عندما أصدر الخليفة العباسي المتوكل أمره ببناء جامع في مدينته الجديدة سامراء على ضفاف نهر دجلة حوالي عام 850 ميلادي، كان يهدف إلى أن يتميز بمساحته الواسعة وفنائه الكبير. لكن هذه الميزة لم تحقق له الشهرة المرجوة.
فقد أبدع أحد المعماريين في تلك الفترة في تصميم مئذنة فريدة من نوعها للجامع، والتي سرعان ما أصبحت محور الاهتمام وأحد أبرز معالم الخلافة العباسية، ولا تزال قائمة حتى اليوم بالقرب من المسجد الذي تلاشت آثاره.
تُعرف مئذنة “الملوية” باسمها بسبب تصميمها الفريد الذي يتميز بشكل أسطواني حلزوني، مما يتيح للزوار الصعود إلى قمتها التي ترتفع 52 متراً.
وبدلاً من أن تُعرف باسم مئذنة المسجد الكبير في سامراء، أصبح يُطلق على المسجد اسم جامع الملوية في سامراء.
صمم المعماري دليل بن يعقوب الملوية، وتم بناؤها من الطابوق الفخاري بالقرب من الجدار الشمالي للمسجد، حيث ترتكز على قاعدة مربعة طول ضلعها 33 متراً.
فوق هذه القاعدة، ترتفع المئذنة الأسطوانية على خمس طبقات تتناقص مساحتها كلما ارتفعت.
ويحيط بالملوية من الخارج سلم حلزوني بعرض 2 متر يلتف حولها.