متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة سويسرية حديثة عن إمكانية استخدام خلايا الغضروف المستخلصة من الأنف في إصلاح إصابات الركبة، حيث أظهرت الطعوم المزروعة لفترات أطول في المختبر نتائج أفضل قبل استخدامها بنجاح في تجارب سريرية.
كيف يتم إصلاح الركبة باستخدام غضروف الأنف؟
يعتمد هذا النهج العلاجي على استخراج خلايا غضروفية من الحاجز الأنفي وهو الجدار الغضروفي الذي يفصل بين مجرى الهواء الأيمن والأيسر ثم زراعتها في المختبر لتنمو قبل استخدامها في ترميم الركبة.
وأوضح الباحث الرئيسي إيفان مارتن، رئيس قسم الطب الحيوي في جامعة بازل السويسرية، أن خلايا غضروف الحاجز الأنفي تمتلك خصائص فريدة تجعلها مثالية لإصلاح غضروف الركبة. وأضاف: “ثبت أن هذه الخلايا قادرة على مقاومة الالتهابات داخل المفاصل، مما يعزز فعاليتها في العلاج”.
تتضمن العملية استخراج عينة صغيرة من الحاجز الأنفي للمريض، ثم تنمية الخلايا على سقالة مصنوعة من ألياف ناعمة في المختبر. بعد ذلك، يُشكل الغضروف المزروع وفقاً للحجم المطلوب قبل زراعته داخل مفصل الركبة.
أُجريت التجربة على 98 مريضًا في أربع دول مختلفة، حيث تم اختبار نهجين مختلفين للعلاج:
النهج الأول: استخدام طعوم غضروفية تمت زراعتها لمدة يومين فقط قبل الجراحة.
النهج الثاني: استخدام طعوم تُركت لتنضج في المختبر لمدة أسبوعين قبل زراعتها.
تمت متابعة المرضى لمدة عامين، مع تقييم دوري لحالتهم الصحية ومدى تحسن وظائف الركبة بعد العملية.
أظهرت النتائج تحسنًا واضحًا لدى جميع المرضى، لكن المجموعة التي تلقت الطعوم الأكثر نضجًا حققت نتائج أفضل على المدى الطويل، حيث استمر التحسن لديهم حتى نهاية العام الثاني بعد الجراحة، مقارنةً بالمجموعة التي تلقت الطعوم سريعة النمو.
وأشارت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أن الطعوم الناضجة ساهمت في تكوين أنسجة ذات جودة أعلى في موقع الزرع، كما ساعدت في تحسين حالة الغضروف الطبيعي المحيط بها.
تشير هذه النتائج إلى أن استخدام خلايا غضروف الأنف قد يمثل مستقبلًا واعدًا في علاج إصابات الركبة، خاصةً للحالات التي يصعب التعامل معها بالطرق التقليدية.