تحتوي قبة ضريح الإمام الشافعي على معانٍ روحانية عميقة متوارثة عبر العصور، حيث تمثل رمزًا للخشوع وملاذًا للسكينة، تعكس حبًا خالصًا لصاحبها وتقديرًا كبيرًا لمكانته البارزة في الفقه الإسلامي ودوره في تقريب وجهات النظر بين المذاهب المختلفة.
تتمتع القبة بمكانة خاصة في قلوب الكثير من المصريين، حيث ظلت لفترة طويلة وجهة للبسطاء ومقصداً لمن يعانون من الظلم والشكاوى.
اعتاد الناس على السفر من مختلف المحافظات المصرية إلى القاهرة، حيث ترتجف قلوبهم عند رؤية القبة تلوح في الأفق، ويدخلون الضريح حاملين رسائلهم، يعبّرون عن شكاواهم إلى صاحب القبر.
تتوج القبة مسجدًا يضم ضريح الإمام محمد بن إدريس الشافعي، الذي يُعتبر ثالث الأئمة الأربعة لدى أهل السنة والجماعة. وقد زار مصر قبل أكثر من ثمانية قرون، وبقي فيها لعدة سنوات قبل أن يتوفى ويدفن في أرضها، ليصبح ضريحه في منطقة “القرافة الصغرى” بالقاهرة القديمة رمزًا معماريًا يعكس حب الأولياء.
قام السلطان الكامل الأيوبي بتشييد المسجد عام 1211 ميلادي، وكانت قبة المسجد واحدة من أجمل قباب العمارة الإسلامية في العصور الوسطى، لما تحتويه من نقوش رائعة وزخارف بديعة.