متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة بريطانية حديثة أن مُحبي السهر أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب مقارنةً بمن يستيقظون مبكرًا، حيث يميل الساهرون للقلق المفرط ليلاً، وتناول كميات أكبر من الكحول، وهو عامل خطر معروف للأمراض النفسية.
السهر والاكتئاب.. ارتباط وثيق
أجرى باحثون من جامعة سري دراسة شملت 546 طالبًا، وقسموا المشاركين إلى ثلاث فئات: محبي الاستيقاظ المبكر، محبي السهر، ومتوسطي العادات. وأظهرت النتائج أن الساهرين حصلوا على نقطتين أعلى في استبيان طبي للاكتئاب مقارنةً بمن ينامون مبكرًا.
ووفق الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS One، فإن الأشخاص الذين يسهرون ليلاً يميلون للتفكير المُفرط واجترار الأفكار، مما يساهم في زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب.
قلة النوم وتأثيرها على الصحة
أشارت الدراسة إلى أن جودة النوم لدى الساهرين كانت أسوأ، إذ حصلوا على درجة نوم بلغت ثمانية (كلما زادت الدرجة كان النوم أسوأ)، مقارنةً بخمسة لمن ينامون مبكرًا. كما أن النوم لأقل من 6-7 ساعات يوميًا يُضعف المناعة، ويزيد من خطر الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان.
الكحول وتأثيره على الحالة المزاجية
وجد الباحثون أن محبي السهر يستهلكون الكحول بمعدل أعلى، حيث حصلوا على متوسط درجتين في مقياس استهلاك الكحول مقارنةً بدرجة واحدة فقط لمن ينامون مبكرًا. وبينما لم تثبت الدراسة بشكل قاطع أن استهلاك الكحول يسبب الاكتئاب، فإن هيئة الخدمات الصحية البريطانية تحذر من أن الكحول قد يُحدث تغيرات في الدماغ تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب.
أشار الباحثون إلى أن التدخلات التي تهدف إلى تعديل أنماط النوم قد تُساهم في الحد من أعراض الاكتئاب، خاصةً بين فئة الشباب الذين يميلون إلى السهر بشكل متزايد. ورغم أن الدراسة تعتمد على الملاحظة، إلا أنها تبرز أهمية النوم الجيد في دعم الصحة النفسية والوقاية من الاضطرابات المزاجية.
السهر المستمر قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالاكتئاب، وضعف جودة النوم، وارتفاع استهلاك الكحول. لذا، فإن تبني عادات نوم صحية قد يُساهم في تحسين الحالة المزاجية وتعزيز الصحة العامة.