متابعة- بتول ضوا
كشفت أعمال الحفريات الأثرية عن بقايا كنيسة تعود إلى العصور الوسطى بالقرب من برج نيكولايتورم فى إشفيغه بألمانيا. وتشير الأسس الضخمة المبنية من الحجر الجيرى إلى أن الكنيسة كانت تغطى مساحة تبلغ 50 مترًا فى 40 مترًا، مما يدل على أهميتها التاريخية والدينية.
تمكن علماء الآثار من تحديد هوية الكنيسة، حيث تبين أنها كنيسة القديس جودهارد السابقة، والتى سميت على اسم الأسقف الألمانى جوتهارد هيلدسهايم، الذى يُبجل كقديس. يعود أقدم ذكر معروف للقديس جودهارد إلى عام 1340، إلا أن العلماء يشتبهون فى وجود كنائس مسيحية سابقة فى الموقع قبل ذلك التاريخ.
تم التخلى عن الكنيسة بعد الإصلاح البروتستانتى خلال القرن السادس عشر، ولم يتبق منها سوى برج نيكولايتورم، الذى استخدم لاحقًا كمحطة إطفاء وبرج مراقبة.
كشفت الحفريات أيضًا عن رفات 30 طفلاً، بينهم أطفال حديثو الولادة ورضع، دُفنت بقاياهم خارج مذبح الكنيسة على محيط الجدران فى قبور مكتظة. هذه العادة، المعروفة باسم “أطفال الأفاريز”، كانت تعتمد على دفن الأطفال غير المعمدين بالقرب من جدران الكنيسة، حيث تتساقط مياه الأمطار من السقف على قبورهم، فى إشارة إلى مياه المعمودية التى تقربهم من حماية الكنيسة.
قالت أنيا روتر، مديرة الحفريات، إن الدفن بالقرب من المذبح كان يعتبر وسيلة لضمان وصول القديس المسئول عن الكنيسة إلى الأرواح فى اليوم الأخير. وأضافت أن المياه المتساقطة من السقف كانت تُعتبر رمزًا لمياه المعمودية، مما يعطى الأطفال دفنًا رمزيًا فى حرم الكنيسة.
هذا الاكتشاف يسلط الضوء على الممارسات الدينية والاجتماعية فى العصور الوسطى، ويقدم نظرة جديدة على تاريخ الكنائس المسيحية فى ألمانيا.