متابعة: نازك عيسى
كشفت دراسة أمريكية حديثة أن اتباع نظام غذائي يعتمد بشكل أساسي على تناول العصائر يمكن أن يؤثر سلبًا على توازن الميكروبيوم في الأمعاء وهو مجموعة البكتيريا والميكروبات والفيروسات التي تعيش بشكل طبيعي داخل الجهاز الهضمي إلى جانب تأثيره على الوظائف الإدراكية. وأوضحت الدراسة أن هذه التغيرات قد تبدأ في الظهور خلال ثلاثة أيام فقط.
أجرى باحثون من جامعة نورث ويسترن الأمريكية دراسة لمقارنة تأثير الحميات الغذائية المختلفة على توازن بكتيريا الأمعاء. قُسم المشاركون إلى ثلاث مجموعات:
-المجموعة الأولى: تناول أفرادها العصائر الباردة فقط.
-المجموعة الثانية: اعتمد نظامهم الغذائي على مزيج من العصائر والمأكولات.
-المجموعة الثالثة: التزمت بتناول أطعمة نباتية بالكامل.
قام الباحثون بجمع عينات من لعاب وبراز المشاركين، بالإضافة إلى مسحات من داخل الفم، بهدف تحليل التغيرات البكتيرية التي طرأت عليهم قبل وأثناء وبعد التجربة.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين اقتصر نظامهم الغذائي على العصائر الباردة شهدوا ارتفاعًا ملحوظًا في نسبة البكتيريا المسببة للالتهابات واضطرابات الجهاز الهضمي. أما المجموعة التي جمعت بين العصائر والمأكولات، فقد سجلت تغيرات في تركيبة بكتيريا الأمعاء ولكن بدرجة أقل حدة.
في المقابل، كان التوازن البكتيري والميكروبي الأفضل لدى المجموعة التي تناولت الأطعمة النباتية، مما يشير إلى أن هذا النمط الغذائي يعزز صحة الأمعاء بشكل أكبر.
خلص الباحثون إلى أن الحميات التي تعتمد فقط على العصائر، أو تمزج بينها وبين الأطعمة، تؤدي إلى زيادة البكتيريا المسببة للالتهابات، سواء في الفم أو اللعاب. وأرجعوا ذلك إلى ارتفاع نسبة السكريات وانخفاض مستوى الألياف في العصائر، مما يخلّ بالتوازن الطبيعي للميكروبيوم.
وفي تصريح لموقع “هيلث داي” المتخصص في الأبحاث العلمية، أوضحت رئيسة فريق الدراسة أن استهلاك كميات كبيرة من العصائر التي تفتقر إلى الألياف قد يؤدي إلى اضطراب توازن البكتيريا النافعة، مما يزيد من خطر الالتهابات واضطرابات الجهاز الهضمي.