متابعة: نازك عيسى
مع التقدم في العمر، يمر الدماغ بتغيرات تؤثر على وظائفه المعرفية، وقد يؤدي بعضها إلى تدهور إدراكي. ومع ذلك، يمكن إبطاء هذا التدهور عبر التدخلات الطبية وتعديلات نمط الحياة. ووفقًا لدراسة حديثة، هناك أعمار محددة تكون فيها هذه التدخلات أكثر فاعلية.
حلل الباحثون بيانات التصوير العصبي لأكثر من 19 ألف شخص من أربع قواعد بيانات رئيسية، بما في ذلك البنك الحيوي البريطاني ودراسة مايو كلينك للشيخوخة. وركزت الدراسة، التي أجرتها جامعة ولاية نيويورك، على كيفية تواصل مناطق الدماغ المختلفة، أو ما يُعرف بـ “شبكات الدماغ”، عبر مراحل عمرية مختلفة.
وشرحت الدكتورة ليليان، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن “شبكات الدماغ تتكون من مجموعات من المناطق التي تعمل معًا لإنجاز وظائف محددة”. وأشارت إلى أنه مع التقدم في العمر، تصبح هذه الشبكات أقل استقرارًا، حيث تبدأ في التحول بين تكوينات مختلفة، مما يعكس محاولات الدماغ للحفاظ على الطاقة، لكنه قد يؤثر سلبًا على القدرات الإدراكية.
وجد الباحثون أن تدهور شبكات الدماغ لا يحدث بشكل تدريجي، بل يمر بمراحل انتقالية واضحة. فبحلول سن 44، تبدأ العلامات الأولى للتراجع المعرفي، ليصل إلى ذروته عند عمر 67 عامًا، ثم يستقر نسبيًا بعد سن 90.
كشفت الدراسة أن أحد العوامل الرئيسية وراء شيخوخة الدماغ هو مقاومة الخلايا العصبية للأنسولين، والتي تتأثر بعوامل وراثية مثل بروتين APOE وناقل الغلوكوز GLUT4. ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن ناقل الكيتون العصبي MCT2 قد يساعد في تقليل تأثير هذه العوامل، ما يفتح المجال أمام استراتيجيات جديدة لحماية الدماغ من التدهور.
هل يمكن لنظام الكيتو أن يبطئ الشيخوخة الدماغية؟
تدعم هذه النتائج فرضية أن اتباع نظام الكيتو الغذائي في منتصف العمر قد يكون وسيلة فعالة للحد من التدهور المعرفي في مراحل الشيخوخة. لكن الباحثين شددوا على الحاجة إلى المزيد من الدراسات لتأكيد هذه الفرضية.