متابعة: نازك عيسى
أظهرت الأبحاث أن الطبيعة تساهم في تخفيف الألم على المستوى العصبي، حيث كشفت مسوحات الدماغ أن مشاهدة المناظر الطبيعية تقلل النشاط في المناطق المسؤولة عن معالجة إشارات الألم، مما يؤدي إلى تخفيف الشعور بالانزعاج. ولا يقتصر هذا التأثير على التجربة المباشرة للطبيعة، بل يمتد أيضًا إلى الطبيعة الافتراضية، مثل الصور ومقاطع الفيديو.
دور الطبيعة في إدارة الألم
كشفت دراسة حديثة أجرتها جامعة فيينا أن التعرض للمناظر الطبيعية حتى عبر الوسائل الرقمية يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتخفيف الألم دون الحاجة إلى أدوية. وأكد الباحثون أن تأثير الطبيعة لا يقتصر على الجوانب النفسية، بل يحدث تغييرات ملموسة في نشاط الدماغ، مما يقلل من حساسية الألم بطريقة تختلف عن تأثير العلاج الوهمي (Placebo Effect).
اعتمدت الدراسة على مسوحات الدماغ بدلاً من مجرد الإبلاغ الذاتي، ما يجعلها من الدراسات الرائدة في هذا المجال. خلال التجربة، تم عرض مشاهد افتراضية لثلاث بيئات مختلفة على المشاركين:
-بحيرة طبيعية محاطة بالأشجار.
-بيئة حضرية تحتوي على مبانٍ على ضفاف نفس البحيرة.
-مكتب داخلي.
وأثناء مشاهدة هذه المشاهد، تلقى المشاركون صدمات كهربائية قصيرة في أيديهم، بعضها كان مؤلمًا وبعضها غير مؤلم، ثم قاموا بتقييم شدة الألم ومدى عدم الارتياح الذي شعروا به.
عند مشاهدة المناظر الطبيعية أثناء تلقيهم المحفزات المؤلمة، سجل المشاركون انخفاضًا واضحًا في مستوى الألم مقارنةً بمشاهدة البيئات الحضرية أو الداخلية. كما أكدت مسوحات الدماغ أن التأثير لم يكن مجرد شعور ذاتي، بل انعكس فعليًا على نشاط الدماغ، حيث أظهر انخفاضًا في استجابة المناطق المسؤولة عن الجوانب الحسية والجسدية للألم.
دعوة لتطبيق النتائج في المجال الطبي
استنادًا إلى هذه النتائج، دعت الدراسة المستشفيات ومؤسسات الرعاية الصحية إلى الاستفادة من قوة الطبيعة في إدارة الألم، سواء من خلال تصميم بيئات علاجية طبيعية أو استخدام الطبيعة الافتراضية كأداة مساعدة للمرضى، مما قد يقلل من الاعتماد على الأدوية المسكنة.