متابعة: نازك عيسى
ردّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على الانتقادات التي وُجّهت إليه بسبب تقاربه المتزايد مع موسكو بشأن ملف أوكرانيا، مشددًا على أن الولايات المتحدة يجب أن تركز على قضاياها الداخلية بدلاً من القلق بشأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكتب ترامب على منصته “تروث سوشال” ليل الأحد:
“علينا أن نقضي وقتًا أقل في القلق بشأن بوتين، ووقتًا أطول في القلق بشأن عصابات المهاجرين التي تضم مغتصبين، وتجار مخدرات، وقتلة، وأشخاصًا من مصحات عقلية، والذين يتدفقون إلى بلدنا – حتى لا ينتهي بنا الأمر مثل أوروبا!”
جاءت تصريحات ترامب بعد أيام فقط من تأنيبه العلني للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام الصحافيين في البيت الأبيض، حيث وصفه بأنه “عديم الاحترام”. هذا السجال العلني أدى إلى مغادرة زيلينسكي البيت الأبيض دون توقيع الاتفاق المنتظر بشأن حقوق تشارك المعادن الأوكرانية، ما أثار استياء واشنطن وحلفائها الأوروبيين.
وأثار هذا التقارب المتزايد بين ترامب وبوتين قلقًا متزايدًا، سواء في أوروبا أو داخل الولايات المتحدة، لا سيما بين أعضاء الحزب الديمقراطي. وعلّق السناتور الديمقراطي كريس مورفي، أحد أبرز منتقدي ترامب، قائلاً: “البيت الأبيض تحول إلى ذراع للكرملين”. بينما نقلت محطة “سي إن إن” عن مصادر قولها إن “أمريكا تبدو وكأنها تحاول الاصطفاف إلى جانب الطغاة”.
في المقابل، حظي ترامب بدعم واسع داخل الحزب الجمهوري، حيث دعا بعض كبار المسؤولين إلى تغيير القيادة الأوكرانية لضمان التوصل إلى اتفاق سلام مع موسكو. وقال مستشار الأمن القومي الجمهوري، مايك والتز، في مقابلة مع “سي إن إن”:
“نحتاج إلى زعيم يمكنه التعامل معنا، وفي نهاية المطاف، التعامل مع الروس وإنهاء هذه الحرب.”
تحليل الموقف
يأتي هذا الجدل وسط تصاعد التوترات بشأن الدعم الأمريكي لأوكرانيا، حيث يسود انقسام حاد بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الاستمرار في دعم كييف أو البحث عن حل دبلوماسي قد يشمل تقديم تنازلات لموسكو. تصريحات ترامب تعكس موقفًا أكثر انعزالية، في وقت تعزز فيه روسيا نفوذها على الساحة الدولية، ما يثير مخاوف حلفاء الولايات المتحدة بشأن استقرار النظام العالمي.
