الإمارات نيوز _ عبدالهادي الدعاس
في عالم الفن والجمال، تبرز الرسامة وخبيرة الميك اب لينا الحسين كمثال ملهم يجمع بين الموهبة والإبداع. منذ طفولتها، كانت محاطة بالألوان والمشاعر، مما جعلها تجد شغفها في الرسم والميك أب. من خلال مسيرتها الفنية، استطاعت أن تعكس معاناة الأطفال وتعبيراتهم من خلال لوحاتها، بينما تطور مهاراتها في مجال الميك أب لتبرز جمال كل فرد دون تغيير ملامحه. في هذا الحوار الخاص للإمارات نيوز نغوص في تفاصيل رحلتها الفنية ونتعرف على رؤيتها للجمال والفن.
في البداية.. كيف بدأتِ رحلتك في عالم الرسم والميك أب؟
منذ صغري، كنت محاطة بالفن والرسم، وكانت لدي موهبة واضحة. هذا ما جعلني أكتشف شغفي الحقيقي لهذه المهنة، لذا قررت تطوير ذلك من خلال دراسته أكاديمياً في كلية الفنون الجميلة. كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات، لكنني كنت متحمسة جداً لتحقيق أحلامي الفنية. تحققت تلك الأحلام عندما شاركت في عدد من المعارض الفنية التي حظيت باهتمام العديد من الزوار. دائماً أنظر إلى هذا الفن كوسيلة للتعبير عن ذاتي.
وعند انتقالي إلى دولة الإمارات، قررت تطوير مسيرتي الفنية بشكل أكبر؛ لأن ما رأيته في هذه البلاد كان يفوق الخيال. إنها عبارة عن لوحة تستطيع أن تستمد منها الألوان والطاقة وجمال ما تشاهده. كانت بداية لتحقيق النجاحات وتطوير الذات أكثر في مجال الميك أب والرسم.
كيف بدأتِ في مجال الميك أب، وما الذي يميز لينة في هذا المجال؟
دائماً كنت أنظر إلى الوجه وأتخيل أنه لوحة عند وضع الميك أب عليه. من هنا جاءت لدي الفكرة بتطبيق الرسم ودمجه مع مهنة التجميل. أسست صفحتي على إنستغرام، حيث بدأت أشارك أعمالي، ونالت صدى واسعاً من قبل العديد من المتابعين.
أما فيما يخص التميز، فالإيمان بالنفس والعمل الجاد هما المفتاح. بفضل موهبتي في الرسم واختصاصي برسم لوحات “البورتريه” والوجوه، كان من السهل علي دمج الرسم والميك أب. أعرف كيف تظهر تفاصيل وعضلات الوجه بشكل أجمل، وما يناسب كل عين، بالإضافة إلى أنني أعمل على تعزيز جمال الشخص دون تغيير ملامحه. أعتقد أن سر نجاحي هو قدرتي على فهم تفاصيل الوجه وكيفية إبراز الجمال الطبيعي.
هل عملتِ مع فنانين أو شخصيات معروفة؟
نعم، عملت مع عدد من الفنانين والمذيعين المشهورين، مثل ليلة المقبالي، نهى نبيل، ديانا حداد، ميثا إبراهيم، رؤى الصبان، وبروين حبيب. كانت التجربة رائعة، حيث أتيحت لي فرصة العمل مع شخصيات مميزة.
هل لديكِ نصائح للفنانين أثناء ظهورهم بوضع الميك أب؟
أنصحهم بالتركيز على الجمال الطبيعي، لأن المشاهدين أصبحوا أكثر وعياً. يجب أن نبرز جمال الأشخاص بدلاً من تغيير ملامحهم، فكل شخص لديه جمال خاص، ويجب أن نعمل على تعزيز ذلك.
ما هي موضة الميك أب لهذا العام 2025؟
لا أتعامل بمنطق موضة هذا العام، لأن كل شخص يحتاج إلى الألوان التي تتناسب مع بشرته وشكل الوجه. لكن هذه الأيام، أكثر الألوان استخداماً هي الألوان الترابية، وموضة “السيمبل” هي الأكثر سيطرة حالياً على الإطلالات.
تقومين بالتركيز في لوحاتك على رسم وجوه الأطفال، لماذا؟ وأخبرينا أكثر عن لوحاتك المشاركة فيهم في معرض Meta Art؟
أعبر عن شغفي برسم الوجوه، خصوصاً وجوه الأطفال. أتأثر كثيراً بما يتعرض له الأطفال، وتحديداً خلال الحروب في المنطقة. أرى أن الكثير من الأطفال تعرضوا للظلم في هذه الحروب، وهذا ما دفعني لتسليط الضوء على مشاعرهم التي لم تُروَ. تعكس لوحاتي مشاعر الخوف والألم، حيث أركز على تعابير العيون التي تروي قصصاً لم يُسمع صداها بعد. وهذا ما أردت إيصاله من خلال اللوحة الأولى بعنوان “تعابير الطفولة”. أما اللوحة الثانية، فتبرز عيون طفلة تعكس صدمة كبيرة، حيث ترى دماراً وحرباً أمامها. أعمل على تلخيص هذه المشاعر في نظرة واحدة، مما يبرز أهمية الفن كوسيلة للتعبير عن الألم والمعاناة التي يعيشها الأطفال. وأعتقد أن الفن وسيلة للتعبير عن هذه المعاناة.
كيف تعكسين مشاعر الأطفال في لوحاتك؟
أركز على تعابير العيون في أعمالي، لأن العيون تعبر عن كل شيء. أحاول أن أظهر المشاعر القوية التي عاشها هؤلاء الأطفال. أريد أن أسمح لهم بالتعبير عن الألم والخوف الذي عاشوه.
ما الألوان التي تفضلين استخدامها في الرسم؟
أحب استخدام الألوان الزاهية، وخاصة الألوان الترابية. أشعر أنها تمثلني وتعبر عن مشاعري بشكل أفضل.
في النهاية، ما الرسالة التي تودين إيصالها؟
الفن هو وسيلة للتعبير عن الذات، ويجب أن نستخدمه لنشر الجمال والأمل، وأود أن أقول إن كل إنسان لديه جمال خاص، ويجب علينا أن نعمل على إبراز هذا الجمال دون تغيير ملامحهم.