي الغالب فإن العطر السائل مكون من الياسمين أو الفل، ويخلط بالصمغ العربي أو السكر بعد طحن العود ليصبح مسحوقاً، ويعرض للحرارة ليصبح ليناً يمكن عجنه وتكوين أقراص منه تترك لتجف، ثم يستخدم للتبخير وتعطير الأماكن والملابس.
أما العطور والدهون ذات الروائح القوية والفواحة فلاها مكانة خاصضة في عموم الخليج و تتميز بوضوح عن العطور العالمية، ويعتبر دهن العود بأنواعه والمستورد من دول شرق آسيا والهند أحد أهم أنواع الدهونات التي يتعطر بها، أما أنواع الزهور فهي أساسية لصناعة العطور في العالم، إلا أن المرأة الإماراتية أدخلت لخلاصات الزهور والورود أنواع خلاصات النباتات كالمشموم والريحان والزعفران على أنواعه والياس والصندل والشبه وغيرها،
مهارة المرأة الصانعة للعطور والدخون تكمن في خلطاتها وقوة عطرها ودوامه، كما أن قدرتها على صناعة عطور مميزة يعتبر أمراً يحسب لها، ولعل الخلطات الخاصة بالعروس وللصيف والشتاء وللمناسبات الاجتماعية قيمتها المعنوية والمادية، ومن ذلك فإن خلطات العطور والدهون كانت وما زالت تسمى بأسماء نسائية أو نباتية عطرية تميز صانعاتها.
وللقيمة الكبيرة للعطور والدخون فقد كانت تخبأ، وخصوصاً الثمينة منها، في الصناديق والمندوس لتخرج فقط في المناسبات